قضايا المرأة

. تحاول ميساء (27) عاماً، وهي مغمضة عينيها، أن تستلذ بشعور الراحة والمياه الساخ…


الحركة النسوية في الأردن

.
???? تحاول ميساء (27) عاماً، وهي مغمضة عينيها، أن تستلذ بشعور الراحة والمياه الساخنة المتدفقة من بركة الجاكوزي، تتغلغل في عظام جسدها المرهق من تمرين رياضي فرغت منه قبل دقائق، وأن تسترخي من عناء يوم عمل متعب وطويل، لكن الصوت الذي باغتها بسؤال: “قديش عمرك؟”، قتل تلك اللحظة.
الصوت جاء من سيّدة ستينية، رأتها عندما فتحت عينيها، جالسة بجانبها في البركة في قسم السيدات، ضمن النادي الرياضي الذي تلتحق به الشابة. وبكل احترام أجابت، مع ابتسامة لطيفة على السؤال، وعادت لتغمض عينيها لكنها لم تفلح بذلك، لأن السيدة باغتتها بسؤال آخر: “متزوجة؟”.
فوجود ميساء داخل بركة الجاكوزي بلباس السباحة، أعطى السيدة فرصة سهلة لفحص هيئة جسمها، التي يبدو أنها أعجبتها. وعندما أجابتها ميساء بأنها غير متزوجة، ردت عليها بسؤال: “مش حرام هالجمال كله لساتها مش متزوجة؟”. تقول ميساء: “بعد السؤال الثالث، عرفت أنني أشبه بالحشرة الموضوعة أسفل مجهر بعدستي تكبير وتصغير، والسيدة تبحث معي عن أسباب عدم زواجي حتى الآن، وعيناها ترصدانني من شعري وحتى قدمي غير الواضحتين أسفل مياه البركة”

???? في الأردن، كما في العديد من بلدان المنطقة، جرت العادة أن تقوم النساء بعملية البحث والفحص والتنقيح ومن ثم الاختيار لعروس الابن المستقبلية، وذلك في الأعراس والحفلات، وأحياناً حتى في بيوت العزاء، التي تخفف عبء اكتشاف شكل الفتاة دون مساحيق التجميل وتسريحات الشعر، لكن أماكن البحث عن عروس أصبحت تتخذ أسلوباً جديداً وذكياً، وهو الاتجاه إلى النوادي الرياضية

???? علقت أخصائية علم الاجتماع، د #فاديا_الإبراهيمي، على هذه الحكايات بالقول: “كثيراً ما يستسلم شبابنا للممارسات الاجتماعية التقليدية، ويتنازلون عن حقهم المصيري في اختيار شريكة حياتهم، لتحصل الأم على هذه المهمة وتمارسها بكل ثقة وفخر، ما يدعمها بمزايا نفسية واجتماعية، فتشعر أنها صاحبة السلطة ومصدر الثقة لابنها المطيع الذي لا يستطيع أن يذهب بعيداً عن رأيها ومشورتها”
وتضيف: “لأن مجتمعاتنا، كانت وما زالت، تقيّم المرأة من خلال شكلها، تركض الأم وراء الأجساد والوجوه الجميلة، وتتصيد المناسبات الاجتماعية التي تستطيع من خلالها معاينة وتقييم أجساد الفتيات بشكل أفضل للحصول على ‘غنيمة’ جيدة، وغالباً تكون الأفراح والنوادي مكاناً مناسباً لذلك
فمن حق الفتاة ألا تعامل كسلعة، وأن تُصان كرامتها الإنسانية، وأن ننظر لها كإنسان كامل عقلاً وقلباً وروحاً وليس جسداً فقط، ويجب أن تُدرك الأمهات أن طرق الزواج اختلفت، وعليهن التوقف عن ممارسات تنتهك خصوصية الفتيات وتسبب لهن الإحراج والامتهان”

كتابة: #غادة_الشيخ

.
???? تحاول ميساء (27) عاماً، وهي مغمضة عينيها، أن تستلذ بشعور الراحة والمياه الساخنة المتدفقة من بركة الجاكوزي، تتغلغل في عظام جسدها المرهق من تمرين رياضي فرغت منه قبل دقائق، وأن تسترخي من عناء يوم عمل متعب وطويل، لكن الصوت الذي باغتها بسؤال: “قديش عمرك؟”، قتل تلك اللحظة.
الصوت جاء من سيّدة ستينية، رأتها عندما فتحت عينيها، جالسة بجانبها في البركة في قسم السيدات، ضمن النادي الرياضي الذي تلتحق به الشابة. وبكل احترام أجابت، مع ابتسامة لطيفة على السؤال، وعادت لتغمض عينيها لكنها لم تفلح بذلك، لأن السيدة باغتتها بسؤال آخر: “متزوجة؟”.
فوجود ميساء داخل بركة الجاكوزي بلباس السباحة، أعطى السيدة فرصة سهلة لفحص هيئة جسمها، التي يبدو أنها أعجبتها. وعندما أجابتها ميساء بأنها غير متزوجة، ردت عليها بسؤال: “مش حرام هالجمال كله لساتها مش متزوجة؟”. تقول ميساء: “بعد السؤال الثالث، عرفت أنني أشبه بالحشرة الموضوعة أسفل مجهر بعدستي تكبير وتصغير، والسيدة تبحث معي عن أسباب عدم زواجي حتى الآن، وعيناها ترصدانني من شعري وحتى قدمي غير الواضحتين أسفل مياه البركة”

???? في الأردن، كما في العديد من بلدان المنطقة، جرت العادة أن تقوم النساء بعملية البحث والفحص والتنقيح ومن ثم الاختيار لعروس الابن المستقبلية، وذلك في الأعراس والحفلات، وأحياناً حتى في بيوت العزاء، التي تخفف عبء اكتشاف شكل الفتاة دون مساحيق التجميل وتسريحات الشعر، لكن أماكن البحث عن عروس أصبحت تتخذ أسلوباً جديداً وذكياً، وهو الاتجاه إلى النوادي الرياضية

???? علقت أخصائية علم الاجتماع، د #فاديا_الإبراهيمي، على هذه الحكايات بالقول: “كثيراً ما يستسلم شبابنا للممارسات الاجتماعية التقليدية، ويتنازلون عن حقهم المصيري في اختيار شريكة حياتهم، لتحصل الأم على هذه المهمة وتمارسها بكل ثقة وفخر، ما يدعمها بمزايا نفسية واجتماعية، فتشعر أنها صاحبة السلطة ومصدر الثقة لابنها المطيع الذي لا يستطيع أن يذهب بعيداً عن رأيها ومشورتها”
وتضيف: “لأن مجتمعاتنا، كانت وما زالت، تقيّم المرأة من خلال شكلها، تركض الأم وراء الأجساد والوجوه الجميلة، وتتصيد المناسبات الاجتماعية التي تستطيع من خلالها معاينة وتقييم أجساد الفتيات بشكل أفضل للحصول على ‘غنيمة’ جيدة، وغالباً تكون الأفراح والنوادي مكاناً مناسباً لذلك
فمن حق الفتاة ألا تعامل كسلعة، وأن تُصان كرامتها الإنسانية، وأن ننظر لها كإنسان كامل عقلاً وقلباً وروحاً وليس جسداً فقط، ويجب أن تُدرك الأمهات أن طرق الزواج اختلفت، وعليهن التوقف عن ممارسات تنتهك خصوصية الفتيات وتسبب لهن الإحراج والامتهان”

كتابة: #غادة_الشيخ

A photo posted by الحركة النسوية في الأردن (@feminist.movement.jo) on

الحركة النسوية في الأردن

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى