بعد انكسار المقاومة الشعبية في محافظة “إب” تطلب الأمر ثلاثة أعوام كاملة حتى تظهر…

بعد انكسار المقاومة الشعبية في محافظة “إب” تطلب الأمر ثلاثة أعوام كاملة حتى تظهر مقاومة “شعبية” أخرى إلى العلن. تخلى التحالف عن مقاومة إب، وتبدو الأسباب شبيهة بتلك التي جعلت العرب، كل العرب، يتفهمون اقتحام الحوثيين للعاصمة اليمنية قبل خمسة أعوام.
قبائل حجور تقاتل الحوثيين في محافظة حجة وأياً كان صمودها فللجغرافيا كلمتها في نهاية المطاف. فهي محاطة بسلسلة موالية لـ/ خاضعة للحوضيين: عمران من الشرق، صعدة من الشمال، قبائل حجة من الغرب والجنوب. لا خطوط اتصال لحجور مع أي من الأراضي المحررة، وتبدو طريق الجيش إلى “كشر” غاية في الصعوبة، فعليه أن يجتاز طرقات ومديريات معقدة: مستبأ، من جهة حيران، أو أسلم/ حيران المحرق من جهة عبس. خسارات الحوثي كبيرة، وبالأمس تحدثت أخبار عن مقتل عشرات الحوثيين، أمس فقط، في إغارات جوية. يبدو إعلامهم واثقاً من الصورة الختامية التي ستؤول إليها المعركة، حتى إن أحد أبرز رجالهم كتب قبل أيام “انتهت زوبعة حجور”.. قد يتمكن الحوثيون من إخضاع حجور، فلديهم تكتيكهم الناجع: الدفع بالآلاف من رجال القبائل “الرخيصين”، وليصل من الألف خمسون! لا تحرك أشلاء اليمنيين شيئاً لدى عبد الملك الحوثي، فالرجل قال منذ البداية إنه هاشمي مكّي، وأنه منحة وهبها الرب لليمنيين، وأن ما يفعله ليس سوى رأفة ورحمة بهم ولأجل مصالحهم. وقال أكثر من مرّة أن اليمنيين سيدركون المعنى المقدس للخسارات مستقبلاً، وسيشكرونه على ذلك.

إذا كان التحالف، لنقل: السعودية، يخوض معركة بالمعنى العسكري فإن ترك حجور تواجه مصيرها هو خطأ استراتيجي فادح. وبالنسبة للحوثيين فإن أي تأخير في حسم معركة حجور هو أيضاً خطأ استراتيجي فادح، ليس لأهمية حجور وإنما لخطورة نموذجها على باقي القبائل. هي معركة وقت، ومعركة خيال.

عناصر قوة الحوثيين في معركة حجور ثلاثة:
ـ المقاتلون القبليون رخيصون الثمن. لنقل: السبايا الذين يأتون بهم من قبيلة أ. ليقاتلوا بهم القبيلة ب.
ـ الشرعية، بغبائها الفريد، وبطئها النادر، ولؤم رجالها العظماء.
ـ خازوق “الإخوان” الذي رشق في جِحْر بعض الأنظمة العربية/ الخليجية منذ ٢٠١١، وهو ما جعلها تهيل التراب على رأسها، تطلق الرصاص على أقدامها، وتشعل النار في مخازنها، بسبب هرش الخازوق.

Hajour,
Now, or Never

م. غ.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات