كتّاب

إذن لنا أن نفترض أن محمدا كان لايعارض قومه فى عبادتهم ويمارس…


إذن لنا أن نفترض أن محمدا كان لايعارض قومه فى عبادتهم ويمارس طقوسهم الدينية حتى ولو لم يكن مقتنعا بها، ووخاصة لو علمنا أنه كان واحد من الذين أعادوا بناء الكعبة بعد أن دمرها السيل قبل النبوة ووضعوا فيها الأصنام، ولكونه كان معتادا عند عودته لمكة بعد كل رحلة أن يطوف بالكعبة أولا قبل أن يرجع بيته.!
والقرآن نفسه يشير إلى هذا فى قوله”ووجدك ضالا فهدى”.!
ولكن الكهنة بالطبع يرفضون هذه الأحاديث باعتبارها مدسوسة، أما الآية القرآنية التى تقرر أن محمدا كان ضالا فهداه الله، فمعناها عندهم أنه قد ضل أى تاه ذات مرة فى الجبل وهو يرعى الغنم فدله الله على الطريق الصحيح للبيت، وليس الضلال ضلالا فكريا كما يزعم الملاحدة، فالأنبياء معصومة من الأخطاء جميعا، فمابالك بالكفر نفسه؟:

“وحيث ثبت أن الرسول هو المثل الأعلى فى أمته، إذ هو الأسوة الحسنة بشهادة الله له، ووجب أن لا يدخل شئ من إعتقاداته، وأفعاله وأقوله وأخلاقه معصية لله، وقد حفظ الله تعالى نبينا منذ طفولته، عصمه من أفعال الجاهلية فى صغره وشبابه، إلى أن جاءته النبوة فأكملت عليه النعمة.”( العقيدة الإسلامية، عبد الرحمن حبنكة، ص 24 ).!

إذن فالنبى محمد كما يرى المفكرون المسلمون معصوم من الخطأ قبل وبعد البعثة.

“لقد حفظ الله نبيه وحبيبه من أفعال الجاهلية المشينة، وبغض إليه الأوثان بغضا شديدا، كما كره إليه العادات الدميمة، فلم يكن يكشف عورته قبل البعثة، ولم يكن يسمع لغناء قط، ولم يسجد لصنم أبدا، ولم يشرب الخمر مطلقا، ولم يذبح للأصنام، ولم يدخل فى يهودية أو نصرانية.” (محمد رسول الله وكفى، عبد الرزاق زلوم، ص 35 ).!

وماذا لو رفض أحدهم هذه العصمة؟:

“أجمع عوام أهل العلم على أن من سب النبى يقتل، ولا نعلم خلافا فى إستباحة دمه بين علماء الأمصار وأئمة الأمة.” ( الشفاء، القاضى عياض، ج2 ص 474 ).!

من سب النبى أو شتمه أو عابه أو تنقصه، فإنه يقتل كالزنديق”. ( تفسير ابن كثير، 2ج ص 235 ).!

ولهذا مات النقد الدينى ونقد النبى محمد فى العالم الإسلامى، فمن ذا الذى يعطى رقبته طوعا لكهنة الإسلام ليقتلوه دفاعا عن نبيهم الأعظم؟
ولكن هذا لم يمنع الملاحدة والكفرة من التساؤل:

“ماذا نتوقع من طفل من أبوين مشركين يتيم فى الصغر ونشأ وترعرع فى بيئة قد استفحل فيها الشرك والضلال”. ( نبى الإسلام تحت المجهر، الشيخ المقدسى، ص 19 ).!

ولايعيب محمدا ان يكون قد عبد الأصنام قبل أن يصبح رسولا لله، ولكن المسلمين كما قلت يرفضون هذا الرأى بشدة، ولكننا نقرره باعتباره إحتمال وارد ولانرى فيه مايشين، فمحمد كان على وفاق مع قومه حتى سن الأربعين، ولكى يحصل الرجل على الإحترام فى وسط قومه فلابد على الأقل أن يراعى تقاليدهم ويقدس مايقدسونه وإلا أصبح منبوذا منهم.!


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫9 تعليقات

  1. لو كان الموضوع موضوع رفض عبادة الاصنام والتوحيد والدعوة للفضيلة فهناك من جاء قبل النبي ودعى بالتوحيد وهم “الأحناف” وعلى رأسهم أمية بن أبي الصلت!

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى