كتّاب

تعليمنا الذى أصبح تعليمين.. للسادة وللعبيد:…


تعليمنا الذى أصبح تعليمين.. للسادة وللعبيد:
منذ ثورة ١٩١٩.. أصبحت مبادئ التعليم المجانى والإجبارى وتكافؤ الفرص التعليمية واحدا من أهم أهداف الحركة الوطنية كجلاء المستعمر والديمقراطية تماما
وبالفعل نص دستور ٢٣ على مجانية التعليم الأولىً.. وفى ٤٤ تقرر مجانية التعليم الإبتدائى.. وفى ١٩٥٠ تقررت مجانية الثانوي.. وفى ١٩٦١.. تقررت مجانية التعليم كله حتى مرحلة الدكتوراة.. ولم تتمتع مصر بتلك المجانية الكاملة وتكافؤ الفرص الكامل إلا عشر سنوات فقط.. اذا راح السادات يقتر فى الإنفاق على التعليم الحكومى فتدهورت كفائته.. وعرف المبنى المدرسى الواحد ظاهرة الفترتين والثلاث فترات.. وتوحشت ظواهر الدروس الخصوصية..وتفاقم الحال زمن مبارك وظهرت المدارس الدولية

واليوم أصبح لدينا تعليمين.. الأول تعليم السادة والمتنفذين، وهو التعليم فى المدارس الخاصة المميزة والتى تأخذ مصروفات دراسية نحو خمسين ألف جنيه فأكثر.. والمدارس الدولية والتى تتقاضى مصروفات تزيد على عدد من ألوف الدولارات.. فى المدارس الدولية يصبح ولى الأمر مطمئنا ان ابنه أو بنته فى تعليم حقيقي يتنافس مع زملاءه فى امريكا واستراليا وغيرها.. وفى المدارس ذات الخمسين ألف جنيه وأكثر يستطيع ولى الأمر أن يدفع باب المدير بقدمه.. ويسأله: ما هذه القمامة التى رآها فى الفناء.. ؟ ولماذا لايرتدى رجال الأمن زيا لائقا ومميزا؟ وكيف يسمح المشرفين بمشاجرة تحدث بين الطلاب فى الفسحة أو كيف يظل ابنى حصة كاملة بدون معلم كما أخبرنى؟ .. هذا هو تعليم والمتنفذين الأثرياء.. صحيح عددهم قد لا يتجاوز ٤% من اجمالى أعداد التلاميذ فى مصر .. ولكنهم الأكثر سطوة وقوة ونفوذا
أما مدارس العبيد فلقد أصبحت هى مدارس الشعب التى تعانى من تراكم القمامة اذ انها فى مدارس بلا عمال.. ويقضى الطلاب اياما كاملة بلا معلمين اذ يبلغ العجز فى معلميها نحو ٤٠٠ ألف معلم.. واذا فكرت الدولة فى سد هذا العجز فهى تفكر فى متطوعين ” صٌيًع” .. وربما تبلغ كثافة الفصول نحو ٨٠ و٩٠ تلميذ.. ولا تتحدث عن دورات المياة فى مدارس تضم البنين البنات.. أما إذا فكرت كولى أمر أن تدخل المدرسة لتشكو من بعض تلك الظواهر.. فغالبا ستخرج وانت لابس قضية التعدى على موظف حكومى أثناء تأدية عمله..

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى