قضايا المرأة

. تحصل أشياء في الحياة تغيّرنا، نصبح بعدها أشخاصاً آخرين، كصراخ إسراء وهي على حا…


الحركة النسوية في الأردن

.
تحصل أشياء في الحياة تغيّرنا، نصبح بعدها أشخاصاً آخرين، كصراخ إسراء وهي على حافة الموت، ومهما تكرّرت، لن تصبح أصوات النساء اللواتي يستغثن ليهربن من الموت أمراً مألوفاً فاعتقونا من قشور الأمور، من أسطوانات التبرير وشعارات النفي، والمؤامرات الكونية عن النسوية
اعتقونا من أولوياتكم الفارغة التي تبرّر قتل النساء، وكل تلك الألاعيب المألوفة التي تحاول التهامنا ورمينا في دوامات نقاشات سخيفة أمام الواقع

الواقع هو أن امرأة قُتلت بداعي الشرف، قتلها رجال، ضربوها حتى الموت، كسروا عمودها الفقري من العنف، كل هذا الألم، وتتوقعون منّا أن نغض البصر عما حصل؟ وأن نكترث لاتهاماتكم بأننا لا نحترم عادات مجتمعنا وتقاليده؟ تريدوننا أن نحترم شرف العائلة، بينما طريق “شرف العائلة” معبّد بجثث أخواتنا
عاداتكم وتقاليدكم هي مقبرة كبيرة ترمون فيها جثث النساء
“شرف العائلة” هو مقبرة جماعية للنساء مغطاة بالتبريرات ومحمية اجتماعياً وقانونياً ودينيا

استراتيجيات التبرير الذكورية باتت أسطوانة مُملة، تعيد نفسها بمختلف الأشكال، بعد كل جريمة لا شرف من قبل رجل، ينهمر علينا مهرجان من التبريرات. أراقبهم بملل، ثم بغضب

يستكثرون علينا لحظة صمت عن روحك يا إسراء، وعن أرواح كل النساء اللواتي قُتلن قبلك وبعدك
يستكثرون علينا الوقوف بوجه جزّارينا المستقبليين، يتوقعون منا أن نقف مثلهم بحضور العنف، ونغضّ النظر عنه وكأنه لا يعنينا
العنف الذين تبررونه لبعضكم البعض هو الظل الذي يلاحقنا. والنساء منا اللواتي لا زلن على قيد الحياة، هن أولئك الناجيات من الموت على يد رجل

يعيّرنا الذكوريون بمطالبتنا بالمساواة، فالمساواة بالنسبة لهم أن نعمل في أشغال شاقة
أمّا المساواة بالنسبة لنا، فهي في أبسط الأمور وأكثرها تعقيداً هي أن نبقى على قيد الحياة
أن نعيش من غير خوف وأن نمشي في الطريق بحرية، أن نخرج من بيوتنا أو نظل فيها
هي أن نشعر بالأمان في كل مكان
أمّا المساواة بالنسبة لكثير منكم، فهي أداة لحرمانكم من قتلنا، أو تعنيفنا أو التحرّش بنا أو السيطرة على أجسادنا واللائحة لا تنتهي

يتسألون لماذا نغضب؟ لأن هناك سلطان يظن بأن أجسادنا هي امتداد لملكيته الذكورية لكل شيء. وكل استراتيجيات التسكيت، والتهديد والتخوين والوعيد، وأصبع الذكورة المرفوع في وجوهنا، هذا كله يزعجهم لأننا المرآة التي تعكس داخلهم العنيف، فيسكتوننا حتى لا يرون جرائمهم

لن أناقش بعد الآن، فنحن تعبنا من النقاش، تعبنا من رمي كل طاقاتنا ومعرفتنا في بئر ذكوريتهم العميقة
فمن لا يقتل يبرّر، والتبرير هو نصف الجريمة. سوف نبقى نسويات، مهما هوجمنا بالتخوين

كتابة: #مايا_الحلو

.
تحصل أشياء في الحياة تغيّرنا، نصبح بعدها أشخاصاً آخرين، كصراخ إسراء وهي على حافة الموت، ومهما تكرّرت، لن تصبح أصوات النساء اللواتي يستغثن ليهربن من الموت أمراً مألوفاً فاعتقونا من قشور الأمور، من أسطوانات التبرير وشعارات النفي، والمؤامرات الكونية عن النسوية
اعتقونا من أولوياتكم الفارغة التي تبرّر قتل النساء، وكل تلك الألاعيب المألوفة التي تحاول التهامنا ورمينا في دوامات نقاشات سخيفة أمام الواقع

الواقع هو أن امرأة قُتلت بداعي الشرف، قتلها رجال، ضربوها حتى الموت، كسروا عمودها الفقري من العنف، كل هذا الألم، وتتوقعون منّا أن نغض البصر عما حصل؟ وأن نكترث لاتهاماتكم بأننا لا نحترم عادات مجتمعنا وتقاليده؟ تريدوننا أن نحترم شرف العائلة، بينما طريق “شرف العائلة” معبّد بجثث أخواتنا
عاداتكم وتقاليدكم هي مقبرة كبيرة ترمون فيها جثث النساء
“شرف العائلة” هو مقبرة جماعية للنساء مغطاة بالتبريرات ومحمية اجتماعياً وقانونياً ودينيا

استراتيجيات التبرير الذكورية باتت أسطوانة مُملة، تعيد نفسها بمختلف الأشكال، بعد كل جريمة لا شرف من قبل رجل، ينهمر علينا مهرجان من التبريرات. أراقبهم بملل، ثم بغضب

يستكثرون علينا لحظة صمت عن روحك يا إسراء، وعن أرواح كل النساء اللواتي قُتلن قبلك وبعدك
يستكثرون علينا الوقوف بوجه جزّارينا المستقبليين، يتوقعون منا أن نقف مثلهم بحضور العنف، ونغضّ النظر عنه وكأنه لا يعنينا
العنف الذين تبررونه لبعضكم البعض هو الظل الذي يلاحقنا. والنساء منا اللواتي لا زلن على قيد الحياة، هن أولئك الناجيات من الموت على يد رجل

يعيّرنا الذكوريون بمطالبتنا بالمساواة، فالمساواة بالنسبة لهم أن نعمل في أشغال شاقة
أمّا المساواة بالنسبة لنا، فهي في أبسط الأمور وأكثرها تعقيداً هي أن نبقى على قيد الحياة
أن نعيش من غير خوف وأن نمشي في الطريق بحرية، أن نخرج من بيوتنا أو نظل فيها
هي أن نشعر بالأمان في كل مكان
أمّا المساواة بالنسبة لكثير منكم، فهي أداة لحرمانكم من قتلنا، أو تعنيفنا أو التحرّش بنا أو السيطرة على أجسادنا واللائحة لا تنتهي

يتسألون لماذا نغضب؟ لأن هناك سلطان يظن بأن أجسادنا هي امتداد لملكيته الذكورية لكل شيء. وكل استراتيجيات التسكيت، والتهديد والتخوين والوعيد، وأصبع الذكورة المرفوع في وجوهنا، هذا كله يزعجهم لأننا المرآة التي تعكس داخلهم العنيف، فيسكتوننا حتى لا يرون جرائمهم

لن أناقش بعد الآن، فنحن تعبنا من النقاش، تعبنا من رمي كل طاقاتنا ومعرفتنا في بئر ذكوريتهم العميقة
فمن لا يقتل يبرّر، والتبرير هو نصف الجريمة. سوف نبقى نسويات، مهما هوجمنا بالتخوين

كتابة: #مايا_الحلو

A photo posted by الحركة النسوية في الأردن (@feminist.movement.jo) on

الحركة النسوية في الأردن

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى