الأقيال

الإحتلال الفكري القرشي لليمنيين ،حكم اليمن وطمس هويته، ودمر…


الإحتلال الفكري القرشي لليمنيين ،حكم اليمن وطمس هويته، ودمر حضارته،،

بقلم / مصطفى محمودـ اليمن

قبل الغوص في تفاصيل موضوع البحث التاريخي السلالي ،علينا أولاً البدأ بدراسة مقارنة الفوارق الإجتماعية والسيكولوجية بين كلا المجتمعين: اليمني والقرشي،
وما إذا كان النسيج الذهني ‏لكلاهما مختلفاً وراثياً (جينياً)عن الآخر،.. ما يؤدي لإختلاف طريقة التفكير والإبداع، حيث نجد المجتمع القرشي ، جميع إبداعاته أدبية ‏شعرية،..بينما السيرة الذاتية للمجتمع اليمني، على مدار خمسة آلاف عام تحفل بإبداعات علمية عملية تطبيقية.. وإبداعات أدبية أيضاً..
فهل بإمكان المجتمع القرشي أن يفكر بطريقة علمية؟ .

-لقد كان من أولى ملامح الحضارة اليمنية أنها سعت بعقل جمعي لبناء نظام حكم مركزي قوي، وازدهرت الأنشطة الاقتصادية، وأتسعت رقعة سيادتها السياسية ‏والجغرافية بتنظيم عسكري قوي، يسانده تنظيم قانوني دقيق، مع تنظيم جيد للنشاط الاقتصادي بفروعه (زراعة – صناعة- تجارة) إضافة إلى تطور ‏الحركة العلمية ومؤسساتها التعليمية وصناعة التدوين. واستمرت في فترات إزدهار ثم إضمحلال، مثلها مثل بقية الحصارات العالمية،.لم تكن خطاً مستقيماً،…
ونجد في فترات الإزدهار في الحضارة اليمنية،. كانت هناك نظم ‏قانونية دقيقة ودبلوماسية متبادلة بين الدول والممالك، ولغة وكتابة وتوثيق دقيق للأحداث التاريخية والعلوم والآداب والفنون، ويرتفع معدل إحترام ‏الشعب وتقديره للقيمة الإنسانية (حقوق الإنسان والمرأة والحقوق المدنية وحق والطفل والحريات في نطاق الأسرة والمجتمع على حد السواء)‏..
-بيمنا المجتمع القرشي عندما كان يتراكم هذا الكم من الحضارات والخبرات البشرية في شتى أنحاء العالم، حوله ، من كل إتجاه،..لم يكن لهم نصيب.، ظلوا يسكنون ‏الخيام، ويرعون الأغنام ويتجردون من كل معالم الحضارة الإنسانية،
كانت حياة القرشيين عبارة عن صراعات قبلية، ونزاعات وهجمات متبادلة بين القبائل ‏لخطف النساء والأطفال ونهب الأموال، ولم يكن لهم نظام حكمٍ مركزي ينظم حياتهم وعلاقاتهم،.
كانت حياتهم عبارة عن تحالفات قبلية ونزاعات حربية. ‏وبرغم إتصالهم بالحضارة القريبة منهم والمجاورة لهم،. عن طريق رحلات التجارة التي أمتدت أطرافها ما بين حضارتي اليمن والشام وحضارتي الصين ‏والهند ،..إلا أنهم لم يقتبسوا أي من معالم هذه الحضارات، وظلت عقولهم ساكنة ‏على مدار آلاف السنين وتماهوا في الغي،، وجعلوا من النخاسة هي مصدر الدخل القومي الوحيد للقرشين،.. والفساد الفكري والخلقي ثقافتهم وسلوكهم ، .حتى جاءهم النبي (محمد عليه السلام) لينتشلهم من قاع الجهل إلى قمة الرقي والسمو ‏الإنساني، جاءهم برسالة لا مثيل لها في التاريخ من حيث تكامل الأركان والقيم والمبادئ الإنسانية… لكن عقول القبائل القرشية، التي نشأت وترعرعت في القاع ما كان لها أن تغادر منشأها بعدما رحل النبي،..
لم تكن عقول قريش تستوعب هذا الرقي الفكري ‏والأخلاقي، فآمن به بعضهم ورفض البعض وحاربوه، حتى من آمنوا به من أقاربه الهاشميين لم يستطيعوا الإستمرار على نهجه بعد وفاته، وعادوا إلى ما كانوا عليه قبل ‏مجيئه، وسيطرت عليهم عاداتهم القرشية ،…وبمجرد وفاة (الرسول الكريم) تشاحنوا على السلطة حتى قبل دفنه، ثم تصارعوا القرشيون فيما بينهم وقتل فيها الكثير ‏من المعارضين سياسياً باسم الدين.،..ومازالت مشاكلهم . تلقي بظلالها،.على عامة المسلمين، حتى اليوم ،وبرغم أن الرسالة حددت لهم نظام ديمقراطي رائع طبقه( الرسول ) عملياً في حياته، إلا أنهم تجاهلوه بعد مماته،..وخلال ‏عشرين عاماً فقط تلاشى مبدأ الشورى وسادت العصبية القرشية ، وعمت الصراعات، وحل نظام توريث السلطة وساد الفساد السلالي ، ثم تحول إلى صراعات داخلية ‏على السلطة، سقط فيها مئات الآلاف من المسلمين في حروب أهلية وفتن طائفية كما كانوا قبل الإسلام، وعادوا لفكرة الإغارة على بعضهم وخطف النساء ‏والأطفال،،.وهذا مادفع المتخصصين في علم النفس والآنثروبولوجيا، يخوضون دراسات علمية حول الكائن القرشي، وعن ‏ظاهرة، إنقلابهم وتحوّلهم بعد موت الرسول( ص) يقول علماء النفس إنه جاء نفسياً من النقيض إلى النقيض، وهذا من طبيعة النفسية القرشية ، أياً كانت طبيعة المنهج أو الديانة،.. لأن ‏التغيير الذي أحدثه الإسلام في النفوس لم يكن بعمق التأثير النابع من الكاريزما الأصلية والمنشأ والبيئة البرية بالفطرة، فلا ننس أن القرشين ‏قبل إسلامهم ،.أمةٌوحشيةٌ بامتياز،. بينما كان النبي نبياً قبل بعثته وهذا ما يؤكد أن الدين لم يغير في نفسية النبي لأنها كانت نفسية سوية منذ الفطرة، ‏بينما هم عكسه تماماً، أي أن تأثير الإسلام كان سطحياً في نفوس القرشين جميعاً، حتي أقارب الرسول نفسه ،.ولذلك أنفرط عقد المحبة والتضامن الذي نسجه (الرسول) على مدار ثلاثة وعشرين عاماً، وهذا من ‏الطبيعي أن يحدث لأن النبي لم يكن يبني حجراً على حجر، وإنما يروّض نفوساً بشرية مستعصية،..

-إن الإنسان يولد سليماً بالفطرة، ولم نجد يوماً ما أن صعلوكاً تحول إلى نبي صالح ! ولم نجد إمرأة رقيقة القلب تحولت إلى رجل غليظ القلب أو أشد قسوة من الحجارة، ذلك أن الجينات الوراثية ‏المكونة للنسيج الذهني العقلي لها السيطرة على عقولنا وأفكارنا وتصرفاتنا، وإنما الدين هو تقويم للسلوكيات والعقائد. ‏وهذا ما يعني حتماً أن البيئة الإجتماعية الفطرية التي نشأ فيها القرشين ،لا بد أنها تركت رواسب إجتماعية وفكرية، بل إن هناك نوازع نفسية وكاريزما شخصية لا تتغير أصلاً. وهذا يدلنا إلى الفارق بين العقلية المتحضر والمتحجرة،،……….

*نقطة ومن أول السطر والسؤال الذي طرح نفسه أمام الحاضر ،
كيــف أستطاع القرشيون بدو الصحراء يحكمون اليمنيون ويدمرون حضارته؟؟؟؟

الإجابة سترجنا إلى التاريخ القديم لنرى كيف قامت حضارات في شعوب مختلفة،. حملت ملامحها وسماتها القومية الخاصة بها، ومن بينها القومية اليمنية،، لكن قبل ذلك هنالك اسئله لابد من طرحها!!!!!!!!

كيف إستطاعت قريش طمس ‏تلك القوميات وتذويبها في القومية القرشية !!مع أنها أنحصرت في حدود علاقتها بالإسلام فقط!

ونتسائل عن علاقة القرشين ‏أنفسهم بالحضارة؟؟
ومتى قامت حضارة القرشيين، لتدمج أو تطمس كل هذة الحضارات ،أو تذيب كل تلك القوميات في القومية القرشية باسمهم؟ ‏
وإلى أي مدى يرتبط مفهوم الحضارة بمفهوم القومية؟؟

أن الحضارة القرشية التي قامت باسم الإسلام ،.خمس مائة عامٍ فقط،
بينما الحضارة اليمنية خمسة آلاف عام، فكيف استطاعت ‏حضارة قريش، على قزامتها، أن تسطوا على الحضارة اليمنية ، وتقحم إسمها على اليمنين ؟
هل كانت حضارة قريش أقوى من حضارة ‏اليمنين كي تطمسها؟ ولماذا ترك اليمنين أسمهم وأجدادهم وهويتهم وحملوا هوية قريش؟…
وهل رجال البعث القومي اليمني يعتبرونها لحظات ‏مختلسة من عمر الزمان، ويسعون الى
طيها وينظرون إلى الغد.؟… .

الواقع أن القرشيين بدوالصحراء، أحتلوا الشعوب المجاورة، باسم الإسلام. ،، والاسلام منهم بريئ، وقد أمتد أحتلالهم لبضع مئات السنين،
ثم تخلالها نهب ثروات هذه الشعوب ‏وإغتصاب سلطة الحكم في بلادها عنوة،
وبعد انحسرت سلطة القرشين الفعلية، عن هذه الشعوب، صعد أبناؤها الأصليين وتولوا مقاليد ‏السلطة في بلادهم تدريجياً،،،
إلا أن اليمن ظل تحت الإحتلال القرشي المتمثل بفصيل السلالة الهاشمية،، جاثم على أغلب مناطق اليمن حتى اليوم،،
ويرجح السبب في ذلك،،الإحتلال الفكري القرشي للعقول اليمنية ،ليس في صورة الإكراه الفكري، ولكن في تمسك الشعب اليمني بثقافة قريش، التي غاصت في عقولهم، جيلاً بعد جيل دون وعي، حتى اعتبروها جزأً من دينهم وقوميتهم،،
لأن القرشين أستخدموا جانب المعرفة التاريخية الملحقة بالدين الإسلامي، فصدروا لليمنيين تاريخهم البدوي الدموي الإرهابي ملحقاً بالدين، بكل مايحمله من عنف وبشاعة ، وبرغم أنه يفتقر إلى كل قيم الحضارة والنبل،، لكنهم دمجوه في تاريخ الصحابة ودمجوا تاريخ الصحابة في الدين، وصوروا ‏صحيفتهم بطولية مثالية بيضاء،. كما صحف الأنبياء سواء بسواء، وضخموا وبالغوا في الجانب الحربي للتاريخ الإسلامي (غزوات الرسول) ‏فتغيرت حقيقته وانتقل من خانة الدفاع إلى خانة البطولة الهجومية،.فانقلبت المبادئ مع إستمرار إنحراف التاريخ..

وهكذا تشكل التاريخ ‏وأصبح خلفية دينية للدين الإسلامي. ومن كثافة الإرتباط بين الدين والتاريخ ،أصبح التاريخ هو المؤثر والموجه وكأنه نموذج تطبيق عملي ‏لمبادئ الدين، وهذا مكمن خطورة الإحتلال الفكري القرشي لليمنين،…ولن تنهض اليمن مرة أخرى، إلا إذا تخلصت من الغبار الثقافي للإحتلال القرشي بفصيله الهاشمي،، وحققت ذاتها بنفسها وقوميتها وثقافتها؛ لأن القرشين بطبيعتهم ‏وفطرتهم،.ليسو من شعوب الحضارات التي تدمن العمل والبناء والإنتاج على أودية الأنهار، إنما هم شعب البادية والبداوه، ‏ورؤيتهم للحياة مختلفة تماماً وكلياً عن شعوب الحضارات، ومن ثم لا يمكن تبني ثقافتهم ورؤيتهم للحياة في بناء حضارة].‏
يتبع،،،،،،،،

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى