كتّاب

إلى حبيب…


إلى حبيب
“بسم الله على حبيبي”

لقد هطل الغمام عليَّ طِيْبا
وحوّل كل أشجاري قلوبا

أعاد إلى الطفولة محتواها
وطيّر فيّ عصفوراً طروبا

دخلت إلى القصيدة قبل بيتي
غريباً وانتظرتُ لها غريبا

أسامينا “وشو تعبوا” عليها
أهالينا الكرام لنستجيبا

عناقيد الأسامي في يدينا
نوزّعها نبيذاً أو زبيبا

ككل فراشةٍ سمّيتُ قلبي
وقالت أمّهُ بعدي حبيبا

نحبّ حياتنا وتكون أحلى
مع الأطفال حين نشُعُّ شيبا

ولو شاخ البنفسج دون طفلٍ
لأصبح كل بستانٍ كئيبا

أبونا في الأعالي كل صبحٍ
يضيف إلى الأغاني عندليبا

يزوّج نجمةً من زوج أخرى
ويستمني هلالاً أو صليبا

ألا ليت الكبير يكفّ عنا
المنابر والعساكر والحروبا

ولو أمٌّ كأمك يا صغيري
على وطنٍ لكان بها مهيبا

لقد بعنا مخالبنا وضعنا
وصارت عنزة الجيران ذيبا

خرجت من القصيدة لا تلمني
فكل زماننا أضحى عيوبا

خرجت من القصيدة خلف حزنٍ
تزيد بهِ منافينا ثقوبا

أعدني للثمالة يا حبيبي
فإني ما سمعت لها دبيبا

ودع عنك الحديث عن المنافي
وعن بلدٍ نزيد به كروبا

أحبك أنت معبوداً إذا ما
تباعد غيره أمسى قرييا

أحب يداً تكاد تكون ريحاً
إذا هبّتْ شمالا أو جنوبا

نشيجك في القماط كأنّ عطرا
وموسيقا هنالك لا نحيبا

تشد ظفائر الألوان عينٌ
وتحرس عينك الأخرى الدروبا

ويرتبك الملائك حين تغفو
وتضحك للإله.. ترى الغيوبا

أعدني مرةً أخرى لأمي
صغيرا لا يفكر أن يغيبا

بلادك يا حبيبي كل يومٍ
تكحّ دماً ولا تعطي حليبا


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

عامر السعيدي

أغنية راعي الريح

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى