قضايا المرأة

النسوية | #يوم_الرجل_العالمي 19 تشرين الثاني بالنسبة لغير المثقفين ب


#يومالرجلالعالمي
19 تشرين الثاني

بالنسبة لغير المثقفين بالحركة النسوية، قد يبدو الأمر غير مألوف للوهلة الأولى أن تحتفل النسوية باليوم العالمي للرجل، كيف لا والقائمون على تشويه الحركات الإنسانية يسعون بكافة الوسائل المتاحة لزيادة العداء والتمييز بين المرأة والرجل، ويطرحون ثنائية رجل- امرأة الباطلة، ويرسخون مبادئ التنافس على السلطة، ويقفون بحزم مزيف تجاه قضايا العدل التي تخدم مصالحهم فقط مستخدمين مبدأ الكيل بمكيالين، بل بأربعة إن لزم الأمر.

لا يختلف رجل وامرأة على مصطلح العدل في أي دولة من الدول وفي أي دين من الأديان في الحالة المطلقة، حيث يولد المرء دون التفكير بالتحيز الجنسي وسيادة جنس على الأخر والكره للأخر وتكفيره ونبذه لتفكيره المختلف وترسيخ الثنائيات الغبية، إلى أن يتم تعليمه ذلك من قبل القطيع الأكبر المتمثل في مجتمعنا بالبطريركية والأبوية التي قسمت المجتمع إلى سلطة وعبيد، ورجال ونساء، ومالك ومملوك، وآمر ناهي وخادم مطيع.

تسعى البطريركية إلى دحر حرية التفكير للنساء والرجال وزيادة العداوة بينهم، وبالإضافة لقمع النساء، تنتهك الرجال المفكرين وتقتل كل رجل حاول أن ينطق بكلمة الحق والعدل، وتنبذ كل رجل وامرأة حاولوا كشف النقاب عن الحقيقة، وتتهمهم بالهجومية لمجرد نطقهم بالحقيقة التي تكون في معظم الأحيان هي الوحشية والعنيفة والصادمة.

في مجتمع أبوي، تُقتل النساء البريئات والمفكرات والناقدات بحجج واهية مختلفة، ويُقتل الرجال الذين عارضوا الواقع الظالم وقرروا أن يسيروا ضمن نهج أكثر عدلاً وحرية، ويزرع المجتمع في ذهن رجاله: "إن كنت تفكر، فأنت لا تصلح أن تكون رجلاً ولا رئيس حكومة ولا سيداً على زوجتك وأطفالك"، حيث يصيغ قواعد ومعايير تكاد تكون مقدسة لا المساس بها عن كيفية أن تصبح رجلاً قطيعياً مقهوراً وامرأة قطيعية مقهورة تبقي القطيع الأكبر المتمثل بالسلطة السياسية والدينية في موقع الحكم والتحكم والسيطرة على أفراده وفقاً لمآربه.

وأنه في أي محاولة لكشف تلك الحقيقة الخبيثة، سيحاول القطيع الأكبر بشتى الطرق تفريق صفوف الثائرين بوجهه بمختلف الطرق، كتضليل حقيقتهم والقضاء على حرية التعبير واتهام الحركة النسوية بكره الرجال على سبيل المثال، واتهام المثليين بالدعوة لانقراض البشرية، واتهام الملحدين بعصيان كلمة الله، وإسكات المفكرين وكسر أقلامهم، وذلك لقلب الرأي الأكبر لصالحهم ضد الأقلية المفكرة، وتدنيس أفكارهم ولعب دور الضحية وتشويه الحقيقة.

العدل مسؤولية النساء والرجال على حد سواء، أولئك ممن تخلصوا في البداية من ثنائية رجل-امرأة، وآمنوا بحرية التفكير والتعبير والعيش المتساوي والعدل.

في يوم الرجل العالمي، ترسل النسوية التهاني للرجال الحقيقين ممن وقفوا في وجه الظلم والقهر وكشفوا الحقيقة وعملوا على تغييرها، وتعرضوا بسبب ذلك لانتهاكات فظيعة، والقتل أحياناً.. ونقدم العزاء والاحترام لشهداء الكلمة، وشهداء الحقيقة، وشهداء المثليين، وشهداء الملحدين، وشهداء الأقليات الجنسية، وشهداء الشجاعة للتغيير والتحدث والتعبير، وشهداء الدفاع عن الوطن.

#ريبال_وردة
#النسوية


على السوشل ميديا
[elementor-template id=”530″]

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى