كتّاب

“أمن بلادي هو الأهم”…


“أمن بلادي هو الأهم”
للتنويري الكبير المُستشار أحمد عبده ماهر ..

منذ بداية شبابي حينما كنت ضابطا بالجيش لم يدر بخلد اي واحد من الضباط او الجنود أن هذا مسلم او أن ذاك مسيحي.

لكن بعد أن خرجت إلى المعاش برتبة العميد لعدم اللياقة الطبية للخدمة العسكرية بنسبة عجز بلغت ٨٩% فوجئت بأني وجدت نفسي بمجتمع به تفرقة بين المسلم والمسيحي تصل لدرجة ان التكفير صار ثقافة مجتمعية تلوكها ألسن السفهاء.

وفوجئت بشاب في سن اصغر من أولادي إسمه عبد الله رشدي يقول علانية بالتلفاز وبكل ثقة بأن كل مسيحي فهو كافر وأن كل من لا يدين بدين الإسلام فهو كافر مما اضطرني للإنسحاب من أمامه من الحلقات التليفزيونية التي جمعتنا مرتان متتاليتان في قناتين تليفزيونتين.

وللأسف مر هذا الحدث مرور الكرام دون عقاب ولا حتى عتاب من اي مسئول بل وجدت من يبررون له تلك النقائص الفكرية والشذوذ الاخلاقي.

ووجدت رجلا آخر إسمه الشيخ مبروك عطية يستخف بموعظة الجبل المسطورة بالإنجيل ويتندر على سيدنا عيسى بتعبير غير لائق ويكرره مرتان بفيديو تم نشره على الكافة على الهواء مباشرة.

ثم وجدت من يقول بأن انتصارات اكتوبر أعز الله بها العرب والمسلمين…ولم يعتذر ولم يستدرك ما فاته.

وتوالت الاحداث من ذلك الصنف الكئيب من اشخاص آخرين وجميعهم يظنون بأنهم رجال دين او متدينون يحبون الإسلام بينما هم يقدمون أسوأ المثل لما يجب أن تكون عليه الدعوة الإسلامية الحبيبة والمظلومة من ألسنة هؤلاء وأفواههم.

لذلك وبصفتي حاربت لأجل بلدي الطيب كل حروبها ومعاركها الحربية بدءا من حرب عام ١٩٦٧ وحتى حرب التحرير عام ١٩٧٣ بل وكنت احد ضباط المخابرات الحربية وتقلدت منصب مقاومة النشاط الديني المتطرف…

وحاليا فأنا اقاوم ذلك التطرف والشذوذ الديني الذي قصم ظهر بلدان كثيرة حولنا ويحاول بغباء ان ينتشر ببلدي الحبيب ويصنع الكراهية بين نسيج شعبها الطيب.

لذلك فإني ارى وأقترح ضرورة ملحة لوجود تشريع قانوني عقابي صريح لعلاج تلك الظاهرة التي تفشت بالبلاد من قلوب مريضة لم تتعلم القرآن كما ينبغي ويتصور اصحابها بأنهم على دين أو أنهم رجال دين.

بينما نحن بصدد ذئاب متطرفة تقوم بتكفير كل من خالفها العقيدة وحتى من خالفهم الرأي مما سيودي بأمن البلاد حال استمرار ذلك الزخم المريض.
كما يجب العمل على وقفه بكل حسم وحزم أمانا لوطني الحبيب وشعبنا الطيب مع كل الإحترام للسادة الزملاء القائمين بميدان الأمن بكل صنوفه لكن لابد من مساندتهم بتشريع عقابي واضح وخطوات تنفيذية جادة في مواجهة الجميع بلا استثناء.
مستشار/أحمد عبده ماهر
محام بالنقض وباحث مسلم


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Abanoub Fawzy ابانوب فوزي

شاعر ـ كاتب قبطي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى