كتّاب

التدريس بالتطوع..وهذا النظام الذى أدار ظهرة للناس…


التدريس بالتطوع..وهذا النظام الذى أدار ظهرة للناس وللتعليم:
عندما توظفت مدرسا للتاريخ، كان ذلك بناء على مؤهل دراسى حكومى فيه المواد التى درستها وتقديرى العام للسنوات الأربع الذى يعطينى ميزة الاختيار لو كان مرتفعا، وكان يطلب منى مسوغات للتعيين، وأعمل فى ضوء قوانين ولوائح، تحدد حقوقى وواجباتى، وكان تقدير الطلاب وأولياء الأمور والزملاء لىً يؤكد رسوخى وكفائتى، وتفتح لى آفاقا للرضا والتميز والترقى، بينما كانت شكاواهم لأسباب علمية أو إنسانية أو أخلاقية تهدد وظيفتى أو بنقلى لمكان بعيد، وكان هذا كله يدفعنى للقراءة العامة فى موضوعى على الأقل لأتميز عن تلاميذى وزملائى.. وأهتم بمظهرى.. وأختار ألفاظى.. وأحرص على ألا يصل لمديرى ما يشيننى.
ويستقر كل هذا وكل ما تم معى من تحقيقات وكل مانلته من جزاءات أو شهادات تقدير، فضلا عن تقارير المفتشين عن أدائى المهنى يوثق ويوضع فى تقرير سنوى، يتراكم عاما بعد عام، ليكون أداة لترقيتى لمناصب أعلى..
كل هذا التراث المهنى العميق، يتخلى عنه نظام السيسى. بإعلانه عن التدريس بالتطوع أو بالحصص بأجر والذى سيحول مدارسنا إلى سويقة تمارس فيها كل أشكال الاستغلال والغش والبلطجة والرشوة، وبين هذه الممارسات لن يكون للتعليم ولا للأخلاق ولا للمهنية أى معنى.
ومع هذا فسنظل فى انتظار تصريح معاليه بأن النظم التعليمية المتقدمة تتمنى سرقة تجربتنا الرائدة فى تحويل المدارس إلى، ” سويقة “

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى