كتّاب

البراءة من الخونة….


البراءة من الخونة.
ـــ
بحسب “المسيرة نت” فقد نجح الحوثيون، هذا اليوم، في إخراج ٢٠ مظاهرة متزامنة للتنديد بمؤتمر وارسو. مؤتمر وارسو هو تحالف دولي ضد إيران، ولا أعرف تقارير صحفية عن “عشرين مظاهرة” إيرانية ضد وارسو. اللافتة التي تظاهر تحتها الرهائن هي: البراءة من الخونة. الخونة، بشكل عام، هم كل من قال للحوثيين “لا”. دفاعاً عن إيران ضد الجمهورية اليمنية، يمكن اختصار الفكرة على هذا النحو. الخطابات التي ألقيت ركزت على مهاجمة مشروع الجمهورية اليمنية، بوصفه عتبة خيانة وارتزاق، ودافعت عن إيران بوصفها حصناً أميناً.

صورة وزير خارجية اليمن “اليماني” إلى جانب رئيس وزراء إسرائيل كانت هي العتبة التي من خلالها ظهر عبد الملك الحوثي داعياً إلى تلك التظاهرات. سرعان ما تجوزت الصورة تلك، ولم يأت على ذكرها إلا لماماً.

في ستينات القرن الماضي اشترك الملكيون، الحوثيون الأوائل، مع الإسرائيلين في حرب ضد الجمهورية الوليدة آنذاك، الجمهورية والجمهوريين. ودفع اليمنيون دماءاً وأرواحاً كثيرة (نشرت الصحف الإسرائيلية وثائق كثيرة حول ذلك التحالف العسكري، بدءاً من تقرير نشرته يديعوت أحرنوت في ٢٠٠٩، وحتى الآن). وفي العصور الحديثة عمل الحوثيون مع الإيرانيين معاً لقتال الجمهورية اليمنية مستبدلين الحليف الإسرائيلي بالآخر الإيراني. لن يمانع الحوثيون من صناعة تحالف جديد ضد أي قوة دولية، إٍسرائيل أو غيرها، إذا ما تعلق الأمر بتثبيت سلطانها على اليمن.

الخطابات التي ألقيت في مظاهرات اليوم استعادت ما قاله عبد الملك الحوثي عن مؤتمر وارسو “الذي أسقط كل شعارات العدوان”، ولست أدري ما علاقة “العدوان” بتحالف دولي ضد إيران! تردد هتاف “هيهات الذلة هيهات، يا أذناب الولايات”. في صعدة خطب الفيشي في آلاف المتظاهرين ساخراً من “المرتزقة والخونة”. الإشارة إلى وارسو باعتباره خيانة كانت أكثر حضوراً من الإشارة إلى صورة اليماني بوصفه خائناً، وجرت عملية تنديد واسعة ب”وارسو”، كعدوان.

حول الحوثيون اليمنيين إلى رعايا، وكانوا قد أصبحوا مواطنين لأول مرة في العقود الستة الماضية. يسوقونهم في تظاهرات لا تخصهم: لا جوعهم ولا دولتهم، لا فقرهم ولا أمراضهم. أكد الحوثي للإيرانيين أن الشعب الذي حصل عليه في مداهمة ليلية لا يزال ممكناً استخدامه، ولا بد أن الإيرانيين يشعرون ببعض الرضى وهم يرون “شيعة الشوارع القبيحين”، حد وصف جنرال إيراني مرموق، يتظاهرون لصالحهم. خرج المتظاهرون اليوم ليعلنوا ولاء مجانياً لإيران وعدواناً انتحارياً ضد الجمهورية اليمنية، إذا ما استبعدنا البهلوانات اللغوية التي حاولت تشتيت التركيز.

العداء لمشروع الدولة الجمهورية عبر عنه من خلال استخدام مفردتي “الخيانة والإرتزاق” في الإشارة إلى ما يرمز لتلك الدولة. خرجت المظاهرات استجابة لأوامر “القائد”، كما يقول خطاب المسيرة. القائد لا يملك أي صفة قانونية ولا دستورية، حصل على القوة والهيمنة من خلال الاستخدام الوحشي للقوة المسلحة. في نهاية المطاف استطاع الحوثي إخضاع جزءٍ كبير من الشعب اليمني بالقوة الوحشية وأعلن نفسه “قائداً”. الحكومة التي انكسرت أمام قوته العسكرية، في سياق تاريخي معروف، أصبحت خائنة ومرتزقة. الشعب الذي تقبل الحقيقة ورضي بالعبودية الجبرية أصبح هو الشعب الجديد، ثم الشعب اليمني الوحيد. خارج شعب القائد هناك مرتزقة وخونة، فقط.

ستستمر هذه المعضلة مستقبلاً ولا يبدو أن هنالك مخرجاً في الأفق. فالحوثيون، الجماعة المسلحة الدينية، اتخذوا قراراً بحل المعضلة اليمنية عن طريق السلاح، وهم إما ينهزموا هزيمة شاملة أو ينتصروا انتصاراً شاملاً. سبق أن قتلوا حليفهم السابق، الرجل الذي أعطاهم كل الأشياء التي احتاجوها للقضاء على الجمهورية. من دون ذلك الحليف ما كان للحوثيين أن يحدثوا كل هذا الخراب. الآن نرى كيف يسوق الحوثيون الرهائن في عشرين مظاهرة دفاعاً عن إيران، وكيف يحمّلونهم السلاح ويرسلونهم لقتال شعبهم وجمهوريتهم، وكيف يستخدمون جوعهم وفقرهم كوسيلة لابتزاز العالم هدفها إيقاف الحرب ضدهم كي يتسنى لهم حكم اليمن بصورة دائمة.

وزير الخارجية “اليماني” رجل محدود الخيال، وقدراته على الحدس ليست مثيرة للدهشة. جلوسه إلى جانب نتنياهو خطأ لوجيستي يشبه الخطأ الذي ارتكبه هادي بإعلانه إصلاحات سعرية قاسية في وقت كان فيه الحوثيون يحاصرون صنعاء. الجماعة السياسية “الشرعية” التي تقود اليمن في هذه الظروف هي جماعة رثة ومخزية، ولولا المصادفات التاريخية لما احتاج أحد لخدمتها. الجيش الوطني ليس أفضل حالاً، فقبل أسبوعين انسحب قائد محور في “حجور” لمسافة 12 كيلو، عندما خطر في باله أن التحالف يعتقد أنه ليس شخصاً شديد الأهمية. من جانب آخر ثمة أراضي محررة ترفض احتضان مشروع الدولة، وأراض مستعمرة ترفض الجمهورية..

غرقت اليمن في مأساة مستطيرة، ولم يعد أحد قادراً على أن يشير إلى باب للخروج. وما يجعل المأساة اليمنية معقدة أكثر هو أن “الحكومة الشرعية/ الرئاسة” تنتج من المشاكل أكثر مما تصنع من الحلول، وأن الرئيس لا يتحدث إلى شعبه بالمرّة، تاركاً ملايين البشر عرضة للإحباط واليأس والإشاعة..

م.غ.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫41 تعليقات

  1. الحوثي يهرب الي الامام الحوثي يحاول يداري فشله الحوثي لم يقدم شي للشعب اليمني حتي يتضامن مع فلسطين فلسطين لها رب ورجال اما الحوثي مشروعه ابادة جماعيه لشعب خذله وتآمر عليه الاقليم والعالم. لا يمكن تدخل عقل بشر ان تقدم علی تفجر البيت والمدرسه والمسجد وتحرق وتقتل وتشرد ثم تحخرج تعلن البراءه من المطبعين.

  2. هل كل من غضب يا دكتور من سفك دماء اطفال اليمن ووقف مع من يقاتلون هذا البغي وطائراته كخيار مرحلة راهنه اصبح كهنوتيا ايرانيا

    نحن لسنا مختطفون ولا رهائن في صنعاء نحن نتنفس العزة مع الهواء وان كنا نمر بالفقر الشديد بسبب الحصار

    لا اعلم اي معنى يبقى لكلمة جمهورية وشرعية ان كانت تعني العبودية للخارج والفوضى والتشرذم وحكم العصابات

    هل هناك معنى للدولة ان لم يكن بسط الامن والنفوذ كما هو حاصل في صنعاء وازال وكما اشدت انت دكتورنا العزيز بانها مدينه حيه ونابضه ويحرسها المقاتل اليمني الاسطوري الذي وصفته انت بذلك ايضا في مقال سابق ، او ان الدولة والشرعية هي مجرد اصنام نعبدها في فنادق الرياض

  3. استبعاد هادي الكارثة هي الخطوة الاولى الصحيحة
    وتشكيل مجلس رئاسي .
    لم تعد شرعية الا لشرعنة اعمال التحالف التي كلما لاح نصر ضد الحوثي اجهضته .
    عدى ذلك كوز مركوز يستخدمه التحالف لمزيد من التمزيق والتفرقة وابقاء مليشيات الحوثي في المشهد..

  4. خلال الأسبوع هذا كان هنك مؤتمرين مؤتمر وارسو ومؤتمر حضرموت
    تقدر تقول إيران محاصرة يعني محاصرة عيدروس جنوبا والحلف الأطلسي ناتو ، شرقا وغربا
    هادي والتحالف لا يأبهان لا بشعب ولا دولة !
    اي لعنة أصابتنا

  5. الدولة خارج التغطية تماما وكأن الأمر لا يعنيها، أما نزيل كهف النقعة فيتشدق بالسيادة وهو أول من باع السيادة وما خطاب ساحر الضاحية الجنوبية لبيروت عن تعاون حزبه الإرهابي مع جماعة الموت الحوثية لقتل الشعب اليمني إلا خير دليل على أن الحوثي وعصابته مجرد أدوات قذرة بيد حسن نصر الله، وحسن نصر الله مجرد أداة قبيحة بيد الفرس، والفرس مجرد عملاء للصهاينة!

  6. قال مساعد الرئيس الأمريكي غرينبلات “لحظة تشرح القلب، لم يكن ميكروفون نتنياهو يعمل فقام وزير الخارجية اليمني بإعارته”. وأضاف أن رئيس وزراء إسرائيل “رد مازحا بشأن التعاون الجديد بين إسرائيل واليمن.. خطوة بخطوة”.

  7. والله يادكتور ما قوا الحوثي وزاد معاناتنا الا الشرعيه بنت الحرام الذي استفاد منها الحوثي اكثر مما استفاد منها الشعب. اذا سقطت الشرعيه الملعونه سقط الحوثي..

  8. أكد الحوثي للإيرانيين أن الشعب الذي حصل عليه في مداهمة ليلية لايزال ممكنا استخدامه . رؤية أقل مايمكن أن يقال عنها أنه دقيقة وواضحة في نفس الوقت .

  9. حقيقة تاريخية ( الإمامة و إسرائيل)
    ——————
    – إسرائيل تدخلت إلى جانب إمام اليمن ضد ثوار الجمهورية

    من صحيفة هارتس الاسرائيلية
    في 31 آذار 1964 أثناء الليل، حلقت طائرة نقل إسرائيلية في سماء اليمن. الطاقم برئاسة الطيار المقدم آريه عوز وجه الطائرة نحو شمال الدولة بين معسكرات الجيش المصري. بعد لحظات شخص عوز في الأسفل عدداً من الحرائق الصغيرة، وأضاء الضوء الأخضر في أسفل الطائرة. إلقاء مظلات التموين بدأ، 12 صندوقاً من الخشب مملوءة بالوسائل القتالية، أما الذخيرة والمعدات الطبية فشقت طريقها بهدوء عبر المظلات نحو الأرض. نجاح الإسقاط عزز ثقة الطرفين. نتيجة لذلك وخلال السنتين التاليتين قامت إسرائيل بـ 13 طلعة جوية في سماء اليمن استهدفت تسليح الملكيين. ولكن بسبب حساسية الأمر كان يجب الحفاظ على السرية التامة: باستثناء عدد قليل من القيادة العليا الملكية، لم يعرف باقي الأشخاص من هي الدولة المزودة، حتى للسعودية لم تكشف هوية حليفتها خشية أن يرفعوا أيديهم عن دعم الإمام.

    الخلاصة
    ———
    مشروع الحوثي هو نفس مشروع أسلافه
    وفي سبيل هذا المشروع (إعادة الإمامة) مستعد أن يتحالف مع إسرائيل ومع الشيطان.
    فلا أحد يضحك علينا بالشعارات الفارغة
    🤔👊😳

  10. مؤتمر وارسو لمواجهة ايران كما يزعمون .
    جميع الحاضرين من عرب وشرعية يدعون انهم يحاربون ايران في اليمن .
    عبر التحالف العربي لدعم الشرعية ولم يحققوا شيئ يذكر خلال اربع سنوات في حرب عبثية .
    دخول الكيان الصهيوني في حلف مواجهة ايران يعني مشاركة التحالف والشرعية في الحرب على اليمن بقيادة امريكا .
    كيف تريد الشعب اليمني بكل اطيافه ان يقبل ضم العدو الصهيوني في تحالف الحرب في اليمن بحجة مواجهة ايران وحلفائها.
    بل كيف تريد الشعب اليمني ان يتحمل جيل بعد جيل عار تفاخر الكيان الصهيوني وأمريكا بأنهم حرروا اليمن من ايران وحلفائها وأعادوا لنا الجمهورية وأهداف ومكاسب ثورة ١١فبراير.
    لم يقتنع اليمنيين بأن يكون الفضل في ذلك لتحالف السعودية والأمارات . فكيف يحتملون عار مشاركة الصهاينة في ذلك .

  11. كله تدليس باسم القضيه الفلسطينيه لكي تحقق ايران مكاسب في أطماعها القذره وهم اول من قابل الاسرائيلي في عمان وحاول التقرب من اسرائيل لكنهم رفضوهم وعاد الحوثي خائب

  12. الرئيس هادي استعان بالتحالف العربي لاستعادة الجمهورية. ورمى الكرة في ملعبه. والمشهد الذي رسمتة انت هو.نتيجة لغياب المشروع اوالاستراتيجية في التعامل مع القضايا العربية بشكل عام ومع القضايا الاقليمية. فالاخوة في التحالف العربي فقدوا البوصلة نتيجة لغياب المشروع وبذلك اصبحوا اداة إقليمية لتنفيذ اجندة دولية ومصالح أنية. مما ادى الى حالة من عدم الانسجام مع قطر وعدم الانسجام مع اقوى دولة اقليمية (تركيا) عدم الانسجام مع سلطنة عمان وهكذا. كل هذا بسبب خوفهم من التغير الديمقراطي وامتلاك الشعوب ارادتها.بحكم نفسها بنفسها . ونتيجة لهذه الرمادية والضبابية انطبق على هذه الدول مقولة احد فقهاء الادارة (من ليس لديه خطة اصبح اداة في اجندة الاخرين.

  13. اخرتها عميل عيني عينك وخيانه وطنيه شامله ياليت ساره تشوف الشرعيه حق زوجها كيف تبيع قضيتها وططنها الفلسطيني الجريح
    قال مساعد الرئيس الأمريكي غرينبلات “لحظة تشرح القلب، لم يكن ميكروفون نتنياهو يعمل فقام وزير الخارجية اليمني بإعارته”. وأضاف أن رئيس وزراء إسرائيل “رد مازحا بشأن التعاون الجديد بين إسرائيل واليمن.. خطوة بخطوة”.

  14. على من تكذبون الشعب يعي مايدور حوله والحقيقة واضحة ولاغبار عليها فلو كان تحالفكم الذي جلبتوه لقتل الشعب وحتلاله يريد لليمن خيراً لبان خيره في المناطق المحرحرة من اول يوم فاين تقبع شرعيتكم التي يزعم دعمها هل مكنها من المحرحر لتحكمه هل سلمها مواني ومطارات وثروات الم يمنعها حتى من البقاء داخل الوطن واجبرها على البقاء خارجه ليذلها اين انتم من هذا ومالذي فعل لليمن تحالفكم المتغطرس واخرتها يهوده لقد اذلكم ايماذل وسلب عليكم كل شي حتى دينكم الذي يحتم عليكم مقاطعت اليهود فاين تذهبون

  15. الجزء الأكثر اهمية .

    في نهاية المطاف استطاع الحوثي إخضاع جزءٍ كبير من الشعب اليمني بالقوة الوحشية وأعلن نفسه “قائداً”. الحكومة التي انكسرت أمام قوته العسكرية، في سياق تاريخي معروف، أصبحت خائنة ومرتزقة. الشعب الذي تقبل الحقيقة ورضي بالعبودية الجبرية أصبح هو الشعب الجديد، ثم الشعب اليمني الوحيد. خارج شعب القائد هناك مرتزقة وخونة، فقط.

    ستستمر هذه المعضلة مستقبلاً ولا يبدو أن هنالك مخرجاً في الأفق. فالحوثيون، الجماعة المسلحة الدينية، اتخذوا قراراً بحل المعضلة اليمنية عن طريق السلاح، وهم إما ينهزموا هزيمة شاملة أو ينتصروا انتصاراً شاملاً. سبق أن قتلوا حليفهم السابق، الرجل الذي أعطاهم كل الأشياء التي احتاجوها للقضاء على الجمهورية. من دون ذلك الحليف ما كان للحوثيين أن يحدثوا كل هذا الخراب

  16. ما قلته لا يخرج كونك وضيع متطفل حاقد متبلد التفكير وان قالوا عنك مفكرا وحتى لست راويا كما يدعي قومك بل كاذبا أشر إذ لا تستحي وانت تتحدث عن تحالفات إسرائيلية مع الملكية جاهلا التاريخ ومستخفا بعقول متابعيك.
    اخسىء وانتظر فتات ما يحول لك من قطر أو ازلامها.

  17. حققت المسيرات هدفها واصابت المتصهينين بالجنون ايا كانت نوايا الحوثيين فقد تمكنوا من استعادة زمام المبادرة وثقة الشارع بهم اكثر من خصومهم المرتهنين والمصطفين مع اسرائيل وشقيقتها السعودية.

  18. الشرعية اقالت وكيل محافظة المهرة وإحالته للتحقيق .. بعد أن ابدى رفضه بتواجد نخبة مهرية تخدم التحالف خارج إطار الجيش. هذه هي الشرعية للأسف

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى