الأقيال

تجفيف اليمن من اثاره الماديه أباده ثقافيه ممنهجه لإزالة ما …


تجفيف اليمن من اثاره الماديه أباده ثقافيه ممنهجه لإزالة ما بقي من تاريخنا، تمهيدا لإعادة صياغة وطن

مصطفۍ محمود

منذ أيام اجتياح الحوثيين العاصمه صنعاء واسقاط الدوله أي في شهر سبتمبر 2014م أقدمتْ جحافل الحوثيين على سرقه اهم أثار اليمنه بنهم من المتاحف وتهريبها وبيعها. ليس هذا وحسب بل ايضا يقومون بتدمير المواقع الاثريه في نطاق سيطرتهم ويستعين المخربون بالجرافات لتطبيق شريعة الملازم الحوثيه الفقهية!! لتدمير اثار اليمن

كلُّ تلك الأحداث لم تُثر شعرةً واحدة في مفرِق رأس اليمنيين غير الاقيال .. على الرغم من أن تدمير التراث أخطر بكثير من تدمير حيوات البشر، فالبشر يتناسلون، أما الآثار فلا يُمكن تعويضها، إذن،مَا سرُّ تدمير الحضارات والآثار في بقايا دولة اليمن ؟
وهل كان الغِنَى والثراءُ والتديُّن السلالي الهاشمي غايةَ السارقين الحوثيين ؟ما تفسيرُ تدمير الحوثيين للاثار ونهبها وسرقتها والآتجار بها
؟
أسئلةٌ عاجلة ينبغي أن نُعيد طرحها، لنعرفَ مستقبل اليمنيين ، أو ونهايتهم.، إن مسلسل تدمير الآثار ونهبها وسرقتها لا يجري بالصدفة المحضة، ولكنه مُخططٌ بعناية، لإزالة ما بقي من تاريخنا، تمهيدا لإعادة صياغة الاوطان تبدأ إعادة الصياغة بإلغاء ثقافة الإنسان وفكره وتحضُّرِه، لغرض تجهيله بمسح ذاكرته الثقافية وطمس هويته ،ليصبح جسدا تابعا، مُسيَّرا، عدوّا للتواصل الحضاري، مريضا بالحقد والانتقام، كارها للتواصل بين حضارات الأجداد والأحفاد، مؤمنا بضرورة تدمير الحضارات، وإلغاء العقول، ونسف الفكر والتاريخ!

اسمحوا لي أن أستعيد من ملفاتي السابقة بعص لقطاتٍ عن تجفيف اليمن من آثارها، بتاريخ 2015 اقدمت مليشيا الحوثي بواسطه سلطنه عمان، علۍ بيع اثارا ومخطوطات عبريه للحكومه الاسرائليه تخص الديانه اليهوديه وبعض العلوم المتنوعه في الفيزيا والكيميا والرياضيات بمبلغ وقدره 2مليوم دولار امريكي وتعود الي المرحله ماقبل الميلادي حملتها عائله يمنيه يهوديه من صنعاء الي اسرائيل وقام بعرضها التلفزيون الاسرائلي وظهرت بالصوره العائله اليمنيه وهي تسلم المخطوطات الي ورئيس الوزراء الاسرائلي حينها نتنياهو

قبل عامين نشرت مواقع سعوديه خبر تمكن الاجهزه الامنيه السعوديه من القبض علي مجموعه من الشباب من جنسيات مختلفه وبحوزتهم كميه كبيره من الاثار المتنوعه وعند فحص الاثار اتضح انها يمنيه، واعترفوا الشباب ان تلك الاثار تم تهريبها من اليمن الي السعوديه ثم ستنتقل الي اوروبا واضاف الموقع ان الشباب عند استحوابهم اقروا انهم يعملون لحساب وزير يمني في حكومه الرئيس هادي حينها ، واتهم الموقع ذلك الوزير بأدارة شبكه سرقه و تهريب الاثار اليمنيه وبيعها في اوروبا. استند الموقع في ذلك الي مذكره صادره من للجنة مكافحه الفساد السعوديه الۍ ولي العهد محمد بن سلمان

، 13/11/2013نشرت وكالة سبأ: الخبر التالي :
” أقام أحدهم حفلة عُرسٍ في المتحف الوطني بصنعاء، واستغلَّ اللصوصُ هذا الاحتفالَ وسرقوا رُقوقأ أثرية، يُقدَّرُ ثمنُ الواحدة منها بخمسة ملايين دولار” ليست هذه هي السرقة الأولى، فقد سُرق متحف المُكلّلا، ومتحف زنجبار، وسُرقت سيوفٌ أثرية، ومنحوتات، ورقوق، من بلاد أكبر مخزن أثري في العالم( اليمن)، أمضى المستشرقون والباحثون سنواتٍ طويلة يُنَقِّبون عن آثار الأجناس البشرية في اليمن،وفي اليمن أكثر من مليون مخطوطة وقطعة أثرية، تحتوي على مخزونٍ هائل من التاريخ.

لا يجب أن ننسى أن هناك مخططا واسعا لنهب الآثار وتدميرها، ليس في اليمن وحدها، مهد الحضارة السبئيه والحميريه، او في العراق مهدالحضاره البابلية والأشورية، ،بل في سوريا موئل الحضارة الفينيقية، إنه انتقاءٌ مُبرمجٌ، مخطَّطٌ له، فقد ارتبطتْ
بمليشيا ايران اينما وجدت في المنطقه العربيه
غليس من قبيل الصدفة أن يحدث ذلك فيما بقي من بلاد العرب، لأن مسلسل التفكيك السياسي كان واجهةً فقط للتفكيك الأثري التاريخي، لإزالة ما عَلِق ببلاد العرب من حضارات، لكي تعود مرة أخرى إلى عصور الظلام والقمع!

ان سبب ماوقلنا اليه اليوم ماهو الا نتيجه لاسباب سابقه اصلها صمتةا علي تدمير تاريخنا وهويتنا
وهاهي اليمن موئل الحضارات، تعود إلى عصر القبليه والمذهبيه والمناطقيه ، فالسياسيون استغنوا بقبائلهم واحزابهم عن القوانين الحضارية، وقسمت اليمن تحت سلطات امر واقع متناحره وقسمت المدنُ والقُرى، وفق الاثنيات

ما يزالُ مسلسلُ التفكيك جاريا فيها حتى كتابة هذه السطور.اذ ان الباحث القيل عبدالله محسن ، والشيخ خالد الهمداني المقيمان في لندن يقودان حاليا حمله اعلاميه يناشدون العالم منع بيع تثمال يمني بالمزاد العلني بعد سبعه ايام.من تاريخ هذا

مع ملاحظة أن هذا التفكيك الأثري، هو الأخطر، لأنه ليس تغييرا للحكومات والأنظمة السياسية، بل هو تدميرُ للتسلسُل الحضاري التاريخي، في عصرٍ تسعى فيه دولُ العالم المتحضرةُ لترسيخ حضاراتها في عقول أبنائها، لأن ترسيخ الحضارات طريقٌ للسيطرة والتفوُّق والغنى والنفوذ، فتدمير التاريخ لا يعني سوى وضع اللجام في الرِّقاب، وتحويل الشعوب إلى قطعان!
لم يكتفِ الحوثيون أعداءُ الحضارة اليمنيه باستخدام تكنولوجيا العصر الحديث، لتدمير الآثار ومحوها من الوجود ماديا، بل صاحبَ التدميرَ الماديَ، هجومٌ فكري سلالي عنصري متطرف، يصبُّ في الهدف ذاته، اذ ان تدمير الاثار يصاحبه دورات عنصريه مكثفه عن ال البيت وحبهم والتشيع بهم .

كلُّ وطنٍ لا يُجرِّم تدميرَ الآثار، ولا يستحدث البرامج والمناهج التعليمية، غير الحشوية، الباعثة على تقدير واحترام وصيانة التراث، هو وطنٌ يعيش في غيبوبة، في انتظار الموت والفناء!كلُّ أُمَّةٍ لا تُسخِّر جامعاتِها ومراكز أبحاثها، لاكتشاف الآثار التاريخية، وربطها بالتسلسل التاريخي العالمي، أوطانٌ ليس لها مكان في مستقبل الأجيال.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى