الأقيال

الأقيال واستعادة بنـاء الــوعي القــومي اليمــــــني ……


الأقيال واستعادة بنـاء الــوعي القــومي اليمــــــني …
1

مـصـطـفـۍ مـحمـود

لابأس من الاعتراف في البداية بان طبيعة المساجلات النظرية الجارية بين الاقيال داخل الحركة القومية تتركز اولاً وقبل كل شيء على مسألة الهوية القومية وتحديد اطارها المعرفي العام.

وما نقصده بالهوية القومية هي المحصلة الرئيسية للتطور التاريخي والسياسي العام والتي تتمحور حولها جوهر الفكرة القومية باكمله. ان هذه المساجلة التي تهدف الى اعادة القراءة في سجل الذات القومية لا تجري بالطريقة التي حدثت في الحركات القومية المعاصرة الآخرى كالعربية او التركية مثلاً

، فلا تمتلك حركتنا هذه (بسبب ظروف معينه) مدارس نظرية قد تختلف فيما بينها في المنهج والادارة والهدف، او منظرين او أيديولوجيين تمكنوا من طرح رؤية ايديولوجية للفكرة القومية التي يمكن ان تتحول فيما بعد الى اطار نظري لتوجه سياسي معين يهدف الى نقل الفكرة من اطارها النظري الى الحيز العملي،

بل ما يحصل الآن في الحراك القوني هو حدوث حالة من استباق للصيغة السياسية على الصياغة الايديولوجية للفكرة القومية وهذه سابقة فريدة، حيث نرى ان الشعارات والمواضيع التي يتناولها الاقيال لا تأخذ مصادرها من توجهات نظرية معدة سلفاً وجاهزة للاستعمال في أي وقت، بل انها تتأثر الى حد كبير بتطورات الوضع السياسي . وهذا لا ينفي بالمرة الدور المتميز الذي يلعبه الاقيال في صياغة المنطلقات الايديولوجية للمشروع القومي

ولا يخلو الامر من فائدة حين نلجأ في هذه الحالة للاستعانة بالتاريخ القريب للاستدلال على ذلك، فالحركة القومية العربية على سبيل المثال في نهاية القرن التاسع عشر لم تأخذ بداياتها من حزب سياسي معين او حركة سياسية بحد ذاتها بل انطلقت من اشخاص معروفين امتلكوا توجهاً سياسياً ونظرياً مزدوجاً، فكانوا في البداية منظرين او دعاة لفكرة احياء الفكرة القومية وتحولوا فيما بعد الى قادة أحزاب سياسية تدعو الى الاستقلال السياسي والانسلاخ عن الدولة العثمانية امثال عبد الرحمن الكواكبي وعلي رضا وغيرهم.

ويمكن ان نستفيد من مثل آخر (ربما لا يكون نافعاً) الا وهو ميشيل عفلق الذي تحولت أرائه السياسية الى منطلقات نظرية وظفت للاستخدام السياسي من قبل الجناح اليميني في البعث لاخراج الفكرة القومية العربية التي دعى اليها المتنورين المذكورون من طابعها الانساني المشروع وادخالها الى طور جديد وهو المرحلة الفاشية او الشوفينية. وفيما دعى الكواكبي الى استلهام حضارة العباسيين في منهجه الفكري استقى عفلق افكاره من منظري النازية الالمانية والفاشية الايطالية القائمة على القوة والعسف.

ورغم هذه الخصوصية السائدة في الحركة القومية اليمنيه أي الافتقار الى مدارس واتجاهات نظرية ومنظرون ايديولوجيون فلا يتشاكى الاقيال من ضعف في الشعور القومي، على العكس تماما فان الاحساس بالانتماء متواجد وحاضر على الدوام ولكن التعامل مع القضية القومية نفسها ربما يختلف من قيل الى آخر

يتبع…

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫2 تعليقات

  1. الهويه تتغير بتغير الزمان والانتماء ثابت مثلا تعرف الانتماء من خلال مميزات وخصائص الفرد بينما الهويه تتغير يكون ابيض او اسود او اختلاف اللغات والهجات لذلك الاطار العام مايحتاح منظرين او ادلجه طالما الانتماء موجود لنصل الى الجوهر
    من خلال الاحداث الاخيره اتضح ان لازال هناك مشكله وخلل بالانتماء يجب البحث عن اسبابها وحيثياتها ودراستها

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى