قضايا المرأة

تفاصيل هامة تكشف عنها الناشطة اليمنية (ندى الاهدل) في لقاء حصري مع “المخا نيوز” وتكشف عن رأيها في المثليين وزواج القاصرات وكيف أحرقت شقيقتها جسدها بالبنزين والأسباب التي دفعت خالتها للانتحار حرقا حتى الموت

ندى الاهدل – ناشطة حقوقية

لقاء / خاص/ المخا نيوز

ندى الاهدل الناشطة اليمنية التي نجحت في تسليط الضوء على جرائم “زواج القاصرات” بعد ان كانت هي بحد ذاتها احدى الضحايا، وها هي اليوم من أبرز المدافعات والرافضات “لزواج القاصرات” وساهمت في الحد من ذلك.

موقع “المخا نيوز” التقى بالناشطة ندى الاهدل في اول لقاء صحفي يجريه الموقع منذ تدشينه، وتطرق اللقاء الى الكثير من القضايا أبرزها صحة دفاع ندى الاهدل عن المثليين في اليمن، وموعد عودتها الى اليمن، ومصير أختها وخالتها وكيف فارقت الأخيرة الحياة حرقا بالبنزين، الى جانب الكثير من القضايا والملفات البارزة التي تضمنها هذا اللقاء.. إلى التفاصيل:

بداية، هل بالإمكان ان تصف لنا ندى الاهدل تجربتها المريرة في الزواج حتى انتقالها الى الخارج؟

اولاً سعدت جداً بلقائكم، الحقيقة لم اكن اول فتاة تعرضت لهذه الزيجة بل سبقتنا الاف من الفتيات واصبحوا معظمهم ضحايا ومنهم من توفيت اثناء الحمل او الولادة او ليلة الدخلة والبعض دمرت احلامها وحرمت من تعليمها ومازالوا يعانوا الكثير من الفتيات الى الان.

ولكن بخصوص تجربتي فقد سبق ان تزوجت خالتي بعمر 13 سنة وكنت العبها معها وعمري 8 سنوات وحرمت من اللعب معها بعد الزواج بحكم انها أصبحت زوجة وممنوع الاختلاط بها، فكانت صدمة بالنسبة لي وتخيل انت موقفها عندما يتم حرمانها من ابسط حقوقها في اللعب والتعليم وايضاً حرمانها من صديقاتها لتجبر على تحمل مسؤولية اكبر من عمرها بعشرات السنين، ولسوء الحظ بعد ان انجبت ولد أقدمت على الانتحار حرقاً بالبنزين حتى توفيت في المستشفى ، ثم أصبحت اختي بعمر 14 سنة هي الضحية القادمة وعندما رفضت لم يستمع احد لرفضها، فأقدمت على الانتحار بالبنزين والنار مثل خالتي ولكن تم اسعافها متأخر وكان لابد من ضحية بدلها فكان الاختيار علي، ولكني رفضت وهربت الى منزل عمي بحثاً عن نجات، وحينها سجلت  فيديو اصبح حديث العالم.

  • لماذا تتعرض ندى الاهدل لانتقادات واسعة من قبل ناشطين ومهتمين وباحثين؟

لا يوجد احد في العالم لا يتعرض للانتقادات، حتى الأنبياء تعرضوا لأقصى أنواع الانتقاد والرفض من المجتمع تحت مبرر الحفاظ على عادات وتقاليد ابائهم، فما بالك بناشطة حقوقية ضد عادات وتقاليد تقتل الاف الفتيات  شهرياً تحت لافتة الزواج المبكر، وضد العادات  والتقاليد الخاطئة التي حولت الفتاة والمرأة الى سلعة للبيع تحت مسمى المهور، ولم يعد لها أي إنسانية او راي تحت مبررات العورة والعار والشرف، في مجتمع هو في اشد الحاجة لوجود المراءة لأنها مربية الأجيال السابقة وهي مسؤولة عن تربية وتنشئة الأجيال القادمة، ويجب عليها تكون متعلمة ومثقفة ولديها القدرة على تحمل مسؤوليتها، وخصوصاً ان العنصر النسائي اصبح اغلبية بسبب موت الكثير من الرجال في الحروب، وأصبحت المراءة مسؤولة عن تربية أبنائهم.

  • هل صحيح تطالب ندى الاهدل بالمثلية في اليمن؟

اليمن لم يتقبل وجود امرأة هي امه واخته وبنته وزوجته ويعتبرها عار وعورة ويحرمها من ابسط حقوقها، فهل سيقبل بوجود حقوق للمثليين؟

مجتمعنا اليمني يعاني من ويلات الحروب والمجاعة والفقر والاوبئة والامراض، وهو بحاجة الى مساعدات غذائية وعلاجية وإيقاف للحرب واوليات كثيرة في الحياة وليست اليمن في ظروف امنه ومستقرة حتى نتحدث عن أمور تكاد تكون شبه موجودة في اليمن.

  • ماذا تقول ندى الاهدل عن جريمة اغتصاب الطفلة المهمشة في تعز، وما رسالتها للجهات المختصة؟

نظام اليمن قائم على الرشاوي والمحسوبيات ولديه قصور كبير في القانون وفيمن يطبق القانون، وما يحدث للمهمشين في جميع بقاع اليمن امر لا يمكن السكوت عليه، فالعنصرية المقيتة التي توسعت في اليمن وأصبحت قضية معقدة تحتاج الى وعي الشعوب بإيقافها والنظر الى الشعب اليمني بتساوي امام القانون.

ويجب محاسبة المسؤولين الذين ساهموا في تمييع القضية وانحراف مسارها لصالح المجرمين المتنفذين الذين جعلوا أبنائهم يمارسون أبشع جريمة ضد طفله مهمشة، ومحاسبتهم مطلب شعبي وحقوقي، ويجب ان لا تسقط بالتقادم.

  • حدثينا عن الجائزة الدولية التي تمنح سنوياً للمؤسسات التي يقودها فتيات بعمر أقل من 21 سنة، والتي فزت بها مؤخرا؟ وماذا تعني لك؟

مؤسسة مع ومن اجل الفتيات تمنح جائزتها لاهم المنظمات الدولية التي تعني بالفتيات ويقودها فتيات لصناعة قيادات نسوية جديدة في جميع انحاء العالم، وهي جائزة ذات أهمية عالية، ونحن حريصون ان نكون جزء من التغيير في المجتمع، وسعداء ان تم اختيار مؤسسة ندى لحماية الطفل ضمن هذه الجائزة لما قدمته المؤسسة من مشاريع ميدانية تلامس احتياج الفتيات مثل تعليم البنات للغة الإنجليزية وحمايتهم من الزواج المبكر والعنف الاسري، وايضاً لتوعية المجتمع بأهمية حقوق الفتيات.

  • كيف يمكن لندى الاهدل ان تغير الواقع الاجتماعي في اليمن والحد تماما من زواج القاصرات والعمل على التشريع القانوني الذي يحرم ذلك؟

لقد توصلنا في مؤتمر الحوار الوطني الى بند في الدستور يجرم زواج ا لقاصرات اقل من 18 سنة وكان يجب ان يدخل حيز التنفيذ لولا ظروف الحرب، بالإضافة الى وعي الشعب اليمني العظيم في قضية زواج القاصرات، أصبحنا قريبين جداً من ضمان زواج القاصرات قانونياً وحماية الفتيات ولا نحتاج سوء لإيقاف الحرب والوصول الى ـ///ــلام بين كل فئات المكونات السياسية.

لكن لا ننسى ان اليمن موقعة على اتفاقية حقوق الطفل الدولية والتزمت اليمن بتنفيذها، ولذلك اليمن ملزمة بحماية الفتيات دولياً من الزواج المبكر.

  • هل ستعود ندى الى اليمن؟ ومتى سيكون ذلك؟

بلا شك، اليمن بلدي الأصلي وانا حريصة كل الحرص على العودة اليها والعمل من داخل اليمن، واحداث تغيير حقيقي في وسط المجتمع اليمني، ومتى ما أتيحت لي الفرصة لن أتأخر يوم واحد للعودة الى اليمن بعد إيقاف الحرب.

  • رسالتك الأخيرة التي تحبين ان توجهينها في نهاية هذا اللقاء؟

أحب ان انقل كل حبي وتقديري الى عموم الشعب اليمني العظيم الذي ينظر الى كل الأمور الحقوقية ومصالح الشعوب بتعاطف واهتمام وحب ويتفهم الاختلافات بين الشعوب رغم قلة تعلمه وضعف الإمكانيات الا انه سريع التغيير وقوي الإرادة في مناصرة المظلومين، وكل احلامي ان اموت وشعبي قد تحسنت ظروفه الاجتماعية وأصبح صنع الـ///ــلام في المنطقة.

المصدر

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى