كتّابمفكرون

“الدولة واللا دولة”…


“الدولة واللا دولة”
مصر دولة منذ فجر التاريخ، بل منذ فجر الضمير، والإدعاء بأنها كانت في فترة ما لا دولة هو إدعاء باطل كاذب مغلوط، أن دل فهو يدل علي جهل أو نفاق أو إنتهازية، وإن كان نظام الحكم هو ما إختل في وقت ما، فليس هذا بمبرر لإنتفاء صفة الدولة، عن أقدم دولة عرفها التاريخ.

مازال مفهوم الدولة مختلا في أذهان الكثيرين، فمرارا أوضحت أن عناصر الدولة في أبسط صورها هو شعب ووطن ونظام حكم، والثابت منهم هو الشعب والوطن، أما نظام الحكم فهو يأتي ويذهب ويأتي غيره، وتبقي الدولة قائمة بشعبها وحيزها الجغرافي الذي لا يتغير.

عندما اختل نظام الحكم المسؤول عن توفير الأمن، ومن ثم اختل الأمن، هب المصريون ليحموا أنفسهم، وليعيدوا التوازن الذي يحفظ بقاء الدولة، لم ينزح أو يهاجر الشعب ويترك وطنه، ولم يحتل الوطن شعب آخر، وبالتالي بقيت الدولة قائمة، ولم تتوقف الحياة حتي في ظل فشل المسؤولين واهتراء نظام الحكم.

دعونا نسمي الأشياء بمسمياتها دون مبالغة أو تجاوز أو إدعاء للبطولة، فما حدث بعد 30 يونيو هو إعادة ترتيب لنظام الحكم المهترئ في عصر الأخوان المسلمين، وتصحيح لمساره المختل، ولم يكن ليتم دون دعم الشعب الذي حافظ علي بقاء دولته، ورفض إنهيارها أو التخلي عنها، الشعب في مجمله وبجميع مكوناته هو البطل، ولا مجال أو مبرر أن يكون محل إتهام أو تقصير.

الإعلام الفاشل الرخيص يكثف تغييب الوعي، حينما يتحدث عن الفرق بين الدولة واللا دولة، فيأخذنا الي مناطق يقارن فيها بين نظام ونظام، أو حال وحال، ويسقط ذلك علي الدولة واللا دولة تدليسا ونفاقا، فيخلط بين المسميات عن عمد، لنفاق نظام الحكم، متجاهلا دور هذا الشعب العظيم، الذي لولاه ما قام نظام في مصر، ولا كان هناك أي داع لوجوده.

الحزن يعتريني، لأن من يسيء لمصر هم بعض أبنائها، الذين أخذوا من مصر أكثر كتيرا مما أعطوها، وعندما أعطوها كان عطاؤهم تدليسا ونفاقا وجحودا.
#بالعقل_والهداوة

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Sameer Zain-Elabideen سمير زين العابدين

خريج الكلية الحربية فبراير 1969, أعمل حاليا في النظر حولي وأشياء أخري, عقلي هو إمامي ورئيسي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى