مفكرون

#الدعاء_للميت…


#الدعاء_للميت
#الترحّم_على_غير_المسلم
عندما يموت أحد المشاهير من غير #المسلمين أو حتى من غير المشاهير، ينقسم المجتمع الإسلامي وكعادته إلى قسمين.
القسم الأول يترحم عليه لأنه انسان ولا يهتمون لدينه أو ملّته ….الخ.
القسم الثاني لا يترحم عليه لأنه #كافر!!!
وبالتأكيد القسم الثاني لديه أدلته التي يرى أنها حجة له!
فينشغل المسلمين بهذا الموضوع.
يعتقد القسم الثاني أن مصير الإنسان الميت (الغير مسلم) بأيديهم، وأن #الله سبحانه وتعالى ينتظر ترحّم المسلمين على هذا الميت حتى يقرر مصيره إلى #الجنة أو إلى #النار!!
فبمفهومهم أنه إذا ترحّموا عليه سيدخل الجنة.
بل وصل الحال لبعضهم رفض الترحم على المسلمين أنفسهم ممن يخالفونهم الفكر والمنهج والطائفة.
فعندما يسمعون أن فلاناً قد مات ممن يخالفهم الفكر، صمتوا واكتفى بعضهم بالقول (الله حسيبه)
هذا يبيّن لنا مدى الحقد والكره والعنصرية لدى البعض من هؤلاء، تراه يُكابر ويرفض أن ينطق بكلمة (رحمه الله) ظنّاً منه أنه إذا نطق بهذه الكلمة سيتحول مصير الميت من النار إلى الجنة، وهذا ما لا يريده أمثال هؤلاء!
الكثير من المسلمين يقيسون رحمة الله على مقياس الرحمة لدى البشر، وهذا خطأ كبير!!
ومنهم من إذا مات شيخه، على الفور يقول: اللهم احشرني معه!!
وكأنه ضمن الجنة لهذا الشيخ!!!
بخبرنا الله سبحانه وتعالى في كتابه عن مصير الإنسان بعد الموت وما هي الأعمال التي ينتفع بها، هل هي مُقيّدة أم مُطلقة!؟
البعض يدأب إلى #قراءة_القرآن للميت ظنّاً منه أن ثواب القراءة ستصل إليه في قبره، والبعض يذهب لأداء عمرة أو يحج عنه.
هنا مسألة مهمة جداً وهي أن #القرآن نزل للأحياء وليس للأموات، فالقرآن لقوم يعقلون ولقوم يعملون، والقرآن بالتأكيد نزل للناس جميعاً دون إستثناء، (شَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِىٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْءَانُ هُدًى 👈لِّلنَّاسِ👉) وكلمة الناس تشمل كل البشر بغض النظر عن ملتهم أو دينهم …إلخ.
أما بالنسبة للميت فقد إنتهى عمله من هذه الدنيا فلا ينتفع إلّا بما عمل 👈هو👉 لقوله تعالى (وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَٰنِ إِلَّا مَا سَعَىٰ) فهذه الآية تخبرنا أن الإنسان له عمله فقط.
أما الدعاء له، فنحن ندعوا الله ونرجوه أن يتقبل دعائنا للميت كرجاء منّا لربنا سبحانه وتعالى، والقبول يتوقف على الله أن يقبل أو لا.
أما الأشياء التي ينتفع بها الميت من أعمال الناس له هو تسديد المستحقات التي عليه.
أما عمل عمرة عنه أو حجة عنه فليس لها أصل في القرآن، ما ينفعه هو ما تركه 👈هو👉 من أعمال تبقى بعد مماته، كبناء أو مساهمة ببناء مسجد أو مساهمة في بناء مستشفى أو رعاية أيتام وماشابه ذلك من الأعمال التي يبقى نفعها قائم بعد وفاته.
فلو أن #الحج_والعمرة يصل ثوابهما للميت، فعلى هذا يكون ميزان العدالة مختبط، فما بالك بالإنسان الغني الذي يفعل كل المحرمات في حياته ثم يوصي أبنائه بعد موته أن يقوموا بعمل حجة عنه كل عام!!!
وأيضاً هذه أفضلية للغني عن الفقير، فالغني يستطيع أهله أن يقوموا بعمل حجة له كل سنة، بينما الفقير المسكين لا يجد من يعمل له حجة.
(بغض النظر عن أجر الحج والعمرة بالمفهوم السائد!)
لذلك هذه الأعمال ينتفع بها صاحبها فقط، وأقصد بالأعمال، قراءة القرآن وأداء حجة أو عمرة …إلخ، فالميت ينتفع بها إذا أدّاها أو عملها هو بنفسه.
أما الدعاء:
فهو ينفع كقاعدة عامة لجميع الأموات، مسلمين وغير مسلمين، والإستثناء كذلك حاصل في آيات عدة:
(مَا كَانَ لِلنَّبِیِّ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَن یَسۡتَغۡفِرُوا۟ لِلۡمُشۡرِكِینَ وَلَوۡ كَانُوۤا۟ أُو۟لِی قُرۡبَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَیَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُمۡ أَصۡحَـٰبُ ٱلۡجَحِیمِ) [سورة التوبة 113]

(وَٱلَّذِینَ جَاۤءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ یَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَ ٰ⁠نِنَا ٱلَّذِینَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِیمَـٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِی قُلُوبِنَا غِلࣰّا لِّلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ رَبَّنَاۤ إِنَّكَ رَءُوفࣱ رَّحِیمٌ) [سورة الحشر 10]

(رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لِی وَلِوَ ٰ⁠لِدَیَّ وَلِلۡمُؤۡمِنِینَ یَوۡمَ یَقُومُ ٱلۡحِسَابُ) [سورة إبراهيم 41]

الخلاصة:
الدعاء بالمغفرة لمن مات (أيّاً كانت ملته) لاحرج فيه طالما أن الميت لم يختم له بالشرك البين الصريح ولم يظهر منه أي عداوة للناس من إجرام وإفساد في الأرض، لكن نحن ندعوا للأموات من باب الرجاء فقط والسكينة لأنفسنا بفقدان إنسان عزيز علينا، وبالتالي الله هو صاحب القبول أو الرفض.

#شغّل_عقلك.
Hussein Alkhalil

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Hussein Alkhalil

الجدال والنقاش مع المغيبين مضيعة للوقت، قل الفكرة واترك له حرية التفكير، إن كان له عقل يفكّر.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى