*
………
تركت ذئاب الحزن ترعى القصائدا
و سرباً من الغزلان خلفي مطاردا
تركت مجازاتي على غير عهدها
تكحّ دماً مثلي و تنعيك قائدا
تركت فمي أعمى وصوتي بلا صدى
و قلبي على قبرٍ من الضوء شاهدا
وما قتلوا عيسى ولكن ربّهُ
رماهُ إلى الأعلى ومازال صاعدا
فيا تاركاً روحي على غير راحةٍ
فديتك مغواراً و أفديك ماجدا
و أفديك أعلى من كلامي مكانةً
و أرفع من هام المعاني فراقدا
لقد كنت خبأت الأغاني من الأسى
فلما أتاني النوم خنت الوسائدا
فما همّني إنْ أنكر الشعر صورتي
و لا أنْ أرى صوت العصافير باردا
……
……….
أهم أنا شعبي الذي عاش راكعا
ومات على باب الطواغيت ساجدا
و لو كان منك اثنان في كل قريةٍ
لما افتضها الماضي و لا صار سائدا
…….
أودع فيك اليوم روحي وراحتي
و أبكيك أمّاً يا صديقي و والدا
أودع في عينيك ما لا أقوله
وما قلته فيها وما زال شاردا
أودع فيك الحق إلا فضيلةً
يعيش بها الأبطال فينا أماجدا
سنلقى لنا في كل جرحٍ كرامةً
و إنْ لم نجد فيها بكيلاً وحاشدا
و مثلك لا تنسى بلادٌ و لا ترى
كمثلك في الميدان صلباً معاندا
فيا راحلاً بالمجد خذنا إلى العلا
و دع دولة المنفى تربّي الموائدا
ويا علم الجمهورية امتد حولهُ
شهيداً مجيداً في الحياتين خالدا
و هذا ابننا يا رب قد كان طائرا
فمات كأبطال الأساطير ماردا
و داعاً و للدنيا حواليك سجدةٌ
تشيّع مقداماً وتبكي مجاهدا
لقد خسرتك الأرض يا نور قلبها
و صار اتزان الكون بعدك مائدا
*
أعيدها لروح الفارس الشاعر خالد الدعيس الذي كان حجوريا أكثر من الحجوريين ويمنيا أكثر من اليمن.
يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات