كتّابمفكرون

“الطائفية سمة المنطقة”…


“الطائفية سمة المنطقة”
لدينا طوائف دينية لا حصر لها, وفي داخل كل الأديان, ولدي المثقفين طوائف ايدولوجية لا تنتهي, بالاضافة للطوائف السياسية والاقتصادية والاجتماعية وأيضا الأخلاقية, مع التباديل والتوافيق ستجد أن لدينا آلاف مؤلفة من الاتجاهات والقناعات بشكل يفتت المجتمع ويصعب توحيده علي هدف استراتيجي كبير, وأهداف تكتيكية محددة.

هذا التقسيم الشديد يوجد صراعات جدلية متعددة لا تنتهي, وان انتهت فهي لا تسفر عن شيء مفيد, وغالبا هي تزيد الانقسام والشقاق.
خذ مثلا في لبنان, تقف الطائفية في مواجهة المواطنة لتبقيه بلدا لا يعرف الاستقرار ويستغرق سنوات لا يمكنه أن يختار رئيسا للجمهورية أو يشكل وزارة, في سوريا واليمن تنحر الطائفية الدينية في جسدهم الجريح.

وفي مصر تتباين الأيدلوجيات الإقتصادية فلقد تغير الاتجاه الاقتصادي الرسمي 4 مرات في أقل من 40 عاما, وما زال هناك من يعمل لغلبة اتجاه علي الآخر, فهناك من يريدونه حرا في مواجهة من يريدونه موجها وفئة أخري تري الجمع بين الإثنين فيبقي الاقتصاد المصري ضعيفا, وهنا تري فئة أن القروض الدولية يمكنها أن تساهم في الحل في حين تراها فئة أخري جريمة في حق الأجيال القادمة.

تلك أمثلة قليلة وضعتها لكل دولة علي حدة, ولكن علي مستوي المنطقة, تجد الانقسام والتشرذم ينتشر في جسد المنطقة رغم أن المصالح الأجنبية وتداعياتها توجه سهامها المسمومة لتأتي علي ما تبقي, ورغم ذلك يبقي كل يغني علي ليلاه مشكلا طائفته الخاصة غير آبه بالنتائج.

حاول معي أن توجد تجمعا واحدا من دولتين أو أكثر في المنطقة يتفق علي هدف واحد, لن تجد, فكل منهم في جزيرته المنعزلة, ولهذا تلعب أمريكا والغرب في كل دولة منها بطرق ووسائل مختلفة عن الأخري وتحقق الحد الأقصي لمصالحها بكل سهولة ويسر.

لن تتأتي وحدة الهدف دون وحدة الصف, انها الطائفية التي زرعت في المنطقة والتي تشكلت علي مر عصور طويلة من الاحتلال والذي كانت الطائفية وسيلته لبث الفرقة ليسهل عليه فرض سيطرته بقوة.
#بالعقل_والهداوة

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Sameer Zain-Elabideen سمير زين العابدين

خريج الكلية الحربية فبراير 1969, أعمل حاليا في النظر حولي وأشياء أخري, عقلي هو إمامي ورئيسي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى