مفكرون

احمد عصيد | كسوف الشمس…بين العلم والخرافات

<

div dir=”rtl” class=”_5wj-“> ينتظر أن يشهد العالم، يوم الأحد 21 يونيو الجاري، حدوث كسوف "الشمس الحلقي" الذي يبدأ مساره على الساعة الرابعة و47 دقيقة صباحا (حسب التوقيت العالمي) في وسط افريقيا ابتداء من الكونغو، ومرورا بالسودان واثيوبيا واليمن وباكستان والهند والصين وتايوان، قبل أن ينتهي في المحيط الهادئ.

ويحدث الكسوف الحلقي في بداية الشهر القمري حينما تكون الشمس والقمر والأرض على "استقامة واحدة" وهي ما تسمى بالاقتران، ويوجد القمر في أبعد نقطة في مداره الأهليلجي (البيضاوي) حول الأرض، حيث الحجم الظاهري للقمر أقل بقليل من قرص الشمس ولا يحجب أشعتها بشكل كامل، بل تظهر حلقة دائرية من الضوء تحيط بالقمر المعروفة بـ"حلقة النار".

وفي هذه الحالة يمكن أيضا رؤية "كسوف جزئي" بنسبة متفاوتة في شرق وشمال إفريقيا ومعظم دول الشرق الأوسط.

وينبغي عدم النظر مباشرة إلى الشمس بالعين المجردة، إلا باستعمال الأجهزة الوقائية والآمنة، مثل ارتداء نظارات الكسوف الشمسي، وذلك لأجل الحفاظ على ـ///ــلامة العين.

ورغم أن الأمر يتعلق بمجال علمي، فإنه تصاحب هذه الظاهرة الفلكية أساطير ومعتقدات لدى معظم الثقافات والديانات، إذ تشير بعض الأفكار إلى أن هذه الظاهرة ما هي إلا دليل على ابتلاع الشيطان للشمس، ونذير شؤم ومؤشر على نهاية العالم.

وتربطها بعض المعتقدات بتنبيه على موت إنسان عظيم، ولها علاقة بالكوارث الطبيعية كالزلازل والأوبئة والغضب الإلهي الذي يخوف عباده، مما يدفع الانسان إلى القيام ببعض الطقوس للتخلص من الذنوب والمعاصي كالتطهير والغسل وتقديم القرابين والدعاء والصلاة.

العلم يؤكد أن الكسوف حدث كوني طبيعي ولا علاقة له بالوقائع والأحداث التاريخية، حيث تشكل ظاهرة الكسوف فرصة هامة بالنسبة للعلماء للقيام بالبحوث العلمية الضرورية لتفسير الظاهرة، لاسيما دراسة طبقات وغلاف الشمس.

وتشير بعض الدراسات العلمية إلى أن "الكسوف الكلي" سيندثر على مدى البعيد، لكون المسافة الفاصلة بين القمر والأرض تزداد بنحو 3.8 سم/سنة، ويؤدي ابتعاده من الأرض إلى تقليص الحجم الظاهري للقمر ويصبح صغيرا لتغطية قرص الشمس بأكمله.

ويقع القمر حاليا في المسافة المناسبة بالنسبة للأرض، مما يجعلنا نتمكن من الاستمتاع بأن نكون شاهدين على هذه الظاهرة الفلكية الرائعة والمثيرة، وذلك قبل اندثارها (الكسوف الكلي) بعد حوالي 600 مليون سنة لتصبح جزءا من تاريخ كوكبنا الأزرق.



احمد عصيد | ناشط حقوقي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى