كتّاب

ارغوله ف إيده .. يسبح لسيده..حياة بلادنا يارب زيده:…


ارغوله ف إيده .. يسبح لسيده..حياة بلادنا يارب زيده:
محمد عبد الوهاب يغني للنيل:
كان الفن تعبير حقيقي ودافئ وشجى عن الوطن والناس وهمومهم وأحلامهم ومصالحهم فى نفس الوقت، ولذلك فستجد من يتغني بالأهرام وأبو الهول والكرنك، والقمح والقطن والبرتقال والزهور والتاريخ والحياة فى تنوعها وتدفقها وثرائها، ولذلك فقد اهتم العظيم محمد عبد الوهاب بالتغني بالنيل كثيرا وفى مختلف مناسباته،
– وسوف نبدأ بذلك الموال الرائع الذى صاغه شعرا أحمد شوقي بك أمير شعراء الفصحى والذى كتب بالعامية الجميلة خصيصا لربيبه الفذ محمد عبد الوهاب، وهو موال النيل نجاشي، فلم يستكثر المصريين على النيل أن يصفوه “بالنيل نجاشي” ذلك الملك المسيحى العظيم الذى آوى المستضعفين من المهاجرين المسلمين إذ “لم يكن يظلم عنده أحد كما يقول الرسول (ص)” النيل نجاشي/ حليوة أسمر/ عجب للونه دهب ومرمر/ أرغوله ف ايده يسبح لسيده/ حياة بلادنا يارب زيده”.. وينادى الفلايكى ليصحبه هو وغرامه في قاربه الشراعى الذى يشبهه ب”حمامة بيضا بفرد جناح تودينا وتجيبنا”، ويختم مواله بضربات المجداف: هيلا هوب هيلا
– وفي “إمتى الزمان يسمح يا جميل” لأمين عزت الهجين، يصف قعاده هو والجميل” قاعدين سوا على شط النيل” وبعد ان يغتبط بغياب العزول والنسمه الحيرانه، ويصف الموج الذى يحكى للشط حكاية مالها نهاية، يختم كل كوبليه من كوبليهات الأغنية الثلاث بهذه الموقف الجميل: “وانا والحبيب قاعدين سوا على شط النيل”
– ومن كلمات عزيز أباظة فى قصيدته الرائعة “همسة حائرة” والتى يقال أنه كتبها لقرينته وحبيبته بعد موتها: “يا منية النفس مانفسي بناجية/ وقد عصفت بها نأيا وهجرنا، أضنيت أسوان ماترقا مدامعه/ وهجت فوق حشايا السهد حيرانا” ويروح يتذكر: “هل تذكرين بشط النيل مجلسنا/ نشكو هوانا فنفنى فى شكاوانا، تنساب فى همسات الماء أنتنا/ وتستثير سكون الليل نجوانا”
– وفى أنشودة القمح الليلة من كلمات حسين السيد يصف النيل ب” لولى من نظم سيده متحكم بين عبيده/أرواحنا ملك ايده وحياتنا بيه،وللنيل: “من شهدك كنت بترويها والخير اهى هلت مواعيده، والنيل على طول بعاده/ فات اهله وفات بلاده/ جاله يجرى فى ميعاده علشان يرويه”
– وفى رائعته” اجرى يا نيل” لحسين السيد أيضا يغنى: “اجرى يا نيل واسبق الأشواق وفيض بيها/ لجل الشعور الدهب وارويها واحكيها” .. ويواصل صوره الجميلة “اجرى يانيل وبص للدنيا باحوالك.. الساقية ويا الارغول والشاغل ويا المشغول/يتقابلوا والليل مسدول بالقمرة والسهرة تطول/والموج الخمرى نشوته تسرى ياهنا الموعود/كل مين زاره يلقي اسراره فى العيون السود”
– وفى نشيد الجهاد للعم الثرى “مأمون الشناوى” ان بدا للنيل يوم خطرا/ لاندفعنا وسبقنا الخطرا، او مشي فى شاطئيه معتد/لزرعنا شاطئيه شررا، كل مصرى ينادى انا ملك لبلادى/قلبي يمينى لسانى روحى فدى اوطاني/كان الجهاد امانى واليوم يوم الجهاد”
– وفى رائعة أمين عزت الهجين “حب الوطن فرض عليا” يغنى عبد الوهاب: “يامصر انا رضعت هواكى من الصبا وجرى ف دمى/ احب نيلك وسماكى انت ابويا انت امى/ارواحنا وشبابنا فداكى وفداكى روحى وعنيا” ثم يواصل: “ماليش يا مصر حبيب غيرك اميل اليه فى الدنيا دى/دانا اللى متربى فى خيرك وازاى راح انسي هوى بلادى/ونيلك الحلو الصافي افديه بروحى وعنيا”
– ويغنى للأخطل الصغير بشارة الخورى من لبنان عن مصر “انزلت ايات العلا فى جبينك فاذا الشرق كله طور سينك … ايها النيل يا حبيب الرياحين/ عيون الازهار نسج عيونك/املأ الشاطئين شعرا وحبا فجناح الهوى شراع سفينك/ فتن الكون منذ موجد الكون استعارت فتونها من فتونك”
– وفى رائعة محمود حسن اسماعيل: مصر نادتنا فلبينا نداها، يغنى: “اجرى يا نيل عزيزا فى الوجود/وارو للايام تاريخ الجدود/ وانهضى يا جنة الدنيا وسودى/واعيدى مجدك الماضى اعيدى/بأس احرارك من بأس الحديد/فاثبتى كالطود فى يوم الصراع/نحن جند النصر ابطال الدفاع يوم يدعونا لنار الهول داع”
– وفى رائعته كليوباترا لعلى محمود طه، يغنى: كليوباترا؟ اى حلم من لياليك الحسان طاف بالموج فغنى وتغنى الشاطئان” .. وعلى لسان كليوباترا تقول: “يا ضفاف النيل بالله وياخضر الروابى/ هل رأيتن على النهر فتى غض الاهاب/اسمر الجبهة كالخمرة فى النور المذاب/ سابحا فى زورق من صنع احلام الشباب/ ان يكن مر وحيا من بعيد او قريب/فصفيه واعيدى وصفه فهو حبيبى/يا حبيبي هذه ليلة حبى آه لو شاركتنى افراح قلبى”
– ويواصل على محمود طه هيامه بكليوباترا فى رائعته الجندول فيغنى عبد الوهاب: “اين من عينيى هاتيك المجال ياعروس البحر يا حلم الخيال .. قلت والنشوة تسرى فى لسانى هاجت الذكرى فأين الهرمان/اين وادى السحر صداح المعانى اين ماء النيل اين الضفتان/ آه لو كنت معى نختال عبره بشراع تسبح الانجم إثره/حيث يروى الموج فى ارخم نبره/حلم ليل من ليالى كليوباترا”
– وفى قصيدة الكرنك لأحمد فتحى يغنى: “حلم لاح لعين الساهر وتهادى فى خيال عابر/وهفا بين سكون الخاطر يصل الماضى بيمن الحاضر.. ذلك الطائر مخضوب الجناح يسعد الليل بآيات الصباح/ويغنى فى غدو ورواح بين اغصان وورد ناضر/فى رياض نضر الله ثراها وسقى من كرم النيل رباها/ومشى الفجر اليها فطواها بين افراح الضياء الغامر”
– واختتم بالملحمة الرائعة “النهر الخالد” لمحمود حسن اسماعيل وهى من وجهة نظرى: كلمات ولحن وغناء ملحمة رائعة، فى وصف النيل وفى عطائه وفى خلوده وسفره الطويل: “مسافر زاده الخيال والسحر والعطر والظلال/ظمآن والكأس فى يديه والحب والفن والجمال/ شابت على أرضه الليالى وضيعت عمرها الجبال” وفى الكوبليه الأخير يصر عبد الوهاب ان يضع يده هو شخصيا فى الملحمة بعزفه على العود – رغم ان كل ماقدمنا من اغان من تلحين عبد الوهاب وغنائه- ” سمعت فى شطك الجميل ماقالت الريح للنخيل/ يسبح الطير ام يغنى ويشرح الحب للخميل وأغصن تلك ام صبايا شربن من خمرة الأصيل”
هذا بعض ماقدم هرم الموسيقى المصرية محمد عبد الوهاب، عرفانا للنيل وسخائه على مر الدهور،
وقد كانت الفكرة للصديق سامى نصار الوهابى العتيد تناقشنا فيها وقررت إثباتها..
رمضان كريم وكل سنة وانتوا بخير
…. ويسعد أوقاتكم

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى