قضايا المرأة

. بعد أشهر قليلة من تحرش رئيس تحرير الجريدة التي اعمل بها، جاءتني من رقمه رسالة …


الحركة النسوية في الأردن

.
بعد أشهر قليلة من تحرش رئيس تحرير الجريدة التي اعمل بها، جاءتني من رقمه رسالة تطلب له الرحمة، والحضور إلى سرادق عزائه، لم أشعر بالحزن ولا بالفرح ولا حتى تمنيت له الرحمة، قلت هو بين يدي خالقه الآن، وسيحاسبه

وعبر مجموعة فيسبوكية طرحت السؤال التالي: “هل تسامحون المتحرش، أو المغتصب، أو المعتدي جنسياً، إذا مات؟”. 99% من التعليقات أجابت بـ”لا”، وتعليقات قليلة كانت محايدة، وتقول: لا يهم التسامح إن مات

حينما أفكر بقائمة الرجال الذين ارتكبوا أفعالاً شنيعة وماتوا، أتساءل: هل يجب أن نسامحهم أم لا؟
الأمر لا يخص هؤلاء الذين انتهكوا أجسادنا، لكني أفكر من منظور اجتماعي وسياسي أيضاً. فحين مات مبارك، كان التراند الأشهر: “له ما له، وعليه ما عليه”، ثم توالت الترحمات من معارضين له سابقين، الأمر الذي جعل معارضين له آخرين في حيرة

تعبر عن ذلك الصحافية #جينيفر_رايت في مقال لها، عارضة ما يدور في أذهاننا كنساء: “هل سنسامح من أفزعنا من السير بمفردنا في الطرقات، أو الرجل الذي أمسك صدرنا في الباص، أو من وضع يده على مؤخرتنا في الشارع، أو المدير الذي طلب ممارسة الجنس معنا لنحصل على ترقية، أو علاوة على الراتب؟ أو الحبيب الذي خان ثقتنا ومارس الجنس بالإكراه معنا؟ ما حصلنا عليه من الرجال كان كبيراً مقارنة بما حصلوا عليه منا. كما أن الرجال لديهم امتيازات كبيرة جداً على مدار عقود طويلة”

في المسلسل الرمضاني “الطاووس” والذي يحكي عن فتاة من بيئة فقيرة تعرضت للاغتصاب، ترددت نغمة على الآذان تقول “إن أحد المغتصبين وسيم، سنسامحه”
التعليق لاقى امتعاضاً شديداً، إذ كيف يمكن لأحدهم أن يسامح مغتصباً، أو معتدياً جنسياً، لأنه وسيم فحسب، أو لأنه ثري، وهو لم يكلّف نفسه عناء طلب العفو أو إبداء الندم عما فعل

???? ذلك هو الرأي الذي تريد النسويات الحاليات توريثه للجيل القادم من النسويات الصغار: “لا تسامُح قط مع المعتدين”، وأفعالهم جرائم أخلاقية تميت صاحبتها وهي على قيد الحياة، من الخوف، الخوف الذي لن يعرفه الرجال أبداً، ولن يعيشوه وإن عاشوه، فلن يجعل حياتهم تنهار كحيوات النساء

???? سنجد من يسأل “هل النساء فارغات حتى يفكرن في ما بعد موت أحد المتحرشين بهن أو أحد مغتصبيهن؟”
سنجد أنه من الصعب أن تنظر النساء باحترام إلى من آذاهن، أو انتهك أجسادهن، وأن تصل إلى مرحلة تمام الغفران
الحب والثقة والاحترام، هي الشروط الواجب توافرها ليتحقق التسامح، مع ضرورة أن يقدّم الطرف المخطئ طلباً صادقاً ليُسامَح عن الخطأ الذي ارتكبه، وهو ما لن يحدث مع شخص ميت

كتابة: #إيناس_كمال

.
بعد أشهر قليلة من تحرش رئيس تحرير الجريدة التي اعمل بها، جاءتني من رقمه رسالة تطلب له الرحمة، والحضور إلى سرادق عزائه، لم أشعر بالحزن ولا بالفرح ولا حتى تمنيت له الرحمة، قلت هو بين يدي خالقه الآن، وسيحاسبه

وعبر مجموعة فيسبوكية طرحت السؤال التالي: “هل تسامحون المتحرش، أو المغتصب، أو المعتدي جنسياً، إذا مات؟”. 99% من التعليقات أجابت بـ”لا”، وتعليقات قليلة كانت محايدة، وتقول: لا يهم التسامح إن مات

حينما أفكر بقائمة الرجال الذين ارتكبوا أفعالاً شنيعة وماتوا، أتساءل: هل يجب أن نسامحهم أم لا؟
الأمر لا يخص هؤلاء الذين انتهكوا أجسادنا، لكني أفكر من منظور اجتماعي وسياسي أيضاً. فحين مات مبارك، كان التراند الأشهر: “له ما له، وعليه ما عليه”، ثم توالت الترحمات من معارضين له سابقين، الأمر الذي جعل معارضين له آخرين في حيرة

تعبر عن ذلك الصحافية #جينيفر_رايت في مقال لها، عارضة ما يدور في أذهاننا كنساء: “هل سنسامح من أفزعنا من السير بمفردنا في الطرقات، أو الرجل الذي أمسك صدرنا في الباص، أو من وضع يده على مؤخرتنا في الشارع، أو المدير الذي طلب ممارسة الجنس معنا لنحصل على ترقية، أو علاوة على الراتب؟ أو الحبيب الذي خان ثقتنا ومارس الجنس بالإكراه معنا؟ ما حصلنا عليه من الرجال كان كبيراً مقارنة بما حصلوا عليه منا. كما أن الرجال لديهم امتيازات كبيرة جداً على مدار عقود طويلة”

في المسلسل الرمضاني “الطاووس” والذي يحكي عن فتاة من بيئة فقيرة تعرضت للاغتصاب، ترددت نغمة على الآذان تقول “إن أحد المغتصبين وسيم، سنسامحه”
التعليق لاقى امتعاضاً شديداً، إذ كيف يمكن لأحدهم أن يسامح مغتصباً، أو معتدياً جنسياً، لأنه وسيم فحسب، أو لأنه ثري، وهو لم يكلّف نفسه عناء طلب العفو أو إبداء الندم عما فعل

???? ذلك هو الرأي الذي تريد النسويات الحاليات توريثه للجيل القادم من النسويات الصغار: “لا تسامُح قط مع المعتدين”، وأفعالهم جرائم أخلاقية تميت صاحبتها وهي على قيد الحياة، من الخوف، الخوف الذي لن يعرفه الرجال أبداً، ولن يعيشوه وإن عاشوه، فلن يجعل حياتهم تنهار كحيوات النساء

???? سنجد من يسأل “هل النساء فارغات حتى يفكرن في ما بعد موت أحد المتحرشين بهن أو أحد مغتصبيهن؟”
سنجد أنه من الصعب أن تنظر النساء باحترام إلى من آذاهن، أو انتهك أجسادهن، وأن تصل إلى مرحلة تمام الغفران
الحب والثقة والاحترام، هي الشروط الواجب توافرها ليتحقق التسامح، مع ضرورة أن يقدّم الطرف المخطئ طلباً صادقاً ليُسامَح عن الخطأ الذي ارتكبه، وهو ما لن يحدث مع شخص ميت

كتابة: #إيناس_كمال

A photo posted by الحركة النسوية في الأردن (@feminist.movement.jo) on

الحركة النسوية في الأردن

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى