المعجزات
بعد أن بلغ المصريون ذروة التقدم والهناء، لم يبق لديهم شاغل سوى الإنخراط فى مناقشة المعجزات. وهو موضوع شيق، لذا سأدلى فيه بدلوى، وسأذكر ما أعرفه عن المعجزات وأنواعها. أبدأ أولاً بالتعريف – ما هي المعجزة؟
المعجزة هي حادثة أو ظاهرة لا تحدث فى الحياة اليومية، ومن شأنها إذا حدثت أن تبهر الناس. إستخدمها الأنبياء على مدى التاريخ لإثبات أصالتهم والتفويض الذى لديهم من الآلهة. والتسمية العربية تعكس طبيعة المسمى، فالمعجزة هي ما يعجز البشر عن القيام بمثله، أو عن فهمه، أو عن تفسيره. أما فى اللغات الأوربية فالمصدر (miraculum) هو الإنبهار وليس الإعجاز.
يمكننا أن نميز بين نوعين من المعجزات – نوع لا يحدث لأنه نادر بطبيعته (لكنه لا يناقض العلم.) ونوع آخر لا يحدث لأنه ينافى الطبيعة ذاتها:
* ‘المعجزة من النوع الأول’ هي حدث أو ظاهرة نادرة الحدوث، لكنها لا تنقض قوانين الفيزياء. من أمثلة هذا النوع خسوف الشمس، و الشفاء من السرطان، و طفل يلعب الكمان بمهارة پاجانينى.
* ‘المعجزة من النوع الثانى’ هي ظاهرة تنتهك قوانين الطبيعة ذاتها، مثل إيقاف الشمس فى مسارها، أو شق البحر، أو المشي على الماء، أو تحويل الماء إلى خمر.
ويمكننا أن نصنّف المعجزات من منظور آخر، فنميز بين معجزات تلقائية، ومعجزات أدائية:
* ‘المعجزة التلقائية’ هي معجزة تحدث دون أن يكون هناك من يطلبها أو يقوم بأدائها، مثل إهتزاز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ، وظهور السيدة العذراء فى كنيسة الزيتون، والحصان الطائر، والحمارة المتكلمة.
* ‘المعجزة الأدائية’ هي معجزة يقوم بها ساحر أو نبى، مثل تحويل العصا إلى حية، وشق البحر، و إيقاف الشمس، و شفاء المريض، و إقامة الميت. والمعجزة الأدائية قد يكون لها فائدة عملية، (شق البحر كان هدفه تمكين بنى إسرائيل من الهروب،) أو قد يكون هدفها هو البرهان على القدرة، (نقل جبل المقطم؛) أو قد يكون إفحام المعارضين كإشتعال النار تلقائياً فى محرقة إيليا.
المعجزة قد تكون ‘مشهودة’، أي شاهدها شهود عيان؛ أو ‘مروية’، أي رُوِيت وتستند كلياً على مصداقية الراوى. من أمثلة المعجزة المشهودة شفاء الكسيح والمشي على الماء، ومن أمثلة المعجزة المروية ظهور العذراء لچان دارك. أما المعجزة ‘الإفتراضية’ فهي حدث لايمكن مشاهدته أساساً، مثل إهتزاز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ.
‘المعجزة الإصطلاحية’ هي ظاهرة عادية فى حد ذاتها، لكن الناس لُقِّنوا على مدى العصور أنها إعجازية فأصبح ذلك هو المصطلح عليه. قد تكون تلك المعجزة منتوجاً بشرياً، (كتاب أو أيقونة أو تمثال)؛ أو قد تكون شيئا طبيعياً كجبل أو بركان.
‘المعجزة المؤجلة’ هي ظاهرة لا يرى الناس إعجازها إلا فيما بعد. وأبرز أشكال المعجزة المؤجلة هو ‘التنبؤ بالمستقبل’. معرفة المستقبل مستحيلة من وجهة نظر المتدينين لأن المستقبل لا يعرفه إلا الله، وكذلك من وجهة نظر اللادينين لأن المستقبل هو نتيجة لعدد لانهائي من العوامل العشوائية. ومع ذلك إشتهر عدد من المنجمين فى مختلف الثقافات مثل نوستراداموس وڤانجا.
ختاماً، هناك أيضاً ‘معجزات مصطنعة’ نذكر منها الأيقونات التى تسيل منها الدموع، وإنبثاق نور فى القدس فى يوم معين من السنه، وقيام نفس الكسيح كل يوم أحد فى بعض الكنائس الكاريزماتية الأمريكيه.
هذا ما نعرفه عن المعجزات وأنواعها، وهناك الكثير مما لا نعرفه.
يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات
I believe that Cell phones, MRI and Airbus 380 are the real Miracles of human mind and perfect Engineering based on true Physics.
أحسنت سيدي الفاضل
أو أن أضيف شيئا ، أن كلمة معجزة في الدين الإسلامي هي كلمة أو أمر غير محبذ ، لأن المعجزة من العجز و الله أمرنا أن ندعوه و نستعيذ به من العجز ،
أما ما أوتي الأنبياء فقد سماه الله آيات و ليست معجزات فشتان الفرق بينهما ، فمسمي الأيات هو دعوة من الله لعباده للتفكر و التدبر لا دعوة للإستسلام و التوقف عن إستخدام العقل ، حتي و إن لم يستطع العقل تفسير أمر ما و إختلط عليه و إلتبس الأمر فما عليه سوي الإيمان و التسليم و شتان الفرق بين التسليم و الاستسلام ، فالتسليم هو أمر مقرونا بالعمل و السعي و الأخذ بالأسباب ، أما الإستسلام فهو غير ذلك
و بناءا علي ما سبق فلو فسرنا كل أية من الآيات التي وهبها الله لانبيائه و رسله لوجدنا لها تفسيرا علميا و لذهبت بنا إلي أفاق و فتوحات علمية جديدة ، أو حالية
خالص تحياتي
ملخص ممتاز و تصنيف مفيد
الف شكر.
اوجزت..و أنجزت…تسلم
عبقرى
طلب منى صديق الداخلي معه الى احد الكنائس هنا فى كاليفورنيا لتجربة التحدث بالسنة ، وطلب منى ان اقول اى كلام يخطر على بالى لان كل شخص يصيح بما يخطر على باله وغير مفهوم ، فرددت اما نعيمة نعمين خلى عليوة يكلمنى وفى اخر المسرحية قس اسود صافحنا وقال المسيح بيحبكم ، كم باك بليز
احسنت في سردك لموضوع شائك نحن نعاني منه كثيرا واصبح الكلام في الدين عباره عن معجزات!!
رائع
I do like your classification..although my mind is very stubborn..I don’t believe in miracles 😰
Dr. Farid: I would like to present 3 truly miraculous substances:
Water, clay and carbon dioxide. Please note that I didn’t include oxygen.
I’ll be happy to say more about these 3 substance if you permit me.
Water is precursor to life; without water there are no life forms. A water molecule is bent rather than linear:
H
O —-H instead of H-O-H
The bond angle is 105 degree. Thus the electron cloud is not symmetrical with the oxygen atom having a partial negative charge and the two H atoms carry a partial positive charge. The absence of symmetry makes water molecules highly polarised. Thus liquid water exists in clusters of 5-6 molecules bound together by H bonds.
And this is why water has a comparatively very high boiling point and high heat of vaporisation as well as high surface tension.
Had the water molecule been linear, it would have existed in the gaseous state only. Water is the best known, inexpensive coolant and it moderates the weather. Water is also a good solvent for many inorganic and organic compounds. In the process of photosynthesis , water and CO2 and in the presence of radiant energy( sunlight) permit plants to produce sugars, starches and cellulose(about 16 chemical steps are required to produce the simplest sugar( glucose); each step is catalysed by a specific enzyme). I apologise for this lengthy narrative.
Tomorrow, if you wish, I’ll write on the miraculous clay minerals.
تصنيف دقيق ومفيد.
فى رأيى ان المعجزة الربانية لابد ان يكون لها رسالة، مثل ميلاد السيد المسيح من العذراء مريم و فى العصر الحديث مثلا ظهور السيدة العذراء فى الزيتون. مجرد مثلين من الحاضر والماضى لهما شهودا من المسلمين قبل المسيحيين.
فالمعجزة لابد ان يكون لها هدفا و شهودا، وليس ذكرها من فرد واحد أقَر انها حدثت ولم يراها أحدا غيره.
ما رأى حضرتك؟
أعتقد أنها بالمجمل تخاريف مروية ولايمكن إثبات المشهدية منها، عن نفسي رأيت النور الذي ينبعث من كنيسة بابادوبلو بشبرا وكنت بالعشرين من عمري واستنجت رغم الرؤية أنه مصطنع
يقول الله فى كتابه الكريم:
“وجعلنا من الماء كل شيء حي”
Astronomers who continue to search for any form of life in outer space, they must first detect water: no water, no life.
Thanks for the Excellent article as usual Dr. Farid. To build on Dr. Sami’s observation, a miracle that we witness every day is the creation of a new born from sperm and egg fertilization to birth in 9 months.