كتّاب

المنتخب اليمني قدم أمس كرة جميلة أمام السعودية، وأضاع فرصا مؤكدة للتهديف. الفوار…


المنتخب اليمني قدم أمس كرة جميلة أمام السعودية، وأضاع فرصا مؤكدة للتهديف. الفوارق الفنية بين الفريقين ما كانتش بين مرسيدس وتوكتوك، كما هو تعبير مدرب الفريق “اليمني”. لعب الفريقان بندية، وبقي الفرق بين المدربين هو الفرق بين المرسيدس والتوكتوك.
شاهدنا أداء رجوليا، ثقة عالية، التحام، فاولات (يتذكر نجيب محفوظ كيف كان الناس يتقافزون فرحا حين يرون لاعبا مصريا يدفع لاعبا إنجليزيا ويسقطه أرضا، في الأيام الأولى للكرة في مصر، وكانت لعبة أدخلها الجيش الإنجليزي إلى البلاد).

كرة القدم لا تنمو في بلد بسطت فيه الحرب يدها.

شاهدتم كيف تبادل لاعبان قطعة حماية الساق، كانت لحظة مؤثرة وصادمة. تعرفون ماذا حدث في نفس الوقت؟

سأخبركم:

دعا الهاشميون إلى التعبئة العامة إلى/ في كل الجبهات الداخلية، وأعلنوا انتهاء تحضيراتهم لإدخال البلاد في فترة حرب جديدة.

كأن اليمن لم ترتو من الحروب. في رواية جدائل صعدة، ٢٠١٣، تتنبأ إحدى شخصيات الرواية بتحول اليمن إلى صعدة كبيرة.

في تعز، التي يحاصرها بنو هاشم، تجاوزت الأسعار السماء السابعة. وجبة تونة بالمكرونة تكلف على الأقل سبعة آلاف ريال. تعبر قطعة التونة جبالا ومنحدرات وسبلا شديدة التعقيد، وعند وصولها يكون سعرها قد تجاوز وزنها من الذهب!

لا يسمي بنو هاشم ما يفعلونه بالحصار، ولا يرون معاناة الملايين من الناس هناك. الحصار هو ما حال دون أن يشنوا مزيدا من الغارات.

الآن حصلوا على ترسانة من الطيران المسير وباتوا يعتقدون أنهم قادرين على مزيد من الحروب. أن الكفة مالت إليهم، فقد صاروا أسياد الجو.

الى الحرب إذن، هي حروب لا تعني سوى بني هاشم، لأن كتابهم المقدس يطلب منهم أن يقاتلوا الناس حتى يدينوا للوصي وأبنائه من بعده. هي حرب خارجة من كتاب، وقد وجدوا فيه دنياهم ولذتهم: أن تحمل كتابا مقدسا ينبئك بأنك ابن الله وحبيبه ويمنحك حق سيادة العالمين.

لا تبكوا على مشهد في كرة القدم في البصرة، وانظروا إلى وباء بني هاشم في البلاد. تعبئة عامة جديدة، حرب جديدة. لم يشبع بنو هاشم من الدم طيلة ١٤٠٠ سنة. قتلوا وقتلوا، وصارت مآسيهم عناوين كتب. الخلل في مولد التيار، في دين بني هاشم المقاتل، دينهم الذي لا ترضيه سوى الحروب ولا يهدئ شبقه سوى البارود، ولا يرتاح حتى يسوي بيوت الناس بالأرض.

رأينا لاعبين يتبادلان قطعة، وكان من حق كل لاعب أن تكون له قطعته الخاصة. مشهد مذل ومهين هو من صنيعة حروب آل البيت. رغم الشتات، الحروب والتفكك لا زال هناك كرة قدم، وقمصان. هذا بمفرده إنجاز عملاق، دليل على أن صلابة اليمني ومقاومته لم تكسرها حروب آل البيت ولا بغيهم. بلد عملاق، تاريخه عميق في التاريخ، يتنوع من البحار إلى شواهق الجبال، يراد له أن يصير ديوانا كبيرا لعبدالملك الحوتي، فقط لأن أمه فاطمة وأمهات الآخرين قبول.

هذه هي المشكلة الجوهرية، نظرية كل شيء، ماطور الخراب، اللعنة المهداة، هاوية البلد، نواة المتاهة، درب الجحيم: كتاب بني هاشم وحروبهم.

ثم بعد ذلك لكل حادث حديث، أو هي مجرد تفاصيل وتنويعات على مقام النار.

شيء آخر:
ثمة تحول استراتيجي يجري في الصومال. الجيش الحكومي، بمساعدة تركيا والقوات الأفريقية، يحرر مزيدا من المقاطعات، وليس البلدات وحسب. المسيرات التركية غيرت من طبيعة المعركة.

وكان يكفي فقط أن يسمح “الأسقاء” لليمنيين بامتلاك طيران مسير، للدفاع عن أنفسهم. شيء من هذا القبيل بدلا عن مئات آلاف الجنود المشتتين في كل مكان، بقدرة جهاز مرور!

لو حدث ذلك لما تقافز بنو هاشم كل يومين يدعون للتعبئة العامة. قدر من توازن القوى أهم من ألف جلسة سرية في مسقط. كلما رأى آل البيت ضعفا أو خوفا حملوا سلاحهم وقاتلوا. هكذا في كل كتاب تاريخ بلا استثناء. لديهم نسخة متوحشة من الإله تشابه مولوخ، الوحشي الذي لا يهدئ من روعه سوى دم على المذبح.

لعبتهم صفرية على الدوام: أن يكسبوا كل شيء أو يخسروا كل شيء.

م.غ.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫39 تعليقات

  1. قلت انك ستقول وين الثرعيه وثاحبنا البكري حتى يصرفوا ربع ما يعطوا مهندي الرديني بدلًا من قيمة المكياج طقم كامل للفريق ، ناموا وصحوا على الافتتاحية لدوري كاس الخليج
    جالس تهدر عالفاضي

  2. يا دكتور ربما بل مؤكد انك تبالغ مثل بنو هاشم تماما في تهويلهم واتهاماتهم ..يفترض بك ان تكون محايدا في هذا الموضوع بالذات الرياضه في بلدنا تبعدنا عن الطائفه والمله وهذا وذاك ..وحدتنا بالفوز او بالخساره والمسؤول عنها معروف هو الفساد والنهب والسرق في البلاد بحرب والا سلم .
    لا دخل لبنو هاشم ولا جدتي .. تكلم عن بنو هاشم في منشور آخر واكتب ما تراه عينك عليهم
    يجدر بك ان تكون منصفا !! هذا فريقنا الوطني ماله دخل بحرب والمسؤول عنه عايش حياته لا حرب اثرت عليه ولا هم يحزنون اللهم انو ما بيقوم بالمسؤولية التي وقعت على عاتقه ومحد ينكر ومحد يقدر يردع

  3. دايمآ منشوراتك طويله وممله تشتي تعلمنا انك الوحيد اللي يكتب بشكل جيد حاول انك تختصر فقد أصبحنا في زمن السرعه العالم اتغير والدليل مقاطع الفديو في كل تطبيق تجد ان لديه خاصه الفديو أربعين ثانيه مثال التيك توك والسناب وغيرهم

  4. الاداء الرجولي لايوجد والله فيهم ،ولا توجد فيهم الروح القتاليه والشخصيه القويه في ارضية الملعب ضغط ع الخصم غير موجود قتال ع الكره غير موجود ركض داخل الملعب وسرعه غير موجودين

  5. لايوجد اي متعة في القراءة لك لانك تتعمد خلط الاوراق والهروب من الحقائق اسلوب المراوغة والاحتيال بجري بالدم على العموم منتخب عليه ان يعتزل عالم الكرة ان كان لديه ذرة من الكرامة

  6. كان ينبغي لك ان تشير حتى ولو بخجل الى فساد الحكومة الشرعية كذلك وعجزها عن توفير ابسط. الاشياء للمنتخب وصمتها المطبق على تدخل الامارات والسعودية بشكل كلي في اليمن

  7. كل اللاعبين كانو رجال في الملعب يقاتلو ويعطو كل مالديهم
    الا لاعب واحد فقط هو سبب خسارة المنتخب ولازم يتم إبعاده تمامآ الا وهو المدافع مدير عبد ربه الاهداف كلها اخطاء منه ارتكبها ومن لما اعرف منتخبنا الاول وهو متواجد فيه إستبعدو اغلب اللاعبين في المنتخب الاول الا هذا اللاعب في من فئة الشباب افضل منه بكثير
    مدافع ثقيل جالس يشاهد لاعب السعودية يتوضع ويتمكن للتسديد وبدل مايضغط عليه جالس يشوفه كيف بيسدد
    لازم يتم إستبعاده

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى