قضايا المرأة

النسوية | #تصحيح_مفاهيم_نسوية ترتبط صورة النسوية في أذهان البعض بكره


#تصحيحمفاهيمنسوية
ترتبط صورة النسوية في أذهان البعض بكره الرجال حصراً و تمجيد المرأة و الإعلاء من شأنها على حساب الجنس الآخر، إلا أن هذه الصورة خاطئة بالمطلق و ليست إلا حركات كثيرة تسعى لتشويه الحركة النسوية و تشويش صورتها.

ينقسم مشوّهو هذه الحركة إلى قسمين القسم الأول -وهو الأشهر- و الذي يجابه بكرهه للحركة و يهاجمها بكل ما لديه من حجج واهية. تكون دوافعه غالباً الخوف من أن يفقد المجتمع الأبوي التحكم بزمام الأمور ظنّاً منه أن النسوية تريد تحويل السلطة من الذكور إلى الإناث و الانتقال من مجتمع أبوي إلى مجتمع أمومي، بينما هي في الواقع تطمح إلى غياب تسلط فئة على أخرى، و قد يسرح البعض في خيالهم ليصلوا إلى تخيل مجتمع بنساء حاصلات على حقوقهن كاملة، وليس لديهن ما يقمن به من مسؤوليات وواجبات. هذا النوع غير خطير عادةً بإمكاننا اكتشاف حماقته من الحجج التي يدلي بها فوراً.

النوع الآخر و هو النوع الأخطر هم الذين يستعيرون اسم النسوية ليركّبوا على ظهرها ما أرادوا من حماقات فلا يمكن لمن لا يعرف أهداف الحركة سابقاً أن يكتشف زيف هذا النوع دون الرجوع إلى مصادر و معلومات عن النسوية و قيمها و مبادئها.

لم يكن هدف النسوية يوماً ما أن تكرّه النساء بالرجال أبداً، لأنها أساساً نشأت كردّة فعل على التعصب الأعمى لكل الأفكار و المفاهيم المتحيزة والعنيفة ضد المرأة والتي تسلبها حقوقها كإنسان، و كان الهدف الأساسي لها هو أن تشعر المرأة بقيمتها فتحب نفسها أكثر و أن يعلم الرجل حدوده فيحب المرأة على ما هي عليه فلا يعتبر نفسه سيّداً عليها بل يؤمن بالتساوي بينهما في الحقوق و الواجبات.

هدفنا التوسط و أن يأخذ كل ذي حقٍّ حقَّه. نعم، نحن ننقم على السياسات المعنّفة للمرأة التي تلوم الضحية ولا تعطيها حقها في الكثير من الأحيان، ونطالب بتعديلها وتجريم كل من حاول أن ينتهك أو يسلب النساء حقوقهن بأي طريقة عنيفة.

المجتمع الذكوري لا يقتصر أبداً على الرجال بل أيضاً النساء الذكوريات موجودات بكثرة و في الواقع هنّ يشكلن خطراً إضافياً على حياة الأنثى.
وكما أننا ندرك حقيقة وجود نساء ذكوريات ندرك حقيقة أخطر ألا و هي خطر المجتمع الذكوري على الرجال ذوات أنفسهم!
المجتمع الذكوري يمارس سلطته على الرجال بأبشع أبشع الطرق و هذا ينافي طموح المنظمة فإذا كنت رجلاً يحبّ أعمال المنزل و الطبخ تثار الشكوك حول ذكورتك و إذا كنت شابّاً رقيق الملافظ تثار الشكوك حول ذكورتك و إذا أحببت اللون الوردي تثار الشكوك حول ذكورتك و إذا أفصحت عن حزنك بالبكاء تثار الشكوك حول ذكورتك و إذا عبّرت عن حبّك و اشتياقك تثار الشكوك حول ذكورتك!

المجتمع الذكوري يظلم الجنسين و يسحب مننا صفة الإنسانية، فإذا كان يمنع النساء من الحب كذلك يمنع الرجال من المشاعر كلها! إذا كانت الذكورية تمنع النساء من الفرح فهي أيضاً تمنع الرجال من أبسط أبسط حقوقهم في الحزن /أنت رجل و الرجال لا يبكون!/ هذه القسوة المدسوسة كالسم في العسل تسربت إلى عقول الرجال حتى مات كثيرون من الحزن دون أن نرى لهم دمعة! إذا كان المجتمع الذكوري يسعى إلى تشييء المرأة و تحويلها إلى سلعة فإنه أيضاً يُحيل الرجال إلى صخور لا تفصح عمّا في داخلها إلا لحظة التفتّت.

و عليه فإن هذا المجتمع الذي يصوّر لنا النساء ضعيفات و خانعات و غير قادرات على استلام دفة القيادة في أي موضع، كذلك يصوّر لنا الرجل الفولاذي الصنديد و البطل الخارق الذي يقتحم الشدائد فيستطيع إنقاذ الموقف في أي لحظة و أي وقت مهما كانت الظروف التي يعانيها، و هذا ظلمٌ واضح جليّ لكلا الجنسين لا يسلم من شرّه أحد.
في النهاية تطالب النسوية بمجتمع إنساني محض تسوده العدالة و المساواة بعيداً عن الضغوطات الممارسة على الجنسين.

#جولي_بيطار
#النسوية


على السوشل ميديا
[elementor-template id=”530″]

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى