كتّاب

النيل العظيم ومسخرة الزمان والخراب المستعجل:…


النيل العظيم ومسخرة الزمان والخراب المستعجل:
مهندسوا الرى المصرى هم أول وأقدم وأعظم مهندسى رى فى العالم لأنهم المسؤلون عن تنظيم ماء النيل وهو ليس مجرد مورد مائى يأت من الحبشة والسودان، لنشرب ونزرع، ولكنه أساس الحضارة والحياة والثقافة والنظام السياسى والاجتماعى، ولقد تعاملت معه النظم التى حكمت مصر على هذا الأساس منذ الملك مينا العظيم موحد القطرين مرورا بالبطالمة والرومان الذين كان قمح النيل يطعهمهم فى روما، والمسلمين: راشدين، أحياهم النيل فى عام الرمادة، وأمويين وعباسيين وطولونيين واخشيديين وفاطميين وأيوبيين ومماليك وعثمانيين حتى محمد على العظيم
فما الذى يحدث فى مصر الآن ولماذا يتعامل نظامنا الحاكم فى قضية النيل بهذا الشكل المسخرة والمهزلة
لماذا يتخبط السيسى فى تصريحاته بخصوص مشكلة النيل وسد النهضة؟ ونتابع تصريحاته كأنها أخبار البورصة: فمرة: الأشقاء فى أثيوبيا يعرفون حاجتنا للنيل ولن يخزلونا/ ومرة: يحلف رئيس وزرائها انه لن يسبب ضرر لمصر/ ومرة ثورة يناير هى السبب/ ومرة سنتفاوض ثم نتفاوض/ ومرة سنشكل لجنة رباعية/ ومرة سنرفع الأمر لمجلس الأمن/ ومرة الشعب المصرى ظروفه صعبة والعالم يفهم ذلك/ ومرة اننا نقدر حاجة إثيوبيا للتنمية/ ومرة لن يستطيع أحد المساس بحقنا فى مياة النيل.. كل هذه التصريحات وغيرها وهى كما نرى متناقضة ومتضاربة، ولا تعبر عن فهم ورؤية وإرادة
ولماذا لايخرج السيسى علينا بحديث مطول عن إعلان المبادئ: لماذا وقع عليه؟ ومن الذى دفعه للتوقيع عليه؟ وماهى المكاسب التى توقع أن تجنيها مصر جراء التوقيع؟ ولماذا لم يتوقع ما نواجهه من خراب بسبب ذلك التوقيع؟ ولماذا الحديث عن تسعير المياة وتحلية مياة البحر والصرف الصحى؟ وهل أخذ رأى مدرسة الرى المصرية العريقة فى هذا الإعلان؟ ومن الذى صاغ البيان بشكله الحالى الذى يجعل إثيوبيا سادرة فى غطرستها؟ ولماذا لم ينصحه قانونى عرض عليه الإعلان بوضع نص يهدر الإعلان برمته إذا نقص نصيب مصر من المياة وهو يعرفه أي حد بيكتب عقد أوضة فوق السطوح؟
ولماذا يخرج علينا وزير الخارجية بتصريحاته السخيفة والمتهافتة؟
وأين وزير الرى المصرى؟ ولماذا لا يخرج علينا بلقاء موسع يشرح لنا دوره ورأيه وتصوراته واقتراحاته إذا كان لدينا وزير مسؤول
الستم معى فى أنها مسخرة الزمان والخراب المستعجل؟

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى