توعية وتثقيف

التعصب الدينى له ركنان – أولهما التزمت، وثانيهما الإقصاء….


التعصب الدينى له ركنان – أولهما التزمت، وثانيهما الإقصاء.
1. التزمت هو المغالاة فى الإلتزام بحرفية النصوص وقدسية الطقوس. ومن علاماته الأخرى التمثل بالأسلاف والشغف برجال الدين. والتزمت تواكبه دائماً الرغبة فى الإعلان عنه والتباهى به، فترى المتزمت يربى لحية هائلة أو يرتدى سروالاً قصيراً أو صليباً كبيراً أو طاقية صغيرة أو عمة ضخمة. وتجده ينبرى إلى البسملة أو الصلعمة أو التمجيد كلما جاء ذكر أحد المقدسات. ويزايد بعضهم من الإعلان إلى التحدى، فيُوقفون المرور ويُعطلون العمل ويمنعون غيرهم من النوم … إلخ.
2. الإقصاء – هو كراهية أو إحتقار من لديهم معتقدات مغايرة، وإعتبارهم ضالين عن الحق أو رافضين له. ويتراوح الإقصاء بين المقاطعة والإنعزال (فى أضعف صوره،) إلى التكفير والعدوانية (فى أقصاها).

هذا فيما يتعلق بأركان التعصب. أما أسبابه فأهمها ثلاثة:
1. الوراثة: يتوارث الناس التشنج الديني عن آبائهم وأمهاتهم. (أنظر حولك لترى البرهان.) وقد تكون آلية التوارث جينية، أو بيئية، أو مزيجاً من الآليتين.
2. الحالة النفسية: الخوف من العقاب، والرغبة فى الإنتماء، والإحساس بالأمان فى القطيع، كلها خصائص بشرية طبيعية. لكنها أذا بلغت درجة مَرَضِيّة فهي تؤدى إلى الهوس الديني و التعصب.
3. الفشل الشخصي: عندما لا تكون لدى الفرد إنجازات شخصية يعتز بها، تجده يفرط فى الإعتزاز بما لا فضل له فيه، مثل دينه أو عرقه أو نسبه. ومن ليس لديه نسب أو حسب لم يبق له سوى دينه يتفاخر به.
ولا يلزم أن يتزامن وجود العوامل الثلاثة فى المتعصب، ، بل قد لا يكون أيها ظاهراً للعيان، (فالنفس البشرية بالغة التعقيد.) ثم أن الهوس الديني ليس بالضرورة تعصباً، وأحياناً يتخذ صوراً إنطوائية مسالمة مثل التصوف أو الرهبنة. أما التعصب فهو مرض نفسي وإجتماعي، فى أحسن صوره قميئ، وفى أسوأها إجرام.

غني عن الذكر أن التعصب الديني ما هو إلا أحد أنواع التعصب. هناك أيضاً تعصب عرقي وتعصب جنسي وتعصب فكري. ناهيك عن العلاقة بين الجهل والتعصب، وبين الغباء والتعصب، وبين الجهل والغباء، وكلها أمور شيقة فيها مجال واسع للتحليل والنقاش.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Farid Matta فريد متا

كاتب ادبي

تعليق واحد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى