كتّاب

الإمارات تستأجر مرتزقة للقيام بأعمال إغتيالات في اليمن…


الإمارات تستأجر مرتزقة للقيام بأعمال إغتيالات في اليمن

قمت بترجمة المقال من موقع BuzzFeed News

“مرتزقة أمريكيون مستأجرون لإغتيال سياسيين في الشرق الاوسط
هنالك برنامج اغتيالات مستهدف في اليمن، انا اديره.. لقد قمنا بذلك”

كتب: ارام روستون- صحفي استقصائي لـ BuzzFeed News- واشنطن
16 اكتوبر 2018

حاملين بندقيات رشاشة وفي افواههم حلوى اللولي بوب، يجلس الجنود السابقون في قوة القبعات الخضراء بداخل مدرعة تجوب الشوارع المظلمة لمدينة عدن، الى جانب اثنان من قوات المارينز كانوا مكلفين بالمهمة.
بوصفهم صفوة قوات العمليات الخاصة الأمريكية، فقد تلقوا سنوات من التدريب المتخصص على يد الجيش الأمريكي لحماية الولايات المتحدة لكنهم الآن يعملون لسيد آخر، شركة امريكية خاصة استأجرتها الإمارات العربية المتحدة، ملكية صحراوية صغيرة تقع على الخليج الفارسي.
في تلك الليلة 29 ديسمبر 2015 كانت مهمتهم تقتضي تنفيذ عملية اغتيال.
كان هجومهم المسلح ، الذي وصف لـ BuzzFeed News من قبل اثنين من المشاركين فيه والمدعم بتصوير مسحي من خلال طائرة بدون طيار، هو أول عملية في مشروع ربحي مذهل. لعدة أشهر في اليمن التي مزقتها الحرب ، عمل بعض الجنود الأميركيين الأكثر تدريباً في مهمة مرتزقة غامضون رسمياً لقتل رجال دين بارزين وشخصيات سياسية إسلامية.

كان هدفهم في تلك الليلة: أنصاف علي مايو ، القائد المحلي لحزب الإصلاح الإسلامي. تعتبر الإمارات أن الإصلاح هو الفرع اليمني لجماعة الإخوان المسلمين العالمية، والتي تسميها الإمارات منظمة إرهابية. يصر العديد من الخبراء على أن حزب الإصلاح ، الذي فاز أحد أعضائه بجائزة نوبل للسلام ، ليس جماعة إرهابية ويقولون انه حزب سياسي شرعي لا يهدد دولة الإمارات من خلال العنف، بل بالتحدث ضد طموحاتها في اليمن.

كانت خطة المرتزقة هي وضع قنبلة موصولة بشظايا على باب مقر الإصلاح الذي يقع بالقرب من ملعب كرة قدم في عدن ، وهي ميناء رئيسي يمني. يقول احد قادة المهمة: “كان من المفترض أن يدمر الانفجار المكتب ويقتل جميع من فيه”.

عندما وصلوا في الساعة 9:57 ليلاً ، كل شيئ كان يبدوا هادئاً، الرجال تسللوا من سيارات الدفع الرباعي ، والبنادق على أهبة الاستعداد. حمل أحدهم الشحنة المتفجرة نحو المبنى. ولكن عندما اوشك على الوصول إلى الباب ، فتح عضو آخر من الفريق النار، وتبادلوا اطلاق النار مع مصدر رصاص اخر على طول الشارع الخافت ، وفشلت خطتهم التي كانت مصممة بعناية.
كانت العملية ضد مايو – وعرفت كذلك في ذلك الوقت ولكن لم يكن معروفًا من قبل ان مرتزقة أميركيين – يمثلون هذه النقطة الجوهرية في الحرب داخل اليمن ، الحرب الوحشية التي جوعت الأطفال، وقصفت القرى، وأتت بالأوبئة كالكوليرا للسكان المدنيين. وكان هذا التفجير هو أول هجوم في سلسلة من الاغتيالات التي لم يعرف مرتكبها وأدت إلى مقتل أكثر من عشرين من قادة الجماعة.

الشركة التي استأجرت الجنود ونفذت الهجوم هي Spear Operations Group ، التي تأسست في ولاية ديلاوير وأسسها أبراهام جولان، وهو متعاقد أمني هنغاري اسرائيلي وصاحب كاريزما عالية، يعيش خارج بيتسبرغ وقاد تلك العملية ضد مايو.

تقود الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية تحالفًا من تسعة بلدان في اليمن، حيث يخوضون حربًا بالوكالة ضد إيران. تساعد الولايات المتحدة الجانب السعودي الإماراتي من خلال توفير الأسلحة والمعلومات الاستخباراتية وغيرها من أشكال الدعم.

لم يستجب المكتب الصحفي لسفارة الولايات المتحدة في الإمارات العربية المتحدة ، بالإضافة إلى شركة هاربر جروب التابعة لشئونها العامة، لإجراء اي مكالمات هاتفية ولم يردوا على رسائل البريد الالكتروني المتعددة.

إن الكشف عن أن الامارات استأجرت الأمريكيين لتنفيذ الاغتيالات تأتي في لحظة يتركز فيه اهتمام العالم على القتل المزعوم للصحافي المعارض جمال خاشقجي من قبل المملكة العربية السعودية ، وهو نظام استبدادي له علاقات وثيقة مع كل من الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة. (لم ترد السفارة السعودية في الولايات المتحدة على طلب التعليق حول الأمر، وقد نفت الرياض أنها قتلت خاشقجي ، رغم أن تقارير إخبارية تشير إلى أنها تفكر في إلقاء اللوم على استخدام اساليب خاطئة اثناء استجوابه).

وقال جولان نه وخلال فترة عمل شركته في اليمن، كان فريقه مسؤولاً عن عدد من الاغتيالات البارزة في الحرب، رغم أنه رفض تحديد أي منها. وقال إن الولايات المتحدة بحاجة إلى برنامج اغتيال مماثل للنموذج الذي نشره.
“أنا فقط أريد أن يكون هناك نقاش”، يقول. “ربما أنا وحش، ربما يجب أن أكون في السجن، ربما أنا شخص سيئ، لكنني محق “.

تمثل مهام الاغتيالات الخاصة التي تقوم بها Spear Operations Group التقاء ثلاثة تطورات من شأنها تغيير شكل الحرب في اي مكان حول العالم:
– تحويل شكل مكافحة الإرهاب الحديث بعيداً عن اهدافه العسكرية التقليدية – مثل تدمير مناطق القتال العسكري، أو مواقع المدافع، أو الثكنات، الى قتل أفراد معينين، وإعادة تشكيل الحرب إلى حد كبير في الاغتيالات المنظمة.
– أصبحت الحروب مخصخصة بشكل متزايد، مع قيام العديد من الدول بالاستعانة بمصادر خارجية لخدمات الدعم العسكري للمقاولين الأمنيين الخاصين، مما جعل القتال في الخطوط الأمامية بمثابة الوظيفة الوحيدة التي لم تتعاقد الولايات المتحدة والعديد من الجيوش الأخرى فيها لمشاريع ربحية.
– اعتمدت الحروب الأمريكية الطويلة في أفغانستان والعراق بشكل كبير على قوات النخبة الخاصة، مما أنتج عشرات الآلاف من الكوماندوز الأمريكيين المدربين تدريبا عاليا مكنهم من المطالبة بمرتبات عالية من القطاع الخاص للتعاقدات الدفاعية أو العمل كمرتزقة بشكل صريح.
خلال مهمة Spear Operations Group في اليمن، تقاربت هذه الاتجاهات في أعمال جديدة ومحرقة: تعاقدات قتل عسكري والذي نفذه مقاتلون امريكيون مهرة.

ويقول الخبراء انه من غير المتصور أن الولايات المتحدة لم تكن تعلم أن الإمارات وهي التي تدربها وتسلحها على كافة المستويات تقريبا، قد استأجرت شركة أمريكية يعمل بها قدامى المحاربين الأمريكيين لتنفيذ برنامج اغتيالات في حرب تراقبها عن كثب.

وكان أحد المرتزقة- وفقاً لثلاثة مصادر على دراية بالعملية- يعمل مع “الفرع الميداني” التابع لوكالة الاستخبارات المركزية الامريكية، وهو ما يوازي قوات الجيش الخاصة. فيما كان آخر رقيب قوات خاصة في الحرس الوطني المسلح لولاية ماريلاند، وآخر- وفقاً لأربعة أشخاص عرفوه- كان لا يزال في قوات الاحتياط البحرية ولديه تصريح سري للغاية. لقد كان أحد المخضرمين في فريق SEAL 6 او DEVGRU (قوات البحرية الحربية الخاصة التابعة للبحرية الأمريكية) حسبما أفادت مصادر BuzzFeed News.
وصفت صحيفة نيويورك تايمز ذات مرة وحدة النخبة، الشهيرة بقتل أسامة بن لادن بأنها “آلية إبادة بشرية عالمية مع إشراف خارجي محدود”.

وقالت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية إنه ليس لديها أي معلومات عن برنامج الاغتيال الذي ينفذه المرتزقة، ورفضت قيادة الحرب الخاصة بالبحرية التعليق فيما أخبر مسؤول سابق في وكالة الاستخبارات المركزية عمل في الإمارات العربية المتحدة في البداية BuzzFeed News أنه لا سبيل إلى السماح للأمريكيين بالمشاركة في مثل هذا البرنامج. ولكن بعد ان تحقق من الأمر عاود الاتصال قائلاً: “لقد كان هناك أشخاص يقومون بشكل أساسي بما قلتموه”. كان مندهشًا واضاف: “لكن ما هي إجراءات التدقيق للتأكد من أن الرجل الذي اشرتم اليه هو حقًا رجل سيئ؟” واضاف: إن المرتزقة كانوا “تقريباً مثل فرقة قتل”.

وسواء كان من غير الواضح ان عملية مرتزقة Spear تنتهك القانون الأمريكي ام لا وهو امر مفاجئ، فمن ناحية أخرى فإن قانون الولايات المتحدة ينص على انه من غير المشروع “التآمر لقتل أو خطف أو تشويه” أي شخص في بلد آخر، ومن المفترض أن تقوم وزارة الخارجية بتنظيم عمل الشركات التي تقدم خدمات عسكرية إلى دول أجنبية، في حين قالت الأخيرة انها لم تمنح أبداً أية شركة سلطة تزويد القوات المقاتلة أو المرتزقة في دولة أخرى بأي مساعدة.

ومع ذلك ، وكما ذكرت أخبار BuzzFeed سابقًا، فإن الولايات المتحدة لا تمنع المرتزقة، ومع بعض الاستثناءات، فمن القانوني تماما أن يخدم هؤلاء في الجيوش الأجنبية، سواء كان المرء مدفوعاً بالمثالية أو المال دون أي تبعات قانونية ، خدم الأميركيون في جيش الدفاع الإسرائيلي، والفيلق الفرنسي الخارجي، وحتى ميليشيا تقاتل داعش في سوريا.
رتبت Spear Operation Group- وفقا لثلاثة مصادر- مع الإماراتلإعطاء رتبة عسكرية للأميركيين المشاركين في المهام لتوفير الغطاء القانوني اللازم لهم حال احتياجه.

على الرغم من العمل في منطقة رمادية قانونياً وسياسياً، فإن جولان يقدم علامته التجارية الخاصة المتعلقة بالاغتيالات المستهدفة كاستراتيجية دقيقة لمكافحة الإرهاب بأقل عدد من الضحايا المدنيين. لكن عملية مايو تشير إلى أن هذا الشكل الجديد من الحرب يحمل العديد من المشاكل القديمة نفسها: احباط خطط الكوماندوز وفشل عمل الاستخبارات.
كانت ضربتهم غير ذات جدوى اذ ان العبوة الناسفة التي علقت على باب المقر صممت لقتل جميع من في المكتب وليس شخصاً واحداً فقط.

بالإضافة إلى الاعتراضات الأخلاقية ، تضيف الاغتيالات الموجهة للربح معضلات جديدة للحرب الحديثة، اذ يعمل المرتزقة خارج سلسلة القيادة العسكرية الأمريكية ، لذلك إذا ارتكبوا أخطاء أو جرائم حرب ، فلا يوجد نظام واضح لمحاسبتهم. إذا كان المرتزقة قد قتلوا مدنيًا في الشارع، فمن سيحقق في الأمر؟

تكشف مهمة مايو مشكلة أكثر مركزية: اختيار الأهداف، يصر جولان على أنه قتل فقط الإرهابيين الذين حددتهم الامارات ، حليف الولايات المتحدة. لكن من هو الإرهابي ومن هو السياسي؟ ما هو شكل جديد من أشكال الحرب وما هو مجرد قتل من الطراز القديم بالإيجار؟ من له الحق في اختيار من يعيش ومن يموت؟ ليس فقط في حروب دولة مثل دولة الإمارات ، بل أيضاً في ديمقراطية مثل الولايات المتحدة؟

جمعت BuzzFeed News القصة من الداخل لهجوم هذه الشركة على مقر الإصلاح، وكشفت عن طبيعة حرب المرتزقة الآن وماذا يمكن أن تصبح.

الصفقة التي جلبت المرتزقة الأمريكان إلى شوارع عدن تم ابرامها على وجبة غداء في أبو ظبي، في مطعم إيطالي في نادي الضباط في قاعدة عسكرية إماراتية. جولان وضابط سلاح البحرية الأمريكية السابق إسحاق غيلمور الذي طارا من الولايات المتحدة لتسوية الصفقة التي لا يبدوا انها سارت في البدء بشكل جيد، يقول غيلمور.

كان مضيفهما هو محمد دحلان، رئيس جهاز الامن الوقائي السابق في السلطة الفلسطينية، في بدلة مصممة بشكل جيد نظر إلى مرتزقتة الضيوف ببرود وقال لجولان أنهم في سياق آخر سيحاولون قتل بعضهم البعض.

وبالفعل، كانا ثنائي غير متوقع. جولان الذي يقول إنه ولد في هنغاريا لأبوين يهوديين ، يحافظ على علاقات طويلة الأمد داخل إسرائيل بسبب عمله الأمني ​حسب مصادر عدة ، ويقول إنه عاش هناك لعدة سنوات. وقد شارك جولان مرة في لندن مع رئيس الموساد السابق داني ياتوم في احتفال وفقا لمقال صدر عام 2008 عن موذر جونز، وكان تخصصه “توفير الأمن لعملاء الطاقة في أفريقيا”. وكان أحد عقوده- وفقا لثلاثة مصادر – حماية السفن اثناء التنقيب عن حقول النفط البحرية النيجيرية من التخريب والإرهاب.

جولان، الذي يظهر بلحية كاملة ويدخن سجائر المارلبورو الحمراء، يشع الحماس.
“بائع جيد” هو الوصف الذي وصفه به مسؤول سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، جولان نفسه يقرأ جيداً، وغالباً ما يستشهد بالفلاسفة والروائيين، يقتبس من أندريه مالرو: “ليس الإنسان هو ما يعتقده بل ما يخفيه”.

يقول جولان إنه تلقى تعليمه في فرنسا، وانضم إلى الفيلق الأجنبي الفرنسي ، وسافر حول العالم، وكثيراً ما كان يقاتل أو ينفذ عقوداً أمنية. في بلغراد كما يقول ، تعرّف على المقاتل شبه العسكري ورجل العصابات زليجكو رازناتوفيتش المعروف باسم Arkan والذي اغتيل في عام 2001، يقول: “أحترم أركان كثيراً”.

لم يتسنى لنا التحقق من بعض الأجزاء من سيرة جولان، بما في ذلك خدمته العسكرية ، لكن وفقاً لغيلمور ورجل ىخر في العمليات الخاصة الأمريكية والذي كان معه في الميدان قال إنه من الواضح أنه يتمتع بخبرة في مجال التجنيد. وقال مسؤول سابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية إنه يعتبر كفوءًا وقاسياً وحسّاباً. وقال ضابط سابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية: “إنه ميال للمبالغة” ، لكنه قال: “بالنسبة إلى تنفيذ الأمور الجنونية فهو من النوع الذي تستأجره”.

نشأ دحلان في مخيم للاجئين في غزة، وخلال انتفاضة الثمانينيات، أصبح لاعباً سياسياً رئيسياً. وفي التسعينات من القرن الماضي تم تعيينه رئيساً للأمن الوقائي في السلطة الفلسطينية في غزة ، حيث أشرف على حملة قاسية ضد حماس في عامي 1995 و 1996. وقد التقى لاحقاً بالرئيس جورج دبليو بوش وأقام علاقات قوية مع وكالة المخابرات المركزية ، حيث التقى مدير الوكالة جورج تينيت عدة مرات، كان دحلان يوصف في وقت من الأوقات بأنه قائد محتمل للسلطة الفلسطينية، ولكن في عام 2007 سقط من النعمة، واتهمته السلطة الفلسطينية بالفساد، وحماس بالتعاون مع وكالة المخابرات المركزية وإسرائيل.
هرب الرجل الذي بات بلا بلد إلى الإمارات ويقال إنه يعد نفسه كمستشار رئيسي لولي عهد الإمارات محمد بن زايد آل نهيان ، المعروف بأنه الحاكم الحقيقي لأبو ظبي. ضابط وكالة المخابرات المركزية السابق الذي يعرف دحلان قال ، “إن الإمارات أخذته واعتبرته كلب الـ Pit bull خاصتها”.

والآن وخلال مأدبة الغداء في نادي الضباط، تحدى كلب الـ Pit bull زواره ليخبروه بما هو مميز عن المقاتلين الأمريكيين، لماذا يمكن ان يكونوا أفضل من الجنود الإماراتيين؟

رد جولان بتبجح معلماً دحلان بأنه قادر على إطلاق النار، والتدريب، والركض، والقتال بشكل أفضل من أي جندي في الجيش الإماراتي، قال: أعطني أفضل رجل وسأضربه، أي احد.

اشار الفلسطيني إلى ضابطة معاونة شابة تجلس بجوارهم وقال: إنها أفضل رجل لي، ازالت النكتة التوتر واستقر الرجال متناولين طعامهم الذي كان مكرونة السباغيتي، حسب توصية دحلان.

تعتمد الإمارات التي تتمتع بثروة هائلة وعدد سكانها مليون مواطن فقط على العمال المهاجرين من جميع أنحاء العالم للقيام بكل شيء من تنظيف دورات المياه إلى تعليم طلاب الجامعة. ولا يختلف جيشها عن ذلك، حيث يدفع مبالغ باهظة لشركات الدفاع الأمريكية المتحمسة وجنرالات الجيش السابقين.
وافقت وزارة الدفاع الأمريكية على ما لا يقل عن 27 مليار دولار من مبيعات الأسلحة وخدمات الدفاع إلى الإمارات منذ عام 2009 وحتى الآن.

الجنرال الأمريكي المتقاعد ستانلي ماكريستال وقع عقداً يصبح بموجبه عضواً في مجلس ادارة شركة عسكرية إماراتية، فيما يدير ضابط البحرية السابق الأميرال روبرت هارورد فرع شركة لوكهيد مارتن لتصنيع الأسلحة في الإمارات، اما المسؤول التنفيذي الأمني إيريك برينس المتورط الآن في التحقيق الخاص الذي أجراه “روبرت مولر” في التدخل الروسي في الانتخابات فقد افتتح مكتباً في الامارات لفترة لمساعدتها على استئجار مرتزقة كولومبيين.

وذكرت معلومات لمصادرنا في وقت سابق من هذا العام ان الامارات تضم اجانب في جيشها وسبق ان أعطت رتبة لواء للملازم اول ستيفن توماغان ووضعته في قيادة أحد فروع قواتها المسلحة.

تكاد الإمارات ان تكون وحيدة في استخدام مقاولي الدفاع هؤلاء لكن في الواقع ، فإن الولايات المتحدة هي التي ساعدت في هذا التحرك العالمي نحو خصخصة الجيش اذ يدفع البنتاغون الشركات للقيام بالعديد من المهام التقليدية ، من إطعام الجنود، للحفاظ على الأسلحة، لحراسة القوافل والارتال العسكريو.
الولايات المتحدة ترسم خط القتال في المعارك وفي العادة لا يستأجر المرتزقة لتنفيذ هجمات أو الانخراط مباشرة في الحرب. لكن هذا الخط يمكن أن يصبح ضبابيًا اذ توفر الشركات الخاصة تفاصيل أمنية مدججة بالسلاح لحماية الدبلوماسيين في مناطق الحرب أو ضباط الاستخبارات في الميدان.

يمكن لمثل هؤلاء المتعاقدين الدخول في معارك بالأسلحة النارية ، مثلما فعلوا في بنغازي- ليبيا وتوفي على اثر ذلك مقاولان امنيان في عام 2012 دفاعًا عن موقع تابع لوكالة الاستخبارات المركزية. لكن رسميا: كانت المهمة الحماية، وليس الحرب.
خارج الولايات المتحدة ، يعد توظيف المرتزقة للقيام بمهام قتالية أمراً نادراً، على الرغم من حدوثه. في نيجيريا اذ تحركت قوة ضاربة بقيادة المرتزق الجنوب أفريقي الشهير إيبين بارلو بنجاح ضد جماعة بوكو حرام المتشددة الإسلامية في عام 2015. كما أسندت لشركة بارلو مهمة سحق قوة متمردي الجبهة المتحدة الثورية في سيراليون التي مزقتها الحرب في التسعينات.

لكن بعد تناول الاسباجيتي مع دحلان، كان جولان وجيلمور يقدمان شكلا استثنائيا من خدمات المرتزقة، لم يكن هذا الأمر متعلقاً بتوفير تفاصيل أمنية، ولم يكن حتى القتال العسكري التقليدي أو الحرب ضد التمرد، لقد كان، على حد قول جولان وغيلمور: القتل المستهدف.

قال غيلمور إنه لا يتذكر أي شخص استخدم كلمة “الاغتيالات” على وجه التحديد. لكن كان واضحا منذ ذلك الاجتماع الأول أن هذا لا يتعلق باحتجاز قيادة الإصلاح، قال غيلمور: “لقد كان هدفنا محددًا للغاية”.
واضاف جولان إنه تم إخباره صراحة بالمساعدة في “تعطيل وتدمير” الإصلاح ، الذي يصفه بأنه “فرع سياسي لمنظمة إرهابية”.

وعد جولان وغيلمور بأنه يمكنهما جمع فريق لديه المهارات المناسبة، وبسرعة.
في الأسابيع التي تلت مأدبة الغداء، اتفقوا على الشروط: سيحصل الفريق على 1.5 مليون دولار شهريًا، كما أفاد غولمان وغيلمور، كما سيحصلون على مكافآت مقابل عمليات القتل الناجحة – رفض الاثنان تحديد قيمتها – لكنهم سيجرون أول عملية لهم بنصف السعر لإثبات ما يمكنهم فعله، وفي وقت لاحق ستقوم شركتهما بتدريب الجنود الإماراتيين على تكتيكات الكوماندوز.

كان لجولان وغيلمور شرط آخر: كانا يريدان دمجهما في القوات المسلحة الإماراتية، وأرادوا أن تأتي أسلحتهم – وقائمة أهدافهم – من ضباط عسكريين. وكان هذا الشرط “لأسباب قضائية”، يضيف جولان. “لأنه اذا وقع الغائط على المروحة” (يقصد اذا طرأت أي احداث يمكن ان تتسبب في مشاكل) فإن الزي العسكري الإماراتي سيشير إلى “الفرق بين المرتزق والرجل العسكري”.
وقع دحلان والحكومة الإماراتية على الصفقة، كما قال جولان وغيلمور، وبدأت مجموعة Spear العمل.
عاد جولان وجيلمور الى اميركا وبدأت من خلال شركتهم في جمع الجنود السابقين لأجل المهام الموكلة في العقد، كانت شركتهم صغيرة، ليست كالشركات الأمنية العملاقة مثل Garda World Security أو Constellis، ولكن لديها كمية هائلة من المواهب للاختيار من بينها.

من بين النتائج الغير معروفة للحرب على الإرهاب، وخاصة خلال السنوات الـ17 عام المشتركة للحرب الأمريكية في العراق وأفغانستان ، أن عدد قوات العمليات الخاصة قد تضاعف أكثر من الضعف منذ 11 سبتمبر ، من 33000 إلى 70000.، انهم مجموعة كبيرة من الجنود الذين تم اختيارهم وتدريبهم واختبارهم من قبل أكثر وحدات النخبة في الجيش الأمريكي ، مثل قوات البحرية ووحدات الرينجرز التابعة للجيش، ومن المعروف أن بعض جنود الاحتياط الخاصين يشاركون عمليات عسكرية تهدف للربح المادي، على حد قول مسؤول رفيع المستوى في البحرية الأمريكية طلب عدم نشر اسمه. وقال: “أعرف عددًا ممن يفعلون هذا الأمر”. وأضاف أنه إذا لم يكن هؤلاء الجنود في الخدمة فعلياً، فهم غير ملزمون بالإبلاغ عما يفعلون قانوناً.

لكن الخيارات أمام قدامى المحاربين في العمليات الخاصة والاحتياطيين ليست كما كانت في السنوات الأولى من حرب العراق اذ يفتقر العمل الأمني الخاص، الذي يقتضي في الغالب حماية المسؤولين الحكوميين الأمريكيين في بيئات معادية إلى الإثارة في القتال كما هو متمثل في قيادة مركبة مدرعة واستخدام بندقية M4 ، كما يصف الأمر أحد المتعاقدين السابقين. كما أنه لا يعود بالربح المتوقع والمعتاد، ففي حين كان البدء في أسعار نخبة قدامى المحاربين في وظائف أمنية رفيعة المستوى 700 دولار أو 800 دولار في اليوم ، يقول المتعاقدون انها انخفضت الآن إلى حوالي 500 دولار في اليوم، فيما قال جولان وجيلمور إنهما يعرضان على مقاتليهما الأميركيين 25 ألف دولار في الشهر اي حوالي 830 دولار في اليوم، بالإضافة إلى المكافآت، وهو مبلغ كبير في أي سوق تقريبا.

ومع ذلك كان العمل في اليمن مجهولاً بالنسبة للكثير حيث رفض بعض من أفضل الجنود عروضنا، قال غيلمور: “كان الأمر لا يزال رماديًا بالنسبة لهم”، في حين قال الكثير منهم” “نعم، هذا جيد بالنسبة لي”.

قال جيلمور إن لديه سجلًا غير مثالي، فخلال مهمة التدريب على الذخيرة الحية التي قادها عندما كان في البحرية، أطلق النار عن طريق الخطأ على جندي بحرية اخر، وان هذا هو ما دفعه إلى مغادرة البحرية في عام 2011، وكان آخر منصب عمل له قبل انضمامه إلى شركة Spear هو مسئول تنفيذي في شركة Tequila .
وقال إن تلك الحادثة في حياته العسكرية هي أيضا ما دفعه إلى المجازفة مع سبير: كان قد ترك البحرية فعلياً، ولم يكن في الاحتياط، ولم يكن لديه دخل يمكن ان يقلق بشانه في عمله الحالي.

بحلول نهاية عام 2015، قام جولان الذي قاد العملية، وجيلمور بجمع فريق من درزينة رجال. ثلاثة منهم كانوا من قدامى المحاربين الأمريكيين الخاصين، ومعظم الباقين كانوا من القوات الأجنبية الفرنسية السابقة، الذين كانوا أرخص في الثمن: حوالي 10000دولار في الشهر، كما يتذكر جيلمور، اي أقل من نصف ما هو مخصص لنظرائهم الأمريكيين.

اجتمعوا في فندق بالقرب من مطار تيتربورو في نيو جيرسي، كانوا يرتدون ملابس متنوعة من الزي العسكري ، بعضهم مموه، وبعضهم أسود. وكان بعضهم ملتحٍ وبعضلات مفتولة والبعض الآخر نحيل لكنه قوي وتغطيه الوشوم.
وقال جيلمور إنه عندما حان الوقت للذهاب، أقنعوا موظفي الفندق بإعطائهم العلم الأمريكي الموجود في الخارج، وفي مراسم مرتبة قاموا بثنيه على شكل مثلث صغير وأخذوه معهم.

كما أنهم جمعوا ما يكفي لبضعة أسابيع من “وجبات الطعام الجاهزة للأكل” ، والدروع الواقية للبدن ، ومعدات الاتصالات ، والمعدات الطبية. قال جيلمور إنه أحضر سكينة ذات أداة خاصة لتجهيز أغطية التفجير التي توضع على المفخخات. كما أن الفريق قام بتخزين الويسكي أيضًا – ثلاث حقائب من ويسكي الباسل هايدن، لأنه من المستحيل الحصول على أي كحول في اليمن.

في يوم 15 ديسمبر، استقلوا طائرة غالفستريم G550. وبمجرد ان حلقت في الجو، ذهب جيلمور إلى قمرة القيادة وأخبر الطيارين بأن هنالك تغيير طفيف في خطتهم الجوية، اذ انه بعد التزود بالوقود في اسكتلندا، لن يكونوا في طريقهم إلى مطار أبو ظبي التجاري الرئيسي ولكن إلى قاعدة عسكرية إماراتية في الصحراء.

ومن تلك القاعدة، استقل المرتزقة طائرة نقل تابعة للقوات الجوية الإماراتية إلى قاعدة أخرى في ميناء عصب بأريتريا. خلال تلك الرحلة يتذكر غيلمور، قام ضابط إماراتي يرتدي الزي الرسمي بإطلاعهم، وقدم لهم قائمة أهداف مكونة 23 بطاقة تحتوي على 23 اسمًا و 23 وجهًا. كل بطاقة كانت تحتوي على معلومات بسيطة: الدور السياسي للشخص على سبيل المثال، أو إحداثيات الإقامة لشخص او اثنين.
قال غيلمور إن بعضهم كانوا أعضاء في الإصلاح، وبعضهم رجال دين ، وبعضهم كانوا إرهابيين خارجيين، لكنه أقر بأنه لا يستطيع التأكد تماماً.

حصلت BuzzFeed News على واحدة من تلك البطاقات المستهدفة، تحوي اسم رجل ، صورة فوتوغرافية، رقم هاتف ، ومعلومات أخرى. في أعلى اليمين توجد شارة الحرس الرئاسي الإماراتي، في حين يغيب تماماً لماذا يراد لهذا الشخص ان يكون ميتاً، أو حتى ماهية ما كان مرتبطً به ليتم استهدافه، لا يمكن بالطبع الوصول إلى الرجل للتعليق، وليس من المعروف ما إذا كان على قيد الحياة أم بأنه قد مات.

لعبت الاغتيالات تاريخيا دورا محدودا في الحرب الأمريكية والسياسة الخارجية، ففي عام 1945، تم تسليم ويليام دونوفان او “بيل المتوحش” المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية او ما كان يعرف بمكتب الخدمات الاستراتيجية OSS ، تم تسليمه خطة نهائية لنشر فرق القتل في جميع أنحاء أوروبا لمهاجمة القادة النازيين مثل هتل، هيملر وجورينغ ، وكذلك ضباط قوات الأمن الخاصة ذوي الرتب العليا، وفقا لسيرة دونوفان التي كتبها دوغلاس والر، لكن بيل شعر بالانزعاج من مشروع “الاغتيال بالجملة” وقام بإلغائه.
خلال الحرب الباردة ، لعبت وكالة المخابرات المركزية دورا في المؤامرات لاغتيال زعماء أجانب ، مثل باتريس لومومبا من جمهورية الكونغو الديمقراطية ، رافائيل تروجيلو من جمهورية الدومينيكان، ونغو دينه ديم من فيتنام الجنوبية.

في وقت لاحق من حرب فيتنام ، أطلقت الولايات المتحدة برنامج فينيكس، الذي تعاونت فيه وكالة الاستخبارات الأمريكية مع وحدات عسكرية أمريكية “لتحييد” أو كما يقول المراقبون “اغتيال” -قادة الجبهة الوطنية الليبرالية، ومع ذلك لم تكن عمليات القتل المستهدف ركيزة أساسية في الاستراتيجية العسكرية الأمريكية في فيتنام، وبعد أن كشف الكونغرس عن أنشطة وكالة المخابرات المركزية في السبعينات من القرن الماضي ، حظرت الولايات المتحدة عمليات اغتيال القادة الأجانب.
ثم جاءت الحرب على الإرهاب.

في عهد الرئيس جورج بوش الإبن، استخدمت وكالة الاستخبارات المركزية والجيش طائرات بدون طيار لقتل الإرهابيين، وطورت وكالة المخابرات المركزية قدرات اغتيال سرية عالية. أوقف الرئيس باراك أوباما برنامج الاغتيال السري للوكالة، ولكنه زاد بشكل كبير من استخدام ضربات الطائرات بدون طيار في باكستان واليمن وأفغانستان والصومال. سرعان ما استخدمت وكالة الاستخبارات المركزية والجيش الطائرات – التي يتم توجيهها عن بعد باستخدام شاشات الفيديو – لقتل حتى اولئك الأشخاص الذين لا تعرفهم اميركا من خلال “ضربات التوقع” التي تستند فقط إلى معارف وأنشطة الهدف. فيما خفض الرئيس دونالد ترامب أكثر من قواعد قصف الطائرات بدون طيار.
ولكن في حين أن المتعاقدين الأمنيين الخاصين غالباً ما يحتفظون بطائرات بدون طيار وأحياناً يجربونها ، فهناك عمل واحد لا يمكن أن يقوموا به: لا يمكن إلا للضابط الذي يرتدي الزي الرسمي الضغط على الزر الذي يطلق صاروخ الطائرة بدون طيار بغرض قتل الهدف.

مع تحول الاغتيالات المنظمة إلى جزء روتيني من الحرب في المنطقة ، طورت الإمارات شهيتها الخاصة اذ بدأت تستعرض المزيد من العضلات العسكرية ، وبحلول عام 2015 أصبحت لاعباً رئيسياً في الحرب في اليمن، واستهدفت بسرعة الإصلاح ، وهو حزب سياسي إسلامي فاز بأكثر من 20٪ من الأصوات في أحدث انتخابات برلمانية أجريت في اليمن في عام 2003.

تشير إليزابيث كيندال ، الخبيرة في شؤون اليمن في جامعة أكسفورد ، إلى أنه خلافاً للقاعدة أو الجماعات الإرهابية الأخرى التي تحاول الاستيلاء على السلطة من خلال العنف، يشارك الإصلاح في العملية السياسية. لكنها قالت إن المنطق الأمريكي وراء ضربات الطائرات بدون طيار قد أضفى الشرعية على سعي الدول الأخرى لتنفيذ اغتيالاتها: “إن الفكرة الزئبقية الغامضة للغاية حول الحرب على الإرهاب قد تركت الباب مفتوحًا على مصراعيه لأي نظام ليقول:” حسناً، هذا ايضاً كله حرب على الارهاب”
على قمة مجموعة الأهداف التي حصلوا عليها من الإمارات ، قال غيلمور وجولان ، كان مايو :زعيم حزب الإصلاح في عدن. مايو له شعر قصير، يرتدي نظارة ذات حواف سلكية ، وله لحية صغيرة متسقه مع شاربه.

وكان مايو قد تحدث ضد هجمات الطائرات الأمريكية بدون طيار في اليمن، حيث قال لصحيفة واشنطن بوست عام 2012 إنه بدلا من إيقاف القاعدة، فإن الضربات عززت نموها بدلا من ذلك.

وحين سُئل عن أخلاقيات وشرعية قتل القادة السياسيين للإصلاح غير المسلحين في مقابل الإرهابيين المسلحين ، أجاب جولان: “أعتقد أن هذه الثنائية هي ثنائية فكرية بحتة”.
واضاف إنه يعمل على تصميم أعمال الاغتيال الخاصة به بشكل مماثل لبرنامج القتل المستهدف الخاص بإسرائيل، والذي يتم تنفيذه منذ ان تأسست الدولة، والذي -على الرغم من بعض الأخطاء والحروب البارزة- الا انه يسير بشكل صحيح. ويجادل جولان بأن هناك بعض الأعداء الإرهابيين الذين يشكلون خطراً كبيراً – ويصعب إلقاء القبض عليهم – لذا فإن الاغتيال هو أفضل حل.

ويصر على أن فريقه ليس فرقة قتل. وكدليل على ذلك ، روى جولان كيف أن الإمارات وفي نفس المهمة قدمت أسماء لا علاقة لها بالإصلاح أو أي جماعة إرهابية أو غير ذلك. وقال جولان انه رفض متابعة هؤلاء الأفراد، وهو ادعاء لا يمكن التحقق منه.

لقد تم التعامل مع اهداف مشروعة، يقول هو وجيلمور، كانت مشروعة لأنها اختيرت من قبل دولة الامارات حليفة الولايات المتحدة وهيلمنخرطة في اليمن في عمل عسكري تدعمه الولايات المتحدة في الاساس. وقال غيلمور إنه وجولان أبلغا الإمارات بأنهما لن يتصرفان أبدا ضد المصالح الأمريكية. وادعى جولان أنه بناء على خبرته العسكرية، كان بإمكانه معرفة ما إذا كان الهدف إرهابيا بعد أسبوع أو أسبوعين فقط من المراقبة.
ومع ذلك ، اعترف غيلمور بأن بعض الأهداف قد تكون أشخاصًا فقط لا يروقون للعائلة الحاكمة. وفي إشارة إلى ولي العهد الاماراتي محمد بن زايد، قال غيلمور: “هناك احتمال أن يكون الهدف شخصًا لا يحبه MBZ، وعليه نحاول التأكد من عدم حدوث ذلك “.

عندما وصلوا إلى عدن، تم صرف الأسلحة للمرتزقة، حيث فوجئوا بتسليمهم بنادق هجومية صينية ذات نوعية رديئة وقذائف آر بي جي، وفقاً لجيلمور وجولان.
في مرحلة لاحقة، تلقوا أيضا تعيينهم الرسمي في الجيش الإماراتي، حيث تم تسمية جولان عقيداً في الجيش الاماراتي فيما منح غيلمور رتبة مقدم، وهو “تشجيع” كبير لرجل كان قد خرج من البحرية كضابط صغير.

لا يزال غيلمور يحتفظ بقلادته الاماراتية الخاصة بالجيش، وهي مستطيل الشكل بيضاء ذهبية تحمل نوع زمرته الدموية ، وهي AB-negative، واسمه باللغة الإنجليزية من جهة، وباللغة العربية من جهة أخرى.

وقال غيلمور إنه باستخدام مصادر سلمتها إليهم الوكالة الاماراتية للاستخبارات، قام بوضع نمط الحياة اليومية لمايو – المنزل الذي كان يعيش فيه، والمسجد الذي كان يقصده للصلاة ، والأماكن التجارية التي يتردد عليها.

مرعيد الميلاد بالنسبة للمرتزقة وهم يتقاسمون الويسكي ويضعون الخطة حول الكيفية التي ينبغي أن يقتلوا بها مايو، غارة ، قنبلة ، قناص؟ قال غيلمور: “كان لدينا خمسة أو ستة مسارات للعمل”.

بعد مراقبة لمقر الإصلاح، قرروا ان المتفجرات هي الأنسب، قال غيلمور أنه رسم خطة الهجوم على أرضية الخيمة بقلم أسود، اوضحت زوايا الاقتراب، والهجوم ، والأهم من ذلك طريق الهروب.

بعد أن أخبر زملائه، أخرج غيلمور سكينته ، وقطع نسيج الخيمة الارضي القاسي الذي رسمت عليه الخطة وقام باحراقه وقال: “لا أريد أن يكون أي من ذلك مكتوبا بخط اليد.”
بعد يومين ، تذكر غيلمور ، أنهم حصلوا على كلمة مفادها أن مايو كان في مكتبه لحضور اجتماع كبير.

اجتمع جولان مع غيلمور وجندي سابق في قوة دلتا لهذه المهمة، تركوا وراءهم محافظهم وجميع اوراقهم الثبوتية، وارتدوا مجموعة متنوعة من الأزياء العسكرية. قال غيلمور إنه كان يرتدي قبعة بيسبول وأحذية سالومون سبيدكروس، مع صدرية مملتئة بالذخيرة الاحتياطية، جميعهم كانوا يحملون رشاشات AK-47، وواحد منهم كان يحمل متفجرات محملة بشظايا.

قفز غيلمور وجولان واثنان آخران في سيارة دفع رباعي مدرعة مع جندي إماراتي يرتدي ثياباً مدنية، كان جنود الفيلق الأجنبي الفرنسي في سيارة دفع رباعي أخرى، والتي سوف تتوقف على مسافة قصيرة من موقع الهجوم، على استعداد للاندفاع في حالة دخول الأمريكيين في اشتباك مباشر، فتحت أبواب قاعدتهم وانطلقوا إلى شوارع عدن الليلية.
من غير الواضح بالضبط ما حدث.

مباشرة قبل وصول المرتزقة إلى الباب الأمامي للمقر وهم يحملون الشحنة المتفجرة التي كان من المفترض أن تقتل مايو، أطلق أحد زملائهم المقاتلين في الجزء الخلفي من سيارة الدفع الرباعي النار باتجاه الخلف.

كانت هناك طائرة بدون طيار عالية، ويظهر الفيديو الذي حصلت عليه BuzzFeed News ، إطلاق نار ولكن من قبل الامريكيين، ولا تعرض الفيديو اي شخص يطلق النار على المرتزقة.

قال غيلمور إنه أطلق النار على شخص في الشارع ، لكن مسدسه تعطل. قال إنه غير متأكد من هوية من أطلق النار عليهم، وعلى أي حال فإن المرتزقة الذين كانوا يحملون المتفجرات إلى المبنى استمروا في عملهم على الرغم من الضجة المحيطة به لمدة 20 ثانية كاملة كما يظهر الفيديو.

ولغرض الهروب، يهرول المرتزقة إلى سيارات مدرعة عسكرية إماراتية، ثم فجأة يحدث انفجار – القنبلة على الباب – تبعتها قنبلة ثانية أكبر. وكان الانفجار الثاني هو في سيارة المرتزقة، يقول كل من غيلمور وجولان: أنهما قاما بتفجير القنبلة الثانية كنوع من التمويه، لإرباك الإصلاح ، واضافة مشهد اكبر للدمار.

عاد الفريق إلى القاعدة دون أية معلومات لإثبات نجاح المهمة وهي امور تصفها قوات العمليات الخاصة الأمريكية بأنها تحديد هوية ايجابي، بما يعني في هذه الحالة دليل قاطع على موت مايو، صورة على سبيل المثال أو عينة من الحمض النووي.
قال غيلمور: “هذا سبب بعض المشاكل مع دحلان”.

ومع ذلك ، بدا أن مايو اختفى، ونادرا ما كان ينشر على صفحته الاجتماعية، ولفترة من الزمن كما قال كل من غيلمور وجولان: لم يظهر علانية.

ومع ذلك، لم يعلن الإصلاح عن وفاته ، كما حدث عندما اغتيل أعضاء آخرون، والسبب كما قال متحدث باسم الإصلاح في مقابلة عبر الهاتف، هو أن مايو على قيد الحياة – فقد غادر المبنى قبل 10 دقائق من الهجوم وبحلول يوليو كان يعيش في المملكة العربية السعودية. لا أحد، كما قال المتحدث، مات في هجوم المرتزقة.

يبدو أن مايو قد عاود الظهور في السياسة اليمنية، ففي شهر مايو تم ترشيحه لمنصب من قبل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ، بحسب تشارلز شميتز، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط واليمن في جامعة تاوسون في ولاية ماريلاند، وقال شميتز إنه عثر على صورة حديثة لمايو واقفاً في مجموعة مع مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن.
ويؤكد جولان أنه على الأقل تم تحييد مايو لفترة من الزمن، قال : “إنه نجاح بالنسبة لي ، طالما أن الرجل اختفى”.

وعلى الرغم من أنها فشلت في قتل مايو، يبدو أن هجوم القنابل الذي نفذه المرتزقة قد بشر بمرحلة جديدة في حرب الإمارات ضد حزب الإصلاح، يقول شميتز: “لقد كانت الصيحة الرسمية التي قالت ان الإصلاح اصبح مستهدفاً الآن”.
تحدث المتحدث الرسمي باسم حزب الإصلاح إلى BuzzFeed News ، عن التاريخ متذكراً: 29 ديسمبر 2015. “لقد كان الهجوم الأول”.

مع تقدم عام 2016 ، بدأ أولئك الذين يراقبون الوضع المتدهور في اليمن يلاحظون أن أعضاء الإصلاح، وغيرهم من رجال الدين في عدن ، كانوا يقتلون بالرصاص بوتيرة مثيرة للقلق. وقال غريغوري جونسن من مؤسسة العربية التي عملت في عام 2016 ضمن لجنة الأمم المتحدة التي تحقق في حرب اليمن: “يبدو أنها حملة مستهدفة”. وقال: “كان هناك ما بين 25 إلى 30 عملية اغتيال”، على الرغم من أن بعضها يبدو أنه عمل داعش. (اعتاد جونسون الكتابة في BuzzFeed News.)

“هناك اعتقاد واسع النطاق على الأرض” قال كيندال ، خبير جامعة أوكسفورد ، “أن الإمارات هي وراء اغتيال مسؤولي الإصلاح والناشطين”.
عندما قرأنا اسماء القتلى امام غيلمور، أومأ برأسه على اثنين منهم قائلاً: “ربما أستطيع التعرف على وجوههم” – واضاف بأنهم كانوا من بين أهداف الفريق. لكنه قال إنه لم يشارك في قتلهم.

وقال جولان إن فريقه قتل العديد لكنه رفض إعطاء رقم أو أسماء محددة. لكن بعد المهمة الأولى غير المتقنة، أعيد تشغيل المرتزقة، لقد تخلصوا من الفيلق الأجنبي الفرنسي ، ليحل محلهم امريكيين. كما زودهم الإماراتيون بأسلحة أفضل ومعدات أفضل، وقال جولان وغيلمور: المتفجرات من نوع C4 والمسدسات المزودة بكواتم الصوت وبنادق M4 الأمريكية الصنع الراقية. كما تم تجهيزهم بدراجات نارية يمكن أن يستخدموها في التنقل عبر حركة عدن وإلقاء القنابل الممغنطة على السيارات. جميع المعدات كما قالوا جاءت من الجيش الإماراتي.

بقي غيلمور لفترة قصيرة فقط، وقال إنه ترك سبير في أبريل / نيسان 2016، ورفض هو وجولان قول السبب، لكن غيلمور قال إنه يتمنى لو أنه كان أكثر عدوانية في اليمن. وقال: “إذا تمكنت من فعل ذلك مرة أخرى، لقللنا من المخاطرة”. “كان بإمكاننا القيام ببعض الأشياء المدهشة – على الرغم من أننا قمنا ببعض الأشياء المذهلة التي يمكن ان تنتهي بصاحبها في السجن في نهاية الأمر”.

كان أحد أعضاء الفريق الجدد، الذي تم تعيينه في أوائل عام 2016، هو جندي البحرية دانيال كوربيت ، وفقًا لثلاثة مصادر مؤكداً بالصور. كان كوربيت جنديا رائعا ، كما يقول أولئك الذين يعرفونه، وقد خدم في جولات قتالية متعددة في أفغانستان والعراق. كان لا يزال في الاحتياط ، لذلك يمكن للجيش الأمريكي نشره في أي لحظة. حصل على راتب حكومي وكان من المفترض أن يقدم تقريرا عن التدريبات الشهرية، ومع ذلك كان في اليمن بعقد خاص للعمل في جيش أجنبي، من غير الواضح ما إذا كان هو نفسه متورطا في مهمات لاغتيال أي شخص.

في تطور غامض، سجن كوربت لاحقاً في صربيا، حيث يجري التحقيق معه بسبب امتلاك مسدس غير قانوني. احتجز الجندي الأمريكي هناك منذ شباط / فبراير 2018. تعذر الوصول إلى كوربيت ، ولم يرد محاميه على المكالمات التي قمنا بها.
بينما كانوا يمضون في عملهم في اليمن، بقي المرتزقة في أكواخ، نائمين في مهودهم كالأطفال. حمل البعض أسلحة مميزة تحسباً لأي قتال قد يحدث. أحدهم وفقا للصور الفوتوغرافية كان يحمل سكينتين متقاطعتين على حزامه فيما شخص اخر منهم كان يحمل فأساً صغيراً.

بدأ الفريق في تطوير ما أسماه غيلمور “روح العصبة”، قاموا برفع علم جمجمة وسيوف متقاطعة كما بعض اعلام القراصنة ورسموا ذلك الشعار على سياراتهم العسكرية وأماكن سكنهم.

لا يزال الأمر غامضاً حول فريق مرتزقةSpear ، وقد أوضح البعض ممن شاركوا أنه ليس لديهم رغبة في تسليط الضوء على ما حدث. وعندما سئل احدهم عما إذا كان قد تم الحاقه بهذه المهام في اليمن ، أجاب: “إذا كنت ، فأنت تعرف أنني لا أستطيع مناقشتها”.
جندي القبعات الخضراء السابق الذي كان يضع حلوى اللولي بوب في فمه ارسل الينا رسالة: “ما يمكن أن تكون قصة كبيرة بالنسبة لك، هي قصة مأساوية للاشخاص الموجودين في هذه المهمة، خاصة إذا كانوا رجالًا جيدين يقومون بما هو صحيح ولكن ليس بالضرورة قانوني ”

من جانبه ، قال غيلمور إنه “كان يفضل أن يبقى هذا بعيدا عن الرادار.” لكنه قرر التحدث إلى BuzzFeed News لأنه “بمجرد أن يخرج هذا لن يكون هناك طريقة لأبقى بعيدا عنه ، لذا افضل امتلاك زمام الامر من الان، وأنا لن أحاول إخفاء ما فعلته. ”
“لا يزال هنالك بعض التنوع في مستقبل الحرب” يضيف غيلمور.
غيلمور خارج قطاع المرتزقة الان، وقد وجد نفسه منذ ذلك الحين في مجال عمل آخر رغم كونه رمادياً هو الآخر الان انه أقل خطورة بكثير، إنه مع شركة كاليفورنيا التي تخطط لتحويل زيت الحشيش لبخور مستنشق.

رابط المقال الاصلي:
https://www.buzzfeednews.com/article/aramroston/mercenaries-assassination-us-yemen-uae-spear-golan-dahlan






يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫22 تعليقات

  1. يعني مخسرين انفسهم وجايبين مرتزقة أمريكان ودافعين ملايين لهم عشان يغتالوا انصاف مايوا انا ممكن ااجر خمسة عمال واجيب أنصاف مربط نفسة ليش الخسارة بس متعبين انفسهم ، يعني من قله المرتزقة يعني …

  2. عمليات خلط اوراق قذره لا تعفي الامارات والسعوديه من المسائله القانونيه وتحمل المسؤليه الكامله لكل عمليات القتل والفساد الممنهج في مدن يمنيه قيل انها محرره وتمت السيطره الكامله عليها من قبل التأمر العربي وادواته كسلطه امر واقع هناك بعد اقصاء الرئيس ورئيس الحكومه والحكومه ومنعهم من ممارسه مهامهم في الداخل بدون تدخلات الامارات والسعوديه وهذا مالم يحدث حتى الان!!!

  3. هذا التسريب في هذا الوقت بالذات معناه حاجة واحدة فقط ..
    تم حلب البقرة الكبيرة بنجاح ويتم التجهيز والتحضير لحلب البهمة الصغيرة .

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى