كتّاب

المسرح من خشب ؛ كما أن المنجلية التي يُقرأ عليها كلمة الله…


المسرح من خشب ؛ كما أن المنجلية التي يُقرأ عليها كلمة الله وتكون منبرًا لوعظ وتعليم الشعب من خشب أيضًا، وربما في كثير من الأحيان خاصةً مع أبنائنا في هذا الجيل يكون المسرح والعمل الدرامي أكثر تأثيرًا عليهم من الوعظ والتعليم المباشر ؛ ولإيمان الكنيسة القوي بذلك أدخلت المسرح إلي الكنيسة وسُمي بـ ” المسرح الكنسي ” لخدمة شباب الكنيسة (مُستقبل الكنيسة) بالطريقة التي يرغبون فيها وتوصلهم وتقربهم إِلى الله، فهذا هو هدفها الأول والأخير أن تُوصِل جميع من في الكنيسة إِلى السماء حيث “المسيح” هناك، إذًا الهدف من المسرح خدمي بحت للمنفعة الروحية وإحتواء واحتضان مواهب أبنائنا لخدمة بعضنا لبعض، وليس للتجارة والتربح والتكسب من وراءه، وإذا خرج المسرح الكنسي عن هذا النهج الروحي النافع فالأفضل أن يُغلق تمامًا لئلا يكون سببًا لعثرات الناس وبهذا نصبح مدانون أمام الله، فإقامة حفل غنائي على أحد المسارح الكبيرة جدًا على مستوى الكرازة أمر غير مقبول بالمرة، فهذا خروج وغياب عن الهدف الأساسي للمسرح الذي انشأناه لأجل خدمة أولادنا وليس لأجل خدمة مصالح شخصية مُعثِـرة، لم نقل بأن الأغاني أو الموسيقى مُحرمة ونصير كالمُتطرفين والمتشددين الذين كرهوا الناس في الحياة.. لم نقل بذلك ؛ لكن لكل مقام مقال، ولكل شيء موضوعه المُناسب اللائق به، وليس من اللياقة أبدًا أن يتحول مسرح بداخل كنيسة عريقة إِلى غُناء واستعراض ورقص.. ، هذه خيانة للأمانة سيسأل الله عنها خائنيها، تحوّل غريب وغير مُبرر أن يُبدل المسرح الكنسي من الأغاني الروحية (الترانيم، الألحان) التي تلمس القلب والروح إِلى الأغاني العالمية التي تُخاطب الجسد، في الكنيسة نذهب لأجل المنفعة لحياتنا الروحية وليس لأمور لا تنفع أو تفيد خلاصنا في شيء، من أراد أن يُقيم حفلة غنائية يُقيمها في المكان المُناسب بها ولا يقدر أن يمنعه أحد من ذلك، ومن أراد أن يحضر تلك الحفلات فليذهب بكامل إرادته وحريته وأيضًا لم يمنعنه أحد من ذلك، لكن إلا الكنيسة ؛ كفا تهاون وعدم احترام ومخافة لبيت الله المرهوب، هذا ليس رد الجميل على حنو الله وحبه لنا، أحبنا نحترمه ونخافه وليس العكس، “رأس الحكمة مخافة الله”، نطلب من إلهنا أن يُعطي حكمة لبطريرك هذا الزمان ويعينه على ما هو فيه، ويعطينا مخافته التي نُزِعت من قلوبنا دون أن نشعر، ويعرفنا قيمة الكنيسة التي غابت عنا ولم ندركها، ويحفظ كنيسته من كل شر ومن كل اختراق عالمي أو شبه عالمي، ويكمل معنا هذه الأيام الشريرة بسلام حتى نصل إليه فنستريح من كل ذلك.

#أبانوب_فوزي

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Abanoub Fawzy ابانوب فوزي

شاعر ـ كاتب قبطي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى