مفكرون

برغم انشغالى بالتحضير لمؤتمر ابوجا (نيجيريا) لاتحاد كتاب…


برغم انشغالى بالتحضير لمؤتمر ابوجا (نيجيريا) لاتحاد كتاب آسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية الذى اتولى رئاسته فقد كرست بضع ساعات امس واليوم للرد على التهريج والجهل والتخريف السائد حول موضوع فيروس كورونا حيث يعتبر الغالبية انه مؤامرة وانه مصنوع فى امريكا للقضاء على التقدم الصينى الضخم فى مجال الاقتصاد والتجارة العالمية وان الانفلونزا العادية اخطر كثييرا من كورونا واننا ضحايا عملية نصب عالمية من شركات عملاقة مستفيدة من الموضوع.. وقد استخلصت ما يلى:
الاوبئة قديمة قدم التاريخ وقد حصدت عشرات الملايين من الارواح فى زمن لم يكن فيه امريكا ولا شركات ادوية ولا مؤامرات دولية ولا مخابرات ولا دياولو… ومن اهم واشهر الاوبئة على مر التاريخ :
اولا: وباء جستينيان (امبراطور بيزنطى فى القرون الوسطى) وانطلق هذا الوباء من “مصر” فى حدود عام 540 وسرعان ما وصل التى القسطنينية وعاد بعد نصف قرن للانتشار وقتل ما بين 25 الى 100 مليون انسان (ولان الاحصاءات لم تكن متوفرة آنذاك كما ان الكثير من حاللات الوفاة لم يكونوا متأكدين انها من الوباء فهذا يفسر الفارق الكبير فى تقدير حالات الوفاة)
ثانيا: الطاعون الاسود او “الموت الاسود” وهو وباء انتشر بشراسة ما بين 1347 و1352 وتسبب فى موت من 20 الى 50.مليون حيث كان عدد سكان اوروبا 75 مليون فانخفض الى 52 بعد انتهاء الوباء وافريقيا من 80 مليون الى 68 مليون وآسيا من 238 الى 200 مليون حسب الارقام المتاحة.. وقد انطلق هذا الوباء من……. الصين وانتقلت العدوى من خلال “طريق الحرير” الشهير الذى سمى وقتها “طريق الموت”.
ثالثا: الحمى الاسبانية التى انتشرت بعد الحرب العالمية الأولى واسمرت من 1918 الى 1919 واصيب بها نحو 500 مليون شخص اى 27% من سكان العالم آنذاك وتجاوز عدد الموتى من جرائها 50 مليون انسان (وكانت الاحصاءات وقتها افضل كثيرا من القرون الوسطى) مما يجعلها على الارجح اكثر وباء فتاك فى تاريخ البشرية وقد زاد من انتشاره تدهور الاوضاع الصحية والعامة بعد مأساة الحرب العالمية الاولى.
وهناك عشرات ان لم يكن مئات من الاوبئة فتكت بالملايين خلال القرون الماضية فى العالم فهل كانت كلها من صنع السى آى ايه او من صنع اسرائيل ؟؟ هل كانت كلها من اجل القضاء على قوى اقتصادية صاعدة؟؟
وبعد ان قلت هذا اقول: ان هناك تهويل بالفعل فى وسائل الاعلام الغربية وهو تهويل مقصود وله هدفه.. وسأروى قريبا حوارا بينى وبين وزيرةالصحة الفرنسية فى منتصف الثمانينات عندما الكل مرعوبا ومذعورا من مرض الأيدز وقد افصحت لى الوزيرة عن حقيقة خطيرة تلقى الضوء على ما يحث الآن..
اما التخاريف والتهريج الشائع الآن فى مصر عن موضوع كورونا فهو امر يدعو الى الضحك والبكاء والرثاء.. خاصة انه صادر عن بعض من يدعون انهم “علماء”.. مصيبة سوداء.. ” لكل داء دواء يستطب به.. الا الحماقة اعيت من يداويها”

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫3 تعليقات

  1. استاذ شريف انا مقتنع بكلامك جدا وعارف ومتاكد منه حيث كان فى العام 630 وما يليه بعض من الاوبئه حصدت الكثير والكثير من الارواح وفى منطقه الشام والحجاز والعراق ومصر عارف الحقيقه المره فى الموضوع يا استاذى الفاضل هى ان مصر ليس لديها المقدره على تطبيق قواعد الانفكشن كنترول الحقيقى على المرضى ولا هتقدر تواجهه والفيروس بمجال علمى متطور قائم على البحث العلمى واستخلاص الامصال اللازمه لمكافحه الفيروس والحد من انتشاره

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى