كتّابمفكرون

“العلم والمعرفة”…


“العلم والمعرفة”

المعرفة هي الإلمام بالشيء وحفظه، وكلما ازداد الإلمام به (لملمته بمعني جمعه) كلما ازدادت المعرفة.

أمّا العلم بمعناه الحديث فهو المرتبط بالتفكير العلمي، والمنظومة الفكرية التي تنتج عنها، وتشتمل على مجموعة الفرضيات والنظريات والقوانين والاكتشافات المتسقة والمتناسقة، والخروج بالاستنتاجات التي تصف الطبيعة، وتسعى لبلوغ حقيقة الأشياء، وهي بطبيعتها متغيرة، فالاستنتاجات التي يتم الوصول اليها تشكل القواعد الجديدة التي يتم البناء عليها لاستنتاجات جديدة وهكذا وهو منتج إنساني بحت.

هذه المقدمة هي لبيان أن الدين ليس علما، بل هو معرفة متدرجة الدرجات طبقا لمدي الإلمام به، فالدين هو آيات بينات وضعها الخالق وسنّة مؤكدة عن الرسول تتطابق مع الآيات البينات ولا تخرج عنها، ومهما ازدادت درجة المعرفة به والإلمام بجوانبه فليس هناك ما يمكن يستجد أو يستنتج أو يكتشف لاعتباره علما متغيرا.

وورود كلمة العلم في النصوص الدينية إنما يشير الي المعرفة كما نري في هذه الآية:
“بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ في صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلا الظَّالِمُونَ”
حيث وردت كلمة العلم هنا بمعني المعرفة وان استبدلناها (فرضا) لن يختلف المعني وهكذا في أي موضع ترد فيه.

وبالتالي فإطلاق مسمي علوم الدين أو علماء الدين أو علماء الأزهر ليس في موضعه الصحيح، والحقيقة أنه لفظ يستخدم عوضا عن رجال الدين (كما هو في المسيحية) حيث لا كهنوت ولا رجال يحتكرون الدين كوسيط بين الإنسان وربه، ومن ثم فإن اختلافا لن تجده فاحتكار المعرفة الدينية وادعاء أنها علم مثل الهندسة والطب … الخ، خطأ كبير يعمد رجال الأزهر والشيوخ عموما الي ارتكابه، بهدف احتكار الدين، وفرض الوصاية الدينية على الآخرين، وهي وسيلة للتكسب لا أكثر.
#بالعقل_والهداوة

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Sameer Zain-Elabideen سمير زين العابدين

خريج الكلية الحربية فبراير 1969, أعمل حاليا في النظر حولي وأشياء أخري, عقلي هو إمامي ورئيسي

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى