كتّاب

الثانوية العامة ورئيس الوزراء الذى نزل إلى ميدان العبث:…


الثانوية العامة ورئيس الوزراء الذى نزل إلى ميدان العبث:
يتحدثون وحدهم ليشيدوا بإنجازاتهم:
فى التعليم زمان أيام الجهل، كان الطالب قبل أن يبدأ يومه الأول فى المدرسة الثانوية يعرف المقرر بالتحديد بين جلدتى الكتب التى تسلمها، ويعرف كيف سيمتحن فيها؟ ويستطيع أن يرجع إلى عشرات امتحانات الأعوام السابقة، ويعرف كيف ستصحح ورقته؟وماهى قواعد الرأفة؟ وكيف سيتظلم من النتيجة إذا لم يكن يثق فى سلامتها؟ كما يعرف أن هذا كله يوفر لهم تكافؤ الفرص مع أقرانهم، فينطلقوا للمذاكرة فى جو من الاطمئنان والثقة
وبالأمس عقد رئبس الوزراء مؤتمرا للثانوية العامة ليطمئن الطلاب وأولياء أمورهم على أن الأمور فى الامتحان ستكون على مايرام ،
والسؤال هنا لماذا يلقى رئيس الوزراء بثقله فى هذا العبث؟ هل قالت التقارير أن مؤتمرات وزير التعليم قد فقدت مصداقيتها؟
ولكن المهم أن رئيس الوزراء لم يقدم معلومة واحدة عما تم من قبل فى امتحانين تجريبيين، وفى نفس الوقت يؤجل معرفة كيفية امتحان الثانوية العامة لمؤتمر قادم يعقده وزير التعليم، ويكذب رئيس الوزراء عندما يتحدث عن ترحيب أولياء الأمور بالمنظومة الجديدة التى لانعرف نحن المتخصصون عنها أول من آخر، ويبشرنا لمزيد من الاطمئنان بأنه سيتم المزج بين الأسلوبين الرقمى والورقى، دون أن يحدد هل الورقى سيكون مجرد بديل مطروح لمن يريد من الطلاب؟ أو انه ستكون هناك أسئلة يجيب عنها الطلاب رقميا وأسئلة أخرى ورقية؟ أم أن الأوراق ستكون مجرد وسيلة لاستكمال الامتحان إذا أصاب الشبكة الرقمية أى عطب؟ وفى هذه الحالة كيف سيكون التصحيح إذا كان لطالب ربع الامتحان رقمى وثلاث أرباع ورقى وطالب آخر ثلاث أرباع رقمى وربع ورقى؟
هل هذه منظومة محترمة ومدروسة لا يعرف طلاب أهم امتحان فى البلاد كيف ستكون وامتحانهم على الأبواب بعد أسابيع قليلة؟
وكيف سنطمئن إلى تكافؤ الفرص بين الطلاب فى ضوء كل ذلك؟
والسؤال الأخير لماذا يتحدث رئيس الوزراء ووزراؤه وحدهم ليشيدوا بانجازاتهم وعبقريتهم؟ ولماذا لا يحضر مؤتمره الصحفيين المتخصصين فى التعليم لينقلوا له مخاوف وتساؤلات أولياء الأمور والطلاب؟

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى