كتّاب

النهاية- الخرف…


النهاية- الخرف

وأخيرا أحس محمد بدنو أجله، فقام بزيارة موتاه فى البقيع فاستغفر لهم ثم عاد إلى بيته ليبدأ مرض الموت، فطلب من زوجاته أن يسمحن له بالإقامة فى بيت الحبيبة عائشة فوافقن، ويبدو أنه كان يبحث مع نفسه مستقبل الدولة الوليدة بعد وفاته، فمما لاشك فيه أنه قد نجح فى تذليل جميع الصعاب التى واجهته بإرادة أسطورية وعقل منظم واعى قارئ للمستقبل بذكاء، ولايريد أن تتفتت المملكة الوليدة بوفاته، ويبدو أنه كانت هناك جبهات متعارضة بين كبار قادته فيمن سيخلفه، والمرشحين لخلافته ثلاثة نفر لايزيدون عن ذلك، على وأبوبكر وعمر، على هو أقوى المرشحين وهو على مايبدو حبيب محمد وربيبه، ولكن جبهة أبو بكر- عمر لن تسمح له بذلك، فقرر أن يبعدهما عن المدينة حتى يموت فى هدوء ويصبح على هو الخليفة بلامنازع، فقام بإعداد جيش لغزو الشام ووضعه تحت قيادة شاب تخطى مرحلة الطفولة وربما لم يدخل بعد طور الشباب، هو أسامة بن زيد بن حارثة، الذى كان إبنه ذات يوم، ووضع صفوة الصحابة تحت قيادة أسامة بمايعنيه هذا من مذلة واضحة للجميع فى أن يكون قائد الجيش طفل ويأمر صحابى جليل مثل عمر وأبى بكر، الوحيد الذى أمره بالبقاء معه هو حبيبه على، وهى الرسالة التى فهمها جيدا الشيخان، فحاولا الممانعة منتظرين إنقضاء أجل محمد لنول الخلافة، ويبدو أنه كانت توجد بعض الأقاويل المتذمرة من رئاسة أسامة للجيش، مما دعا محمد لأن يتحامل على نفسه ويخطب فى المسجد قائلا:

“أيها الناس، أنفذوا بعث أسامة، فلعمرى لئن قلتم فى إمارته، لقد قلتم فى إمارة أبيه من قبل، وإنه لخليق للإمارة، كما كان أبوه خليق بهاا”.(السيرة النبوية، ابن هشام ج 4 ص 206 ).!

وللمرة الثانية يسمع الرجال أوامر محمد ولاينفذونها خوفا على مصالحهم الدنيوية كما يبدو، ويفيق الرسول من غيبوبته ليكون أول مايسأل عنه جيش أسامه، فيعلم أنه لم يتحرك بعد، فيضطر إلى التخلى عن الهدوء ويصيح بهم:

“أنفذوا بعث أسامة، لعن الله من تخلف عنه”.(نفسه).!

هنا محمد يلعن المتخلفين عن جيش أسامة، ويبدو أنه كان يعنى الشيخان بالتحديد، وإلا فمالداعى لهذا الإستعجال الغير مبرر؟
وبعد اللعن إضطر الجيش إلى الرحيل عن المدينة وفيه الشيخان، ولكنهما يعسكران قريبا منها، فهاهما قد نفذا التعليمات ونجيا من اللعنة، وفى نفس الوقت هما قريبان من موقع الأحداث فى إنتظار الخبر المحتوم، وفى تلك اللحظات بدأ محمد يحتضر، وبمجرد أن علم الشيخان بذلك حتى تركا الجيش ورجعا إلى جوار محمد، وهنا لم يجد الرجل بدا من أن يصرح بمافى قلبه وتحفظ عليه من قبل فقال:

“أعطونى قرطاسا وقلم أكتب لكم كتابا لاتضل بعده أمتى”(صحيح البخارى ، ج 3 ، باب قول المريض قوموا عنى ).!
، فقال عمر: “دعوه إنه يهجر فقد غلبه الوجع، حسبنا كتاب الله”( مسند الإمام أحمد، ج 1 ، ص 355 ).!

لاحول الله يارب، محمد رسول السماء يطلب أن يكتب آخر كلماته ويرفض الفاروق عمر بن الخطاب، بل يرد بعبارة شنيعة بأن محمد يهذى أو يخرف؟ فمم يخاف عمر من كتابة محمد؟ هل يعلم مافى نفسه، وهب انه يخرف، فلتكن وصيته واجبة أو فلتكن آخر طلباته مجابة، إلا لو كان وراء الأكمة ماوراءها.




يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫4 تعليقات

  1. عايشة كانت عبارة عن حصان طروادة في بيت محمد وكانت هي حلقة الوصل بين ما يخطط ويفكر به محمد وآل بيته وبالذات علي وبين أبوها وعمر كحلف بديل لقيادة قافلة السماء البدوية وابعاد علي عن هذه التركة الدسمة .. ولولا وجودها في بيته لما تمكن أبوها وعمر من التخطيط والتنفيذ والسيطرة والتحكم بكل شيء ..
    ودوافع عايشة للقيام بهذا الفعل المخابراتي كانت كثيرة لتحطيم حلم محمد واذلال علي وزوجته بنت محمد، وهذا ما حصل بالفعل .. الأغرب من ذلك أن رب محمد لم يتدخل بترجيح كفة رسوله ونبيه المرسل🤔 على العكس من ذلك تم تنفيذ خطة عايشة وابوها وعمر .. هنا نعرف أنه لا وحي نزل ولا دعاء له مستجاب ولا علاقة له بالسماء كما قال يزيد بعد أن استولى أبوه معاوية على الحكم:

    “لعبت هاشم بالملك فلا ***** خبر جاء ولا وحى نزل …”

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى