قضايا المرأة

الجزء (١): تخيلي أنك ذهبت البارحة إلى الجامعة، وفي اليوم التالي طردك رجال غرباء،…


الحركة النسوية في الأردن

الجزء (١):
تخيلي أنك ذهبت البارحة إلى الجامعة، وفي اليوم التالي طردك رجال غرباء، لأنه لن يسمح من اليوم للنساء بالتعلم. تخيلي أنك استيقظت كما في كل يوم، للذهاب إلى عملك، لكن تنظيماً متشدداً طردك، لأن النساء سيمنعن من العمل في بلدك، تخيلي أنك كنت البارحة تمتلكين ثياباً ملونة، وبناطيل، وفساتين، وتنانير، واليوم تقفين أمام خزانتك عاجزة عن ارتدائها مرة أخرى، وستكتفين بالبرقع، أو الحجاب؟ تخيلي أن هذا كله، حصل مع آلاف الفتيات والنساء الأفغانيات، بين ليلة وضحاها!

خشينا أنا وعدد من الصديقات من تعرضنا لانتهاكات مشابهة لما حصل في أفغانستان، لا بل عانت بعض صديقاتي من الكآبة والقلق
قد يتساءل سائل ما الذي قد يخيف نساء وفتيات، يعشن بعيداً عن طالبان آلاف الكيلو مترات؟
نعم قد تكون طالبان بعيدة بالفعل، لكن التطرف أقرب مما يخيل إلينا، فالتعليقات والترحيب الجمعي الذي شهدناه ممن حولنا لانتهاكات طالبان بحق النساء وتمني حكمهم عندنا أرعبنا، وتنظيم الدولة داعش، ما زال ينتشر في البادية السورية والعراق، وعلى أطراف العديد من المدن والقرى
فلماذا تخاف الفتيات هنا؟ لأن التطرف، ومعاداة النساء، ليسا محصورين بمكان أو بزمان محددين، إنما فكر له اتباعه ومن يغذيه ويعمل على بناء عالم لا مكان لحرية المرأة فيه
التطرف قريب جدا من حياتنا، وقادر على تدميرها في أي لحظة

رعب النساء من حولي، جاء بشكل أساسي، من عودة طالبان بشكل مفاجئ، بعيداً عن الأسباب السياسية ومصالح أمريكا في المنطقة
اعتقدت الكثيرات من النساء أن العالم تجاوز تطرف التنظيم، لتتحقق أكبر مخاوفهن بين ليلة وضحاها محطماً حياة النساء، وأحلامهن،
ألا تكفي هذه الفكرة لإثارة الرعب في نفوس النساء؟

إذا، أحد الأسئلة الذي تطرحه الحالة الأفغانية: هل يكفي وصول النساء إلى أهدافهن، وحقوقهن، في التعليم والعمل؟ وهل يعني هذا أنهن حصلن على هذه الحقوق إلى الأبد؟
ما فعلته طالبان يؤكد أن التقدم الذي حصلت عليه النساء، قد يخسرنه بالفعل، في أي لحظة، وهذه الفكرة مرعبة في حد ذاتها، أي أن تحصلي على الحرية، وتخسريها بعد سنوات، بعد اعتيادك عليها بالفعل، وعدها أمراً بديهياً، وكأن على النساء التفكير جدياً بالطريقة التي يتوجب عليهن فيها الحفاظ على مكاسبهن الصغيرة والكبيرة. فلو حصلن على حق التعليم، كيف يمكن الحفاظ عليه؟ ولو كان لهن حق الاختيار، ماذا سيفعلن غداً لو فقدنه؟ لا يكفي النساء النضال للحصول على حقوقهن، بل يجب أن يناضلن في كل يوم، للحفاظ عليها

كتابة: #مناهل_السهوي @raseef22
كريكاتير: @serajalghamdi

الجزء (١):
تخيلي أنك ذهبت البارحة إلى الجامعة، وفي اليوم التالي طردك رجال غرباء، لأنه لن يسمح من اليوم للنساء بالتعلم. تخيلي أنك استيقظت كما في كل يوم، للذهاب إلى عملك، لكن تنظيماً متشدداً طردك، لأن النساء سيمنعن من العمل في بلدك، تخيلي أنك كنت البارحة تمتلكين ثياباً ملونة، وبناطيل، وفساتين، وتنانير، واليوم تقفين أمام خزانتك عاجزة عن ارتدائها مرة أخرى، وستكتفين بالبرقع، أو الحجاب؟ تخيلي أن هذا كله، حصل مع آلاف الفتيات والنساء الأفغانيات، بين ليلة وضحاها!

خشينا أنا وعدد من الصديقات من تعرضنا لانتهاكات مشابهة لما حصل في أفغانستان، لا بل عانت بعض صديقاتي من الكآبة والقلق
قد يتساءل سائل ما الذي قد يخيف نساء وفتيات، يعشن بعيداً عن طالبان آلاف الكيلو مترات؟
نعم قد تكون طالبان بعيدة بالفعل، لكن التطرف أقرب مما يخيل إلينا، فالتعليقات والترحيب الجمعي الذي شهدناه ممن حولنا لانتهاكات طالبان بحق النساء وتمني حكمهم عندنا أرعبنا، وتنظيم الدولة داعش، ما زال ينتشر في البادية السورية والعراق، وعلى أطراف العديد من المدن والقرى
فلماذا تخاف الفتيات هنا؟ لأن التطرف، ومعاداة النساء، ليسا محصورين بمكان أو بزمان محددين، إنما فكر له اتباعه ومن يغذيه ويعمل على بناء عالم لا مكان لحرية المرأة فيه
التطرف قريب جدا من حياتنا، وقادر على تدميرها في أي لحظة

رعب النساء من حولي، جاء بشكل أساسي، من عودة طالبان بشكل مفاجئ، بعيداً عن الأسباب السياسية ومصالح أمريكا في المنطقة
اعتقدت الكثيرات من النساء أن العالم تجاوز تطرف التنظيم، لتتحقق أكبر مخاوفهن بين ليلة وضحاها محطماً حياة النساء، وأحلامهن،
ألا تكفي هذه الفكرة لإثارة الرعب في نفوس النساء؟

إذا، أحد الأسئلة الذي تطرحه الحالة الأفغانية: هل يكفي وصول النساء إلى أهدافهن، وحقوقهن، في التعليم والعمل؟ وهل يعني هذا أنهن حصلن على هذه الحقوق إلى الأبد؟
ما فعلته طالبان يؤكد أن التقدم الذي حصلت عليه النساء، قد يخسرنه بالفعل، في أي لحظة، وهذه الفكرة مرعبة في حد ذاتها، أي أن تحصلي على الحرية، وتخسريها بعد سنوات، بعد اعتيادك عليها بالفعل، وعدها أمراً بديهياً، وكأن على النساء التفكير جدياً بالطريقة التي يتوجب عليهن فيها الحفاظ على مكاسبهن الصغيرة والكبيرة. فلو حصلن على حق التعليم، كيف يمكن الحفاظ عليه؟ ولو كان لهن حق الاختيار، ماذا سيفعلن غداً لو فقدنه؟ لا يكفي النساء النضال للحصول على حقوقهن، بل يجب أن يناضلن في كل يوم، للحفاظ عليها

كتابة: #مناهل_السهوي @raseef22
كريكاتير: @serajalghamdi

A photo posted by الحركة النسوية في الأردن (@feminist.movement.jo) on

الحركة النسوية في الأردن

‫2 تعليقات

  1. كيف في تاس بتحكي النسوية هي اضطهاد عكسي و انه النساء بدهم يعكسوا الادوار و يضطهدوا الرجال .. و هو في احسن الحالات لو المراة اخدت كل حقوقها لازم تضل تناضل و واعية و مفتحة عيونها عشان ممكن تؤخذ منها في اي لحظة ..

زر الذهاب إلى الأعلى