مفكرون

#وما_ينطق_عن_الهوى….


#وما_ينطق_عن_الهوى.

من أكثر #الآيات التي يستدل بها مُتبعي كُتب الظن، هي قوله تعالى (وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلْهَوَىٰٓ ۞ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْىٌ يُوحَىٰ) [النجم 3-4]
هل قال #الله (وما 👈يقول👉 عن الهوى)؟
لا لم يقل ذلك.
حسناً.
ماهو الفرق اذاً بين النطق والقول؟
✅ النطق: له مفهومان:
1️⃣ هو نقل الكلام من مصدره.
2️⃣ هو التحدث بلسان الحال.
✅ القول: هو مصدر الكلام.
بمعنى أوضح في النوع الأول: الناطق هو من ينقل الكلام من طرف إلى طرف آخر، والقائل هو صاحب الكلام المنقول.
تماماً كما نسمع مقولة (الناطق باسم وزارة الخارجية) أو صرّح ناطقٌ مسؤول، فهذا الشخص (الناطق) يتلو على مسامعنا بيان الوزارة دون زيادة أو نقصان، فهو ينقل لنا كلام ليس كلامه بل كلام الوزارة، وصاحبة الكلام هي الوزارة.
فهذا الشخص الناطق باسم الوزارة، ليست له صلاحية باضافة أو انقاص أي كلمة من وإلى البيان المطلوب التصريح به ونطقه، هو ينطقه للملأ كما استلمه من الوزارة، وجميع الناس تؤمن بأن ما قاله وصرّح به، إنما هو كلام الوزارة وليس كلامه.
أما القائل فهو صاحب الكلام ومصدره الرئيسي.
وبما أن مرجعنا الوحيد للدين هو #كتاب_الله، لنأتي بأدلة على ذلك من مصدر #الدين.
•القول:
✅ (وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِۦ يَٰقَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُم بِٱتِّخَاذِكُمُ ٱلْعِجْلَ)
هنا موسى هو صاحب الكلام ومصدره الرئيسي ولم ينقله عن أحد.
✅ (وَإِذْ قُلْتُمْ يَٰمُوسَىٰ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى ٱللَّهَ جَهْرَةً)
هنا يبين لنا الله أن قوم موسى هم أصحاب القول بأن يروا الله جهرة.
✅ (هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُۥ ۖ قَالَ رَبِّ هَبْ لِى مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً)
فهذا الكلام هو كلام زكريا وهو مصدره الرئيسي.
•النطق:
الدليل الأول هي الآية التي يحتج بها متبعي الظن.
✅ (وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلْهَوَىٰٓ ۞ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْىٌ يُوحَىٰ)
فالله سبحانه وتعالى في هذه الآية يُخبر الناس بأن الكلام الذي جاء به محمد المتمثل بالقرآن، إنما هو كلامي، وأن محمد قد نقله لكم تماماً دون زيادة أو نقصان، وتشمل هذه الآية الحالتين بالنطق.
✅ (ثُمَّ نُكِسُوا۟ عَلَىٰ رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَٰٓؤُلَآءِ يَنطِقُونَ)
في قصة ابراهيم وتكسيره للأصنام، اعترف قومه بأن الأصنام التي كانوا يعكفون عليها لتقربهم إلى الله لا تنطق وتتحدث بلسان الحال.
فمن يدعي أن قوله (وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلْهَوَىٰٓ) هو تشريع للنبي من خارج القرآن، فعليه مراجعة أفكاره ومفاهيمه.
فلو كانت الآية (وما يقول عن الهوى) لاستقام كلامكم، لكن كلام الله واضح (وَمَا 👈يَنطِقُ👉 عَنِ ٱلْهَوَىٰٓ)
فمفهوم (نطق) هو إبراز لما في الباطن إلى الظاهر والواقع، وهو ليس محصوراً بالصوت، وبالتالي ليس بالضرورة أن النطق متعلق بكلام الغير، فهناك النطق بلسان الحال، وهناك النطق بلسان المقال.
فحالة المنطق من النطق، فهذا المنطق هو نص صوتي يصدر من #الرسول، لكن في النهاية النظام الذي يحكم هذا النص اللساني هو خاص ومحدود جداً وهو كتاب الله ولا علاقة للنبي به.
لكن هنا سؤال:
ما مناسبة هذه الآية؟
لماذا أنزلها الله؟
#القرآن يفسر بعضه البعض، ولنفهم الآيات، علينا أن نقرأ الآية من خلال السياق أو نرتل الآيات ترتيلا.
لنقرأ السورة من البداية (وَٱلنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ ۞ مَا 👈ضَلَّ👉 صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ ۞ وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلْهَوَىٰٓ ۞ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْىٌ يُوحَىٰ)
إذاً مفتاح فهم الآية نجدها في قول (مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ)
فنفهم من هذه الآية (دون الحاجة للأكذوبة الكهنوتية المسمّية بـ #أسباب_النزول) أن الناس افتروا على الرسول بالضلال وأنه يأتي بكلام من عنده ويدّعي أنه #كلام _الله، فرد الله عليهم بأن ما ينطقه من #قرآن، إنما هو قولي أنا وأني أوحيت له بهذا الكلام، فهو ينطق بلسان الحال ولسان المقال.

#شغّل_عقلك.
Hussein Alkhalil

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Hussein Alkhalil

الجدال والنقاش مع المغيبين مضيعة للوقت، قل الفكرة واترك له حرية التفكير، إن كان له عقل يفكّر.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى