كتّابمفكرون

“العلمانية ليست كفرا”…


“العلمانية ليست كفرا”

العلمانية ليست كفرا, والقائل بهذا إما جاهل بمفهومها أو مغرض يبغي سيطرة رجال الدين علي الدولة.

وللأسف كثير من الصحفيين وبعض الكتاب لا يفطنوا لذلك ويقرنوا العلمانية بالإلحاد بعد أن امتلأت أسماعنا طوال سنوات مضت بدعوي شيوخ الغبرة بأن العلمانية تعني أن أمك تخلع الحجاب وأختك تعاشر الرجال بدون زواج, وهي أقوال في مضمونها سفه وانحلال وكذب يضحكون بها علي عقول البسطاء.

العلمانية ببساطة شديدة تعني بالناس أو الشعب في مواجهة (الحكم) الديني, العلمانية حركة اجتماعية وليست دينية, جوهرها فصل الدين عن الحكم, وقد كانت أهم منطلقات الإنجازات الثقافية والعلمية في عصر النهضة والي وقتنا هذا.

العلمانية تجنبنا الصراعات الدينية, حيث تبقي المعتقد في إطار علاقة الانسان بربه, وهي بذلك توفر الحماية لهذا المعتقد, ولحرية الإعتقاد بشكل عام, وهي تمنع الإكراه في مسائل الدين أو السلوك الاجتماعي, كأحد أهم دعائم الحرية الشخصية وحقوق الانسان.

بشكل بسيط لا يوفر الدين قانونا للمرور, ولا تحقق السياسة زرعا للإيمان في القلوب قسرا.|

قمة الجهل أن يتعرف بعض الناس علي الليبرالية وكذلك العلمانية من أقوال المأفون حازم شومان عندما يعرفها بأنها “ليبرالية يعني أمك تقلع الحجاب” أو من أقوال المغلول وجدي غنيم “علماني يعني كافر” أو من الساجد لله شكرا علي هزيمة 67 الشعراوي عندما يقول “العلمانية هي أن تفصل الإسلام عن حركة الحياة”.

هذه التعريفات تحمل في باطنها جذبا للخلف, خوفا ورعبا من أن يتحرر الانسان من سيطرة شيوخ الغفلة, فالليبرالية في جوهرها تضرب مبدأ السمع لهم والطاعة لما يأمرون به, والعلمانية تقتنص منهم سعيهم للحكم والسيطرة علي البلاد والعباد باسم الدين, بصفتهم ظل الله علي الأرض والحاكمين بإختياره ومشيئته!.

ان العلمانية تحمي الأديان من أطماعهم وتحترمها وتجلها وتحافظ عليها نقية صافية سامية لا تلوثها عقولهم المريضة, تترفع بها عن التجارة وتحقيق المكاسب الدنيوية الرخيصة التي يلهثون خلفها.

العلمانية هي اللا كهنوت, هي فصل الدين عن السياسة, هي تنحية رجال الدين أو الكهنة من ممارسة السياسة أو الإستيلاء على أنظمة الحكم.

العلمانية هي احترام كل الأفكار الدينية مع اختلافها وحرية الاعتقاد فلا أحد يملك أن يجبر آخر علي اعتقاد معين أو فكر معين لأن حرية الفكر والإبداع هي أبسط حقوق الإنسان وهذا ما لا يريده دعاة التخلف الباحثين عن السلطة.

ان افتقاد العلمانية في اوطاننا الضائعة هي السبب الأول فيما نعيشه من تدهور واقتتال وتخلف, فبدون العلمانية تتكاثر الطوائف والفئات ويتعاظم الاستقطاب والتعصب كل يرفض الآخر ويريد أن يمحوه نصرة لنفسه أو لدينه أو لطائفته أو حتي لطريقة فهمه.

العلمانية أن تسود المواطنة وأن يسود القانون وأن يسلم الجميع من أذي الآخرين المتطرفين.
((إعادة نشر))
#بالعقل_والهداوة

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Sameer Zain-Elabideen سمير زين العابدين

خريج الكلية الحربية فبراير 1969, أعمل حاليا في النظر حولي وأشياء أخري, عقلي هو إمامي ورئيسي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى