مفكرون

#أنا_والعندليب….


#أنا_والعندليب.

عندما دخلت العشرين من عمري، أي قبل ما يقارب 18 عام، كنت مولعلاً بالعندليب #عبدالحليم_حافظ.
أعشقه عشقاً جنونياً وصل إلى حد التعصّب له، اشتريت جميع أغانيه وحفظتها عن ظهر قلب، ولا زلت أحتفظ بتلك الأشرطة حتى اليوم.
اشتريت كتاباً يتحدث عن حياته الشخصية، ومن ضمن ما قرأته أنه لا يشرب الخمور ولا يُدخّن وكان يقوم بإحضار أحد القُرّاء ليقرأ له القرآن في بيته كل يوم جمعة، أُعجبت كثيراً بهذا الكلام، (لعلّ وعسى أن يشفع له هذا العمل #يوم_القيامة)
فنقلت هذا الكلام إلى أحد المقربين مني والذي كان ينتقد حُبي الشديد للعندليب.
فقال لي بسخرية وشماتة: لن ينفعه كل هذا العمل، هو في النار لأن الغناء حرااااام.
وسيبقى يحمل أوزار كل من يسمع أغانية حتى تقوم الساعة!!
قلت في نفسي: لماذا يارب!! لما كل هذه القسوة؟
لماذا رزقته صوتاً جميلاً طالما أنك حرّمت الغناء؟
بدأ خوفي من الله يزداد.
صرت أعبده خوفاً منه وليس حباً فيه.
مع أن #الله يُعبد بالمحبة ولا يُعبد بالخوف والترهيب.
فلا معنى للعبادة إذا كانت قائمة على الخوف!!
كنت أسمع محاضرات لأحد كهنة الدين وهو يستهزئ بالعندليب ويتوعده (ضمنياً) بنار جهنم لمجرد أنه غنّى!!
كنت أشاهد الفيديوهات والتي كان عنوانها (الأفاعي تخرج من قبر عبدالحليم حافظ)
ازدادت نقمتي.
كنت أتسائل لما كل هذا؟
ماهي الجريمة التي ارتكبها هذا الانسان البسيط ليُعذب بكل انواع العذاب؟
ألهذه الدرجة إلهُنا قاسي؟
هو لم يقتل أحداً
لم يحقد على أحد
لم يكره أحد
لم يُحرّض على أحد
لم يزرع العنصرية ولا الطائفية
لم يحمل ولم يتبنى أفكاراً اجرامية
كانت رسالته هي رسالة سلام ومحبة أوصلها لنا بصوته العذب.
بينما من يقتل ويُفجّر ويُحرض على الطائفية والعنصرية يتنبّأون له في جنات النعيم!!
ماهذا المعادلة!!!
مضت السنوات ونبذت كل ما تعلمته وراء ظهري وانكببت على كتاب الله كأني اقرأه لأول مرة.
تفحصت كل كلمة فيه وبحثت في كل آية فيه (ولا زلت وسأزال أبحث)
رميت بكل ما تعلمته من كهنة الدين وضربت به عرض الحائط.
وجدت أن الله بريء من كل هذا العنف!
وجدت أني أعبد إلهاً جميلاً ويحب الجمال.
وجدت أن الله خلق الدنيا ونعميها وملذاتها لأجلنا.
أحببت ربي كثيراً وازداد حبي له.
صرت أعبده حباً به وليس خوفاً منه.
وجدت أن الله لم يُحرّم علينا ما كان يدّعيه كهنة الدين.
وجدت أن كهنة الدين اخترعوا مصدراً آخراً للدين أطلقوا عليه اسم (الأحاديث) وجعلوه أصل الدين والقاضي على كتاب الله!!
كتبوه على مقاسهم وبما يتوافق مع أفكارهم.
ولأنهم يكرهون الحياة (ماعدا النساء فيها) فإنهم:
حرّموا الغناء
حرّموا الموسيقى
حرّموا الفن
حرموا الرسم
حرّموا التصوير
حرموا النحت
حرموا الرقص
حرموا الابداع
اخترعوا عذاباً للقبر
حرموا كل ماهو جميل
وفي المقابل:
أحلّوا قطع الرؤوس
أحلّوا قتل تارك الصلاة
أحلّوا رجم الزاني
أحلوا قطع يد السارق
أحلّوا ارضاع الكبير
أحلوا ضرب الزوجة
أحلّوا ضرب الطفل من أجل الصلاة
أحلّوا شرب بول البعير
قتلوا فينا الحياة!!
وحلّلوا كل ما هو عنيف وإجرامي.
الله بريء من كل تلك المحرّمات.
الله بريء من كل تلك المحلّلات.
الله بريء من كل ما قالوه عنه.
لا زلت أعشق العندليب وازداد عشقي لصوته ولأصحاب الزمن الجميل:
عبدالحليم
#أم_كلثوم
#وردة
#ياس_خضر
#ميادة
#نجاة
#عبدالوهاب
#فيروز
وغيرهم الكثير
أنهيتي مقالتي هذه وأنا أُتمتم بقارئة الفنجان…..

#شغّل_عقلك.
Hussein Alkhalil


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Hussein Alkhalil

الجدال والنقاش مع المغيبين مضيعة للوقت، قل الفكرة واترك له حرية التفكير، إن كان له عقل يفكّر.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى