كتّابمفكرون

“أحوال شخصية بالكريمة”…


“أحوال شخصية بالكريمة”

أنا لا آخذ الأمور التي يتداخل فيها الأزهر الا بعين الترقب، فلقد تعلمت من التاريخ أن الأزهر دائما يراوغ طبقا للفرص المتاحة، فهو قد يتوارى عندما يري الجو ملبدا بالغيوم التي قد تنال منه، وقد يهجم لفرض سيطرته وهيمنته عندما يجد الفرصة متاحة والظروف مهيئة.

وفي قضية تعدد الزوجات قال الشيخ الطيب قولا طيبا ولكنه عائما خاطب فيه المشاعر العامة ولكنه لم يحسم شيئا، وهنا تقدم الشيخ كريمة ليأخذ دورا بدا لي انه متفق عليه، وانتشر في القنوات يبث التشدد والتطرف والذكورية باسم الشريعة التي ينصب نفسه حارسا لها في مواجهة العلمانيين والمنظمات النسوية الذين يتحدث عنهم بازدراء واضح، كعادة كل السلفيين وبما ينم عن الجهل بحقيقة العلمانية ودور المنظمات الحقوقية.

ولأن الأمر كله مجرد تقسيم للأدوار على خلفية انغلاقيه متجمدة انزلق الشيخ الي مطبّات عديدة فلم يجد ردا سوي:
(انتو حتغيروا شرع ربنا، وللإسلام رب يحميه).

اختصر الزواج كله والذي يعرفونه بالسكينة والمودة والرحمة، اختصره في رغبة الزوح الجنسية، وقدرته على ضبط غريزته، وكم امرأة تكفيه، وهو أمر غاية في الغرابة عندما يكون الحديث عن زواج بمعناه الشامل وليس عن بغاء.

وحتى حالات الضرورة عندما تكون الزوجة مريضة أو لا تنجب فالتعدد للرجل لم يضع حلا للزوجة عندما يكون زوجها مريضا أو لا ينجب.

وعندما خص بالحديث الزوج المغترب الذي يبتعد عن زوجته لفترة تزيد عن 4 أشهر فأباح له الزواج، وكان قياسه فاسدا لأن الشهور الأربعة هي قدرة الزوجة على احتمال بعد زوجها عنها وليس قدرة الزوج، طبقا لحديث عمر مع ابنته أم المؤمنين حفصة، الذي ساقه أثناء حديثه.

وعندما سئل عن موقف الزوجة في الحالات المطروحة قال بكل بساطة وأريحية (تتطلق)، ضاربا بذلك كل المشاعر الإنسانية وكل دعوات الحفاظ على الأسرة.

سأصرف النظر عن فساد حديث الرجل الذي أراه مصابا بحالة من الرهاب أو عصاب المخاوف المتواصل من تطوير وتجديد الفهم الديني والخروج عن دائرة اجتهاد القدماء الذين عاشوا زمانا قديما غريبا علينا، وفي ظروف مكانية وحضارية متدنية.

ولكني لا أستطيع أن أفهم أن يوضع لمثل هؤلاء حسابا في أمور هي في الأصل مهمة علماء الاجتماع وعلم النفس والقانون والمهتمين بالحقوق المدنية، والباحثين في أمور الأسرة والطفل وهم الذين يؤخذ رأيهم عند بحث المشاكل الاجتماعية ومشاكل الزواج والأزواج واستقرار وتنمية الأسرة لنخلق أجيالا صالحة قادرة على مواكبة العصر.
#بالعقل_والهداوة

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Sameer Zain-Elabideen سمير زين العابدين

خريج الكلية الحربية فبراير 1969, أعمل حاليا في النظر حولي وأشياء أخري, عقلي هو إمامي ورئيسي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى