كتّاب

امين تاكي | على حين غرة ، تتوقف الحياة. تظهر الآلهة من قلب الكآبة ، فتاة

امين تاكي:

على حين غرة ، تتوقف الحياة. تظهر الآلهة من قلب الكآبة ، فتاة في غاية الروعة. علا ، علا ، علا
علا الجميلة ، إسم على مسمى. تشبه العذراء مريم ، سوى أن العذراء لم تلبس فستان. وذاك الفستان الذي ترتديه ، يُظهرها كملكة جمال العالم ، وليست اليمن وحدها. بل تصِل سمعة جمالها إلى المجرات الأخرى. لاتعريف لهذا الجمال

أسمع الآن نبضات القلوب تتسارع بشكل مُخيف ، قلوب الجميع. رجالاً ونساء ، قلبي وقلبها أيضاً. حتى الطيور الملونة تتلمس أعضاءها التناسلية على الأغصان. والنساء حين ينظرن إليها ، يتأرجحنَ بين الحسد والإعجاب ، سحرها يطغى على كل شيء

الأيادي تتعرق لتمني مصافحة يدها ، وأشعر بأن الجميع يمسحون أياديهم الدبِقة بثيابهم قبل مصافحتها ، وتدمع عيون الناس شوقاً لرؤيتها. وتلك حين تنظر لها تهمس في أذن الأُخرى متأثرة : أرأيتي ما أجملها؟

لكني سأحاول إراحة قلوبكم ، إذ أنا مندهشاً مثلكم ، وأخشى من سير الأمور أن تصِلَ بي الى حد الجنون
عيناها كعينَي فهد طيِع وصعب المراس في آن. تمشي في الشارع بحياء يضَاعف حالة الشبق التي لايرتقي إليها خصب الخيال. يتداعى العالم على وقع خطواتها

وصلّت إليَ بعدما إجتازت الف عين جاحظة ، وابتسمت لي كأنها تعرفني منذ الآف السنين. رأيتُ فيها والدتي. كانت والدتي جميلة في صِباها ، فدفعني ضميري لأنحني أمامها ببطء الثعبان ذي الأجراس قبل لحظة من إبتلاع الفأر ، وأُقبِل أناملها التي تبدو كنبوأة دينية

تبتسم لي بسعادة مرةً أُخرى ، علا تبتسم لقُبلتي ، إبتسامة كأنها في حالة بوح للمرة الأولى. وتنحني لي ، فتبرز مؤخرتها الممشوقة بإتقان كأنها شمس في المغيب. تلتهِب عُقدتي الذكورية ، وأكاد أسقط أرضاً

علا حدث جدي في حياتي ، وليست تسلية. لطالما عرفتُ فتيات ، وأشعلتُ ليالٍ حمراء بصحبة النِسوة. لكن علا : حياتي قبلها ، أقبح من الحياة بجانب الصراصير


امين تاكي | ناشط حقوقي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى