كتّابمفكرون

استطيع أن أتفهم موقف السياسة المصرية تجاه غزة والدولة…


استطيع أن أتفهم موقف السياسة المصرية تجاه غزة والدولة الفلسطينية في اطار الأمن القومي المصري، تلك الدولة التي أعلن عن قيامها عشرات المرات ولم تقم.

ليس السبب الوحيد هو السياسة الإسرائيلية، بل أن الفلسطينيين أنفسهم لديهم الكثير من أسباب عدم قيام الدولة، ففي قيامها خسائر كبيره لسياسيين فلسطينيين، والإنقسام الفلسطيني والتصميم عليه، وتعدد الفصائل والقوي الفاعلة وتبعيتها لقوي أجنبية، والمنظمة الأخوانية حماس هي أدلة واضحة علي ذلك، وهو أمر لا يمكن تفسيره سوي بأن اهداف السياسيين الفلسطينيين ليست واحدة وليست موجهة لقيام الدولة الفلسطينية.

علي مدي عمري المتزامن مع بدء المشكلة الفلسطينية منذ عام 1948، والأحداث الكثيرة التي مرت تشكلت لدي قناعة شديدة بأن مشكلة فلسطين لن يحلها سوي المقاومة المسلحة الحقيقية والهادفة الي تحرير الأرض، ولكننا شهدنا السلاح الفلسطيني موجها تجاه الأردن ولبنان وسوريا وأحيانا الي مصر في خسة ووضاعة تنتزع من داخلي أي تعاطف تجاه ما يسمي المقاومة الفلسطينية وفي القلب منها هذه المنظمة الإرهابية المسماة حماس.

ان أحداث قتل الجنود والضباط المصريين في رفح، واجتياح الحدود وأحداث الهجوم علي السجون المصرية في 2011 ودعم حماس للعناصر الإرهابية الموالية للإخوان، وسفالة ووقاحة القيادات الفلسطينية في بعض أحاديثهم ضد مصر وجيشها وقياداتها, لا تغيب أبدا عن ذهني وتمنعني من التعاطف مع هذه القضية، ولا أري أي منطق في الدفاع عنهم ومعاونتهم وتقديم الدعم لهم..

كما أن قضايا مثل القومية العربية والمسؤولية المصرية تجاه العرب وتجاه فلسطين، والدولة الأم، الي آخر هذه المصطلحات الطنانة لاتجد لدي أي صدي في إطار إدراك حقيقتها ومدي جدواها.

لقد تحملت مصر الكثير وقدمت الكثير للفلسطينيين كما لم تقدم أي دولة عربية أخري منذ بداية المشكلة الي الآن، ولم تلقي الا الجحود والنكران والوقاحة والتجاوز.

ولا تتعجبوا حين أقول أن مسؤوليتنا هي الدفاع عن الأمن القومي المصري فقط، وفي إطار من الإدراك الصحيح للواقع الفعلي القائم علي الأرض مع استقراء جيد لمستقبل المنطقة دون أعباء إضافية لسنا مضطرين لها.
#بالعقل_والهداوة

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Sameer Zain-Elabideen سمير زين العابدين

خريج الكلية الحربية فبراير 1969, أعمل حاليا في النظر حولي وأشياء أخري, عقلي هو إمامي ورئيسي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى