كتّابمفكرون

“إعادة اكتشاف التاريخ الإسلامي”…


“إعادة اكتشاف التاريخ الإسلامي”
لم يعد خافيا أن التاريخ الاسلامي منذ الهجرة وخلال عهود الخلافة بتنوعها, قد اعيد اكتشافه, وقد وضح أن كثيرا جدا منه كان قد أخفي عمدا, لما يتسم به من دموية وعنف لم يكن مبررا, وتناقضات بعيدة كل البعد عن أغراض الدعوة ونشر الدين.
ولم يعد خافيا أن المتاجرين بالدين والمستفيدين منه وكهنة الملوك علي مر التاريخ, قد استخدموا الإخفاء والإنكار وليّ حقائق الأحداث تبريرا لشرعنة الحكام وأعمالها وتجاوزاتها في حق الإنسان, وحفاظا علي مكتسباتهم الخاصة.
وكانت النتيجة أننا وصلنا الي القرن العشرين والواحد والعشرين ونحن لا نعرف من التاريخ الإسلامي الا القليل, رغم محاولات التنوير القليلة والتي لم تجد لها صدي لدي الجموع المغيبة قليلة العلم والثقافة, وقد كان غياب العلم والثقافة مقصودا حماية للنظم الحاكمة وعملاء الدين ومكتسباتهم, فحكم الشعوب الجاهلة واللعب بها أيسر كثيرا من الشعوب العارفة.
ولكن ما أن انفتح العالم بعضه علي بعض بفعل (الانترنت) أولا وعوامل أخري حتي بدأت تتكشف الحقائق ولم يعد اخفاؤها سهلا, رغم محاولات رجال الدين التشويش عليها بإدعاء التخصص, وتبريراتهم غير الموضوعية.
وعلي سبيل المثال لم يكن أحد يعرف أو يصدق أن عدد الحروب التي شنها المسلمون ما بين الهجرة وحتي بدء الخلافة يصل الي السبعين حربا, قتل فيها ما يفوق الألف رجل من غير المسلمين, وكان الكثير منها يهدف الي الحصول علي الغنائم لتوفير الأموال للدولة الناشئة في المدينة وهو ما كان واضحا في السنة الثانية للهجرة حيث حوت العدد الأكبر من هذه الحروب, وليس من الغريب أن يطلق عليها لفظ (الغزوات) حيث أن الغزوة هي السير الي مكان العدو لقتاله, وهي بالتبعية ليست دفاعا عن النفس أو الأرض, والادعاء بأن أهدافها كانت نشر الدعوة, مردود عليه بأن العقيدة مكانها العقل وهي تأتي اقتناعا ولا تأتي قسرا وقتلا ونهبا وسبيا وتخريبا, ويأتي مثال قتل خالد بن الوليد لرجال قبيلة بني جذيمة مع انهم كانوا مسلمين, وتبرؤ الرسول من فعلته برهانا علي ذلك.
هذه حقيقة واحدة من ضمن حقائق كثيرة يتعجب لها الناس بل يرفضونها ويكذبونها بشكل عاطفي دون دراية وعقل وإدراك, وتأتي الطامة الكبري عندما يتعلق الأمر بجوهر العقيدة ومشتملاتها وتفرعاتها الكثيرة, حيث ينفجر الغضب بين العامة قبل الخاصة, في تصميم غير مفهوم علي بقاء المفاهيم الخاطئة التي نقلت الينا عبر عصور طويلة غابرة حدث فيها ما حدث وبقيت كما هي دون بحث أو تصويب.
ليس جديدا أن نتحدث عن رفض رجال الدين اعمال العقل والتدبر في النصوص بغير ما يقولون, لأسباب متعددة أهمها اطلاقا هو الطريقة التي تربوا عليها ووصلوا بها الي مواقعهم والتي اعتمدت في الأساس علي جمع أكبر عدد ممكن من الأخبار والمعلومات المنقولة وشرحها وشرح شروحها كما هي بحواشيها وحواشي حواشيها, وهي بالفعل كثيرة جدا تفوق قدرات التذكر لدي الانسان, فقسموها واعتمدوا تلك التقسيمات كتخصصات مختلفة, دون اجتهاد أو محاولة إعادة الفهم للنصوص الأصلية بعد أن غرقوا في تفاصيلها وتفريعاتها, وهو ما يفسر تضارب الآراء, والقول بالشيء وعكسه كما يفعل شيخ الأزهر الحالي, الذي اختلفت أقواله التي يصرح بها في الداخل عن تلك التي أعلنها في البوندستاح مثلا.
هم يعرفون أن بالاقتراب من تلك المسائل ستبور تجارتهم, وسينفجر المجتهدون في وجوههم, ويعلنون العصيان علي كل هذه الشرور التي سمموا بها حياتنا علي مرّ الزمان.
#بالعقل_والهداوة

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Sameer Zain-Elabideen سمير زين العابدين

خريج الكلية الحربية فبراير 1969, أعمل حاليا في النظر حولي وأشياء أخري, عقلي هو إمامي ورئيسي

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى