قضايا المرأة

الجزء (٢): بدلا من بناء شخصيات من بناتنا فإننا نقمعهن، حتى أننا نروضهن على الإذل…


الحركة النسوية في الأردن

الجزء (٢):
بدلا من بناء شخصيات من بناتنا فإننا نقمعهن، حتى أننا نروضهن على الإذلال والعبودية والنتيجة؟ أعلى نسب متوقعة من تحرش واغتصاب وعنف منزلي يصل حد قتل العائلات لفتياتهن، وفوقها عدم قدرة الضحايا على تخليص أنفسهن نتيجة محاصرتهن من المجتمع والقانون وإلقاء اللوم عليهن

“ما ترفعيش عينيكي فيا”؛ كلمة تسمعها المرأة العربية أكثر من مرة، سواء من أبيها، أو من أخيها الأكبر، وتقال عادة عندما تحاول المرأة تبرير موقفها، أو مناقشة الطرف الذكوري الآخر، وهي ناظرة في عينيه، وحتى إن كانت على حق، “فرفع العين”، أو النظر في عين الأخ والأب في أثناء المناقشة، يندرج، من وجهة نظر السلطة الأبوية، تحت بند التحدي، و”قلة الأدب”.

“ما بترفعش عينها من على الأرض”؛ جملة تقال عن المرأة، حين يريد أحد مدحها، أو وصفها بالأخلاق، وكأن عدم تواصل المرأة بالعين، دليل على احترامها للآخرين، ووسيلة لاستحقاقها رضا المجتمع، أو الحصول على شريك حياة، خاصة وأن تلك الجملة عادة ما تقال في حالة عد المواصفات الحسنة في المرأة، كزوجة مستقبلية.

التواصل بالعين ليس أمراً هيناً على المرأة العربية، وقد أدركت هذا تماماً حين ممارستي تمارين التمثيل على يد الممثل أحمد كمال، والتي تتطلب مني أن أتواصل بالعين مع أحد زملائي في التدريبات لفترة طويلة، ودائماً كنت أنا الخاسرة في هذا التمرين، وبمراقبتي لبقية زميلاتي، اكتشفت المشكلة نفسها لديهن.
راقبت ابتسامات النصر على وجوه الرجال المتدربين معنا، وكأنهم “كسروا عين” زميلاتهم، وشعرت بالغضب، وأتيت إلى التدريب التالي مستعدة تماماً، وأقسمت أنني لو لم أفز في هذا التدريب، هذه المرة، لن أعود إلى الستوديو مرة أخرى، ولكني فزت، وأنا أرتعش وأتوتر أمام نظرات زميلي الثاقبة، وأمعائي تصدر أصوات من شدة الارتباك، ولكني صمدت، والتحدي في عيني جعل الموقف محرجاً، وموتراً لزميلي، فأبعد عينه، وفزت أنا.
الفكرة أنهم، أي الرجال، كانوا يفوزون لأنه لم تكن هناك منافسة من الأساس، فالمتدربات لم يصمدوا طويلاً ليختبروا قدرة الرجال على الصمود، ومن هذا اليوم لم أضع عيني في الأرض أبداً.

كتابة: #أميرة_الدسوقي على موقع @raseef22

الجزء (٢):
بدلا من بناء شخصيات من بناتنا فإننا نقمعهن، حتى أننا نروضهن على الإذلال والعبودية والنتيجة؟ أعلى نسب متوقعة من تحرش واغتصاب وعنف منزلي يصل حد قتل العائلات لفتياتهن، وفوقها عدم قدرة الضحايا على تخليص أنفسهن نتيجة محاصرتهن من المجتمع والقانون وإلقاء اللوم عليهن

“ما ترفعيش عينيكي فيا”؛ كلمة تسمعها المرأة العربية أكثر من مرة، سواء من أبيها، أو من أخيها الأكبر، وتقال عادة عندما تحاول المرأة تبرير موقفها، أو مناقشة الطرف الذكوري الآخر، وهي ناظرة في عينيه، وحتى إن كانت على حق، “فرفع العين”، أو النظر في عين الأخ والأب في أثناء المناقشة، يندرج، من وجهة نظر السلطة الأبوية، تحت بند التحدي، و”قلة الأدب”.

“ما بترفعش عينها من على الأرض”؛ جملة تقال عن المرأة، حين يريد أحد مدحها، أو وصفها بالأخلاق، وكأن عدم تواصل المرأة بالعين، دليل على احترامها للآخرين، ووسيلة لاستحقاقها رضا المجتمع، أو الحصول على شريك حياة، خاصة وأن تلك الجملة عادة ما تقال في حالة عد المواصفات الحسنة في المرأة، كزوجة مستقبلية.

التواصل بالعين ليس أمراً هيناً على المرأة العربية، وقد أدركت هذا تماماً حين ممارستي تمارين التمثيل على يد الممثل أحمد كمال، والتي تتطلب مني أن أتواصل بالعين مع أحد زملائي في التدريبات لفترة طويلة، ودائماً كنت أنا الخاسرة في هذا التمرين، وبمراقبتي لبقية زميلاتي، اكتشفت المشكلة نفسها لديهن.
راقبت ابتسامات النصر على وجوه الرجال المتدربين معنا، وكأنهم “كسروا عين” زميلاتهم، وشعرت بالغضب، وأتيت إلى التدريب التالي مستعدة تماماً، وأقسمت أنني لو لم أفز في هذا التدريب، هذه المرة، لن أعود إلى الستوديو مرة أخرى، ولكني فزت، وأنا أرتعش وأتوتر أمام نظرات زميلي الثاقبة، وأمعائي تصدر أصوات من شدة الارتباك، ولكني صمدت، والتحدي في عيني جعل الموقف محرجاً، وموتراً لزميلي، فأبعد عينه، وفزت أنا.
الفكرة أنهم، أي الرجال، كانوا يفوزون لأنه لم تكن هناك منافسة من الأساس، فالمتدربات لم يصمدوا طويلاً ليختبروا قدرة الرجال على الصمود، ومن هذا اليوم لم أضع عيني في الأرض أبداً.

كتابة: #أميرة_الدسوقي على موقع @raseef22

A photo posted by الحركة النسوية في الأردن (@feminist.movement.jo) on

الحركة النسوية في الأردن

‫4 تعليقات

  1. دائمًا يطبلون للمرأة الخاضعة و يستهينون فيها و يحلمون في وحدة عكسها تمامًا مثل نانسي عجرم و يحترمونها و يقدرونها اكثر

زر الذهاب إلى الأعلى