قضايا المرأة

العُنف الجسدي ضد المرأة يُعتبر العُنف بأنواعه إحدى الظواهر المُجتمعية التي أثار…


العُنف الجسدي ضد المرأة

يُعتبر العُنف بأنواعه إحدى الظواهر المُجتمعية التي أثارت انتشاراً في مُجتمعاتِ عِدة في وقتنا هذا، وإنه لا يقتصر على فئة عُمرية معينة.

وهو عبارة عن استغلال قوة بدنية أو جسدية أو لفظية تصدر من طرف يعتقد أنه الأقوى موجهة غالباً للطرف الأضعف فتلحق به الأذى النفسي والجسدي وربما الجنـــ-سي أيضاً، غير أن نتائج وعواقب العنف بصفة عامة قد تكون وخيمة والتي تتشكل في أشكال كثيرة.

يُعَد العنف الجسدي ضد المرأة من القضايا الاكثر انتشاراً في المجتمعات العربية والأجنبية أيضاً، باعتبار أن المرأة الكائن المستضعف، فيصبح من السهل ممارسة جميع أنواع العنف ضدها؛ خاصةً العنف والإيذاء الجسدي نظراً لما يشعر به الطرف القائم بالإيذاء من إشباع الرغبة في الإحساس بالقوة والسلطة.

ويتضمّن العنف الجسدي ضدّ المرأة العديد من الأفعال التي يكون الهدف منها التسبّب بالإيذاء الجسدي للمرأة، مما قد يتسبّب في إصابة المرأة بجروح خطيرة في بعض الأحيان، أو قد يُسبّب لها الموت، وتُظهر نتائج الدراسات الحديثة التي أُقيمت في مختلف أنحاء العالم أنّ هناك نسبة تتراوح بين 10% – 60% من النساء قد تعرّضن للضرب أوالاعتداء الجسدي من قِبل شريك الحياة في مرحلة ما خلال حياتهنَ.

نظراً للعديد من التقارير التي أُجريت في المجتمعات العربية وتحديداً في مِصر؛ كثيراً ما يردد الرجال ألفاظاً وعبارات يومية تهديدية للمرأة التي يمارس عليها العنف سواء كانت شريكة حياته أو أخته أو يَمُتْ لها بأي صفة، فعلى سبيل المثال: –
كما هو معروف وشائع في المُجتمع- أصبّحك بعلقة وأمسيكي بعلقة، حموتك بإيدي… هذه العبارات تؤثر بشكل سلبي أسوء على نفسية المرأة وذلك لما يجعلها تشعر به من الخوف والهلع وعدم الأمان و الاستقرار.

وآثار العنف الجسدي على المرأة كثيرة وقوية حيث أن الأذى الجسدي يؤثر بالتأكيد نفسياً مما يُشعر المُعَرضة إليه بالإهانة لكرامتها ولذاتها.

قد يُخلف التعرض للعنف آثار أثيمة شديدة التأثير على الصحة الجسدية والنفسية والظروف الاقتصادية والاجتماعية للنساء المعنفات ومحيطهن الاجتماعي ومن أكثر الآثار شيوعاً التالية:

إصابات جسدية مثل الكدمات والرضوض والحروق والكسور وفقدان الأسنان وغيره.

أعراض جسدية مثل الصداع المزمن واضطرابات الجهاز الهضمي واضطرابات القلب والأوعية الدموية وآلام الحيض الشديدة.

أعراض نفسية مثل الاكتئاب والقلق أو التفكير بالانتحار.

تأثير سلبي على السلوك الصحي مثل شرب الكحول أو الإدمان على الأدوية أو تعاطي المخدرات.

العواقب المترتبة على العلاقات العائلية والاجتماعية مثل الانفصال والعزلة وقطع العلاقات العائلية أو الخوف من العلاقات الحميمة.

التأثير على نمط الحياة والعمل كتقديم الاستقالة أو تبديل مكان العمل أو وقوع المشاكل في العمل أو فقدان الوظيفة.

الفقر أو زيادة خطر الوقوع في براثن الفقر.

فقدان السكن أو التشرد.

يتأثّر الأطفال بالعنف الواقع على الأم من خلال عدّة جوانب يُمكن أن تكون مباشرة؛ كالإيذاء المتعمّد من النواحي الجسدية أو النفسية أو الجنـــ-سية، وبشكل غير مباشر من خلال تنشئة الطفل في جوّ أسريّ مشحون ينعكس سلباً على صحته النفسية، حيث يُلاحظ على ذلك الطفل إساءة السلوك العام، وارتكاب العنف ضد الآخرين، وضعف الأداء المدرسي والتحصيل الأكاديمي، بالإضافة إلى تدنّي المؤشّرات النفسية السليمة لتعرّضه بشكل أكبر من غيره للقلق والاكتئاب ممّا يؤدّي إلى عدم الإنتاجية، والانحراف في سنّ المراهقة، وقد تتفاقم الأمور لتصل إلى محاولات الانتحار.

وهناك حلول عِدة لكيفية دعم المرأة المُعنفة والحد من ممارسة العنف بأنواعه وخاصةً الجسدي:
عمل ندوات ومجموعات نقاشية حول أبسط حقوق المرأة في التعامل باحترام وتوضيح أنها مخلوق غالي الثمن لابد أن تُقَدّر وتُعامل برفق ولُطف.

تأسيس جمعيات والتي من خلالها تقوم بعمل مبادرات لتقديم حلول لدعم المرأة نفسياً في حال تعرضها للعنف ومساندتها عن طريق دراسة الحالة ومحاولة لإيجاد فرص لها لكسب العيش واستقلالها وتحقيق ذاتها.

من خلال المبادرات يجب أن يكون هناك جزء مُخصص لدعم الأطفال والمراهقين الذين عاشوا في أجواء العنف الأسري نظراً لما تعرضوا إليه من إيذاء نفسي.

لابد أن تقوم الدولة بقوانين رادعة ضد القائمين بالعنف تجاه المرأة وإيجاد حلول للمعنفات مثل بيوت الاستضافة ومساعدتهن في النجاة ومحاولة بدء حياة جديدة خالية من أي نوع من أنواع العنف.

الاستماع للناجيات وإيجاد حلول لمشاكلهن النفسية ومحاولة التغلب عليها.

التكثيف من المبادرات التي عن طريقها يتم مساعدة المعنفات والناجيات وإتاحة الفرصة للقيام بالأعمال المجتمعية المهمة بالنسبة للحياة الأسرية.

وأخيراً وليس آخراً؛ فمسلسل العنف ضد المرأة بشتى أنواعه لا ينتهي منذ القِدَم ولكن كل ما على المجتمع القيام به هو الدعم للحد من القيام من مثل هذه الأفعال التي قد تؤدي إلى انهيار الحياة الاسرية وضياع أجيال كاملة من الأطفال والمراهقين وتدميرهم بالكامل.

وذلك لأن الكثير من النساء المعرضات للعنف تحتاج إلى من يمد لهن يد العون، ويمكنهن من الحصول على المساعدة من المراكز الاستشارية والمبادرات المختصة. فلا أحد يجب أن يتحمل مشاكله بمفرده.

ويمكن للنساء من خلال هذه المساعدة المختصة أن يتعلمن كيفية التعامل مع واقع ما حدث لهن والتغلب عليه. ولذا ينصح أقارب المعنفات بالاستفسار عن مثل هذه العروض التي تقدم المساعدة أو الاستشارة فيما يخص الإجراءات القانونية.


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى