مجتمع الميم

العنف الجنسي بالتراضي – Kink – My Kali Magazine


بقلم إنانا بحر
صور من احمد ناصر الدين

يتضمن محتوى قد لا يكون مناسب للجميع 🔞

هناك الكثير من الاعتقادات السلبية حول استخدام الكينك في العلاقات الجنسية واعتبارها غير صحية نفسيا وجسديا أو حصرها في ثنائية الهيمنة والخصوع، واعتبارها شكلا من الأذى المتعمد للشريك/ة الخاضع/ ة حسب الصور الدارجة، دون اعتبار لكونها شكل من الرغبة الجنسية الكامنة التي قد تظهر من خلال انفتاح كل طرف في العلاقة على ما قد يرغب بتجربته لأجل المتعة، خاصة وأن الكينك لا يقيد شكل محدد بل يشمل العديد من الرغبات الجنسية في داخله بكل تنوعها.

بكل مرحلة عمرية يكتشف الإنسان ميوله الجنسية بشكل أكثر وضحا، وقبل الوعي بالرغبات الجنسية تحتفظ عقولنا بصور جنسية عديدة، يظهر أثرها عند النضج الجنسي إما بالجنس العنيف أو الكينك أو جنس الفانيلا1، لكن التأثيرات والأوهام على الرغبات الجنسية متعددة بسبب الأفلام الإباحية وتداول الخرافات المجتمعية، فالفرق كبير بين كل أشكال الميول الجنسية بالتراضي سواء كان فانيلي أو كينك، وبين الإجبار من قبل طرف لرغبته الخاصة، والميول الجنسية تظهر من تجارب الشخص أو رغبة بالتجربة بالتوافق مع شريكه أو شركاءه بالجنس.

ما هو الكينك؟
بالإمكان اعتبار الكينك “سلوكيات توافقية وجنسية وحسية حميمة غير تقليدية، تحوي السيطرة والخضوع ولعب الأدوار الشبقية، وأشكال التقييد الجنسي المثيرة في المخيلة البشرية عبر الزمن2“، وهو ما نعرفه من خلال كتاب الكامستورا الهندي القديم ومن رسومات الكهوف قبلها، إذا الكينك قديم جدا ومتغير جدا حسب كل مجتمع وظرف.

ما هو الفيتش وما هي السادومازوخية؟ وما علاقتهما بالكينك؟
الفيتش هي حالة ارتباط ممارسة الجنس بشيء محدد، ولا يعتبر الشخص أنه مارس الجنس واستمتع إلا من خلالها، مثل اشتهاء الأقدام أو اشتهاء الثياب الداخلية أو الأحذية، وغيرها من أشكال الميول، أما الكينك فقد يمارس الشخص كل أشكال الميول الجنسي التي يرغبها، لكن عدم ممارستها لا تقلل المتعة ولا تنفيها، وتكون رغبة من رغبات متعددة لزيادة المتع والتجارب الجنسية لذلك قد يكون الفييتش جزء من الكينك، ولكن الكينك أشمل منه ولا يتوقف عند ممارسة جنسية محددة.

أما ال بي دي اس ام فهو العلاقة الحميمية التي قد تتضمن تبادل أدوار الهيمنة والسلطة بين الشركاء/الشريكات والتي قد تتضمن بعض الممارسات المنطوية على العنف بالتراضي، وقد يتم استخدام أدوات مثل القيود أو الضرب بالعصا وغيرها، ويظهر فيها غالبا شخص مسيطر سادي وشخص خاضع مازوخي يستلذ بالألم، والكينك يشمل هذا النوع لكنه لا يقتصر عليه، لانه يشمل كل التجارب الجنسية غير الاعتيادية والتي تضمن استخدام الأدوات والسيطرة والتي لا تتضمنها.

احمد ناصر الدين

كيف نحمي أنفسنا خلال ممارسة الكينك؟
تعتبر من أهم النقاط عند اختيار أي شكل للكينك موافقة الشركاء من جانبين، أولها القول بفكرة الكينك وهو ما يتم من خلال حديث يسبق الجنس يوضح فيه كل طرف رغبته بالأمر أو يصارح فيه أحد الأطراف بالأمر ليتلقى جوابا واضحا حيال الموافقة على الأمر، لا تشبه بتاتا كلمة سأفكر في الأمر فالكلمة الأخيرة رفض صريح، وأي كلمات قد تتضمن تشكيكا بعدم الرغبة التجربة أو بوجود تجربة سابقة كانت سلبية تعني أن على الشريك الجنسي الراغب أن يتوقف عن استخدام كلمات مثل: معي الأمر سيكون مختلفا، أو لنجرب ثانية، لأنها ستعد شكلا من الابتزاز العاطفي للشريك خاصة في حال كانت علاقة عاطفية وليسا مجرد شريكا جنس، وبالتأكيد هي مرفوضة بكلا الحالتين. لكي يكون الكينك بالتراضي يجب أن  يكون القرار به من كل أطراف العلاقة بهدف إضافة المتعة للعلاقة أو تحسينها، من خلال أشكال مختلفة من المتع الجنسية المنوعة تتضمن الضرب أو لعب أدوار بسياق جنسي أو استخدام أداوت جنسية سواء للمساعدة في الوضعيات أو أي شكل من الجنس الرومانسي التقليدي المتوقع3.

والنقطة الثانية في الموافقة هي الخوض بتفاصيل وشكل الكينك فقد يتقبل طرف جنسي أشكالا محدودة من الكينك دون الرغبة حتى في تجربتها جميعا، ومن المؤكد هذه حدود من حق كل طرف قولها  بشكل كامل قبل البدء بالعلاقة.

ما هي كلمات الحماية؟
حتى وإن كان القبول والحماس موجودين، خاصة عند التجارب الأولى للكينك، يجب عل الشركاء الجنسيين الانتباه لرغبة الطرف الآخر في الاستمرار أو التوقف، وقد سالت صديقا مقربا عن تجربته مع  زوجته في الكينك وفي حال كان هناك أي كلمة تستخدم في حالة الرغبة بالتوقف، فقال “ببساطة (لا) أو (خلص)… وهنا يتم الاتفاق المسبق حول هذه الكلمات وهو ما يطلق عليه كلمات الحماية، في عملية تواصل مستمرة بيننا خلال الممارسة بنكون منفتحين فيها على مشاعر ومتطلبات ورغبات بعض”.

السر الدائم للكينك بالتراضي قبله وأثناءه وحتى بعد انتهاء التجربة هو التواصل المنفتح بين أطراف العلاقة بدون كلمات شكوكية، على عكس تجربة لصديقة في جنس ثلاثي أوضحت قبل البدء عدم رغبتها في الكينك، لتجد نفسها ضمن حالة موافقة غامضة أقرب للامتثال وطوال كل تجارب الكينك التي قاموا بها كانت توضح رغبتها بعدم لمس الرجل لها ورغبتها انتهاء الأمر وهو ما لم يحصل حتى بعد وصول الرجل للنشوة.

احمد ناصر الدين

 ما هو الطبيعي وغير الطبيعي في الجنس ومن الذي يحدده؟
الطبيعي في العلاقة الجنسية تغير عبر الزمن بتغيير ظروف الإنسان من إنسان الغاب ذو العلاقات المتعددة وصولا للمدن الصناعية والعلاقات الثنائية التي تتغير فيها صيحات الإنجاب أو تحديد النسل حسب حاجة سلطة رأس المال، مراحل طويلة من الجنس الحر في الطبيعة دون ارتباط ثنائي، العديد من التغيرات الاقتصادية انعكست على العلاقة الجنسية لتصل بمرحلة ما لشكل محدد ضمن مفهوم الأسرة.

وعند الإدراك أن بكل مرحلة زمانية بشرية تغيرت العلاقة الجنسية وظهرت أطياف جنسية وقمعت أخرى فبالإمكان الإدراك أن التنوع الجنسي بالميول والمتع هو الأصل الطبيعي بلا حدود الا ما يختاره البشر بالتوافق بينهم.

السؤال هنا هل نحدد الطبيعي وغير الطبيعي بالممارسات  الجنسية حسب ما هو موجود في طبيعتنا الأم؟ ماذا لو اختار شريكان شكلا من المتعة أو العلاقة لم يوجد من قبل بالطبيعة؟ هل سيوصم بالشاذ عن الطبيعة؟

في كل مجتمع وحسب ظروفه الموضوعية ستتغير معطيات المعتاد في الجنس والانفتاح فالمحتوى الجنسي المتوفر حاليا على سلبياته أدخل الكثير من الصور الجنسية المتخيلة التي بدأت تعتبر مما هو طبيعي وبقاء الكثير من المتع للان في الكلام المعلن محل تشكيك ونفي لدى العديدين حتى وان جربوها او رغبوا بها، بالتالي الأساس هو رغبة الشركاء الجنسيين بالتراضي حول أي ممارسة مهما كان شكلها او  توقعات الاخرين عنها ، فالممارسين للعلاقة هم وحدهم المعنيين باختيار ما يريحهم في العلاقة، فالطبيعي لشخص قد لا يكون كذلك للآخر، وما دام الشركاء.

لماذا هناك وصمة على من يمارس الكينك؟
يخفي الغالبية من الرجال أي ميول مازوخية إلا على رسائل الأذرز في مواقع التواصل الاجتماعي بأسماء وهمية وأحيانا حقيقية، على اعتبار أن تلك الميول ستفقدهم السمات الرجولية المفترضة مجتمعيا، دون فهم أن العلاقة الجنسية الواعية قد تنتهي بانتهاء الجنس، وسيفترض أن المرأة السادية منزوعة الصفات الأنثوية المفترضة أيضا، ورغم رفضي لوجود سمات تحدد أي فرد مهما كانت الميول والتوجهات الجنسية، لكن ضغط المجتمع النفسي لا يزال مهيمنا.

في النهاية العنوان الحقيقي للكينك هو المتعة والرغبة من طرف من يدرك أنه يرغبه أو من يريد أن يجرب أشكالا جديدة من المتع الجنسية، ليس مرتبطا بمشاكل الطفولة أو الاضطرابات النفسية والكبت، وأساس الكينك التوافق الصريح والانفتاح في الحديث والذي يدفع علاقات الشركاء نحو قوة أكبر لعلاقتهم العاطفية وانفتاح أكثر لاحتياجاتهم الجنسية وتغيرها مع التجارب.



Source link

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى