ندى الاهدل | توضيح بشأن إعادة تداول الموقف السلبي لمنظمة سياج

توضيح بشأن إعادة تداول الموقف السلبي لمنظمة سياج ضدي

الحرية والـ///ــلام لكل أنصار الحرية والـ///ــلام، وبعد:

لاحظت خلال الأيام الماضية إعادة تداول منشور فيسبوكي كتبه المدعو/ أحمد القرشي رئيس منظمة سياج لحماية الطفولة قبل ثلاث سنوات من الآن،

ورغم أني لم أستغرب منشوره في حينها لعلمي بموقفه الداعم لتزويج القاصرات، إلا أني استغرب إعادة تداول منشور فيسبوكي بعد ثلاث سنوات من نشره ضمن حملة منظمة تستهدف نشاطي الحقوقي، استدعى فيها المدعو/ أحمد القرشي أناصر جماعته المتطرفة المؤدلجين للاشتراك فيها.
وللتوضيح أود الإشارة إلى التالي:

أولًا: كتب المدعو/ أحمد القرشي منشوره في الفيسبوك ضدي في يونيو 2017م بعد أربع سنوات من انتصاري في قضيتي وقد أصبحت حينها ناشطة حقوقية ولم أعد ندى الأهدل الطفلة الضحية، وكان المنشور بعد تلك السنوات هو استهداف للنشاط الحقوقي الذي أقوم به وليس استهدفًا لشخصي، إذ ليس من المنطق مهاجمة ناشطة حقوقية بالإدعاء كذبًا بأنها لم تكن يومًا ضحية، فمعظم الناشطات في العالم تبنين قضاياهن للدفاع عن غيرهن رغم أنهن لم يكن يومًا في مكان الضحايا، فلماذا يريد أحمد القرشي أن يقف ضد نشاطي الحقوقي بإدعائه كذبًا أني لم أكن ضحية؟ وهل كان هو يومًا ضحية لانتهاكات الطفولة كي ينشئ منظمة لحمايتها؟!.
إن توقيت منشوره الفيسبوكي بعد 4 سنوات من القضية وإعادة توزيعه على بعض أنصار جماعته المتطرفة لتداوله بعد 7 سنوات من القضية هو استهداف ممنهج لنشاطي الحقوقي الذي يزعج المتطرفين الداعمين لزواج القاصرات.

ثانيًا: أقول أن أحمد القرشي من الداعمين لزواج القاصرات لعدة اعتبارات، أهمها أنه بعد عام واحد فقط من منشوره ضدي في الفيسبوك زوَّج ابنته صفية في 2018م، وهي قاصر، وعقد بها لزوجها رغم علمه أن رضاها غير معتبر لصغر سنها.

ثالثًا: أوضح في منشوره في الفيسبوك ضدي أن سياج تصدت لكثير من الضحايا (لأنه قرر أن قضاياهن مفبركة، وأكد هو بنفسه أن كثير من تلك القضايا وئدت بسبب تصدي سياج للضحايا، وأضاف أن سياج هددت الضحايا بملاحقتهن قضائيًا إن هن أثرن قضاياهن)، وبعد شهرين من التعاطف العالمي مع قضيتي في 2013م تورطت سياج في سبتمبر 2013م بالتشكيك بصحة قضية الطفلة روان التي زوجَّت وعمرها 8 سنوات في مدينة حرض التي ينتمي إليها أحمد القرشي، وبعد وفاة الطفلة روان جراء نزيف حاد تسبب بها زوجها لم تتراجع سياج عن موقفها بل ساهمت في تمييع القضية حين طالبت بتشكيل لجنة غير حكومية عملت هي في الدهاليز على عرقلة تشكيلها بدعوى أنها لم تتأكد من القضية بعد (لم تتشكل اللجنة بسبب موقف سياج)، وكان بإمكان سياج إرسال مندوب عنها إلى المستشفى (أو حتى الاتصال هاتفيًا بالمستشفى) الذي توفت فيه الضحية روان لتتأكد من الجريمة بدلًا من الاستمرار بالتشكيك فيها لؤاد القضية بسبب العلاقات الشخصية بين أحمد القرشي ومسؤولي السلطة المحلية والأمن في حرض وقتها والتي اعترف هو بنفسه في أحد منشوراته في الفيسبوك أنه يتلقى منهم اتصالات كثيرة تحثه لتأكيد رواية السلطات المحلية بشأن القضية (أحمد القرشي ينتمي إلى حرض التي تنتمي إليها الضحية روان ورغم ذلك لم يستطع تأكيد حصول الجريمة من عدمها كنوع من التستر عليها).

رابعًا: نسأل كم قضية زواج قاصرات تبنتها منظمة سياج في بلد يعد من البلدان الأعلى في عدد ضحايا زواج القاصرات؟ الجواب لا شيء!!! كان من الممكن أن أكون إحدى ضحايا زواج القاصرات الكثيرات التي أرهبتهن سياج وضغطت عليهن لإثنائهن عن إثارة قضيتهن، لكني قاومت تهديده وإرهابه بعد أن كشف لي أنه سيضغط عبر وزارة الداخلية لإعادتي إلى والدي الذي فررت منه بسبب إصراره حينها على تزويجي، وفعلًا بدأ القرشي بتنفيذ تهديده؛ فعندما لم تستطع سياج التأثير على الإدارة المختصة في وزارة الداخلية لحرف مسار قضيتي والتشكيك فيها لجأ إلى استصدار أوامر شفهية من وزير الداخلية حينها اللواء عبدالقادر قحطان المنتمي لجماعته إلى تلك الإدارة التي تعاطفت مع قضيتي؛ وكان فحوى توجيهات قحطان إغلاق ملف القضية، ورغم كل هذه الضغوط استطعت الانتصار في قضيتي بدعم كل الشرفاء في اليمن والعالم، وهذا الإنتصار هو الذي يدفع أحمد القرشي كل بضع سنوات لإعادة الهجوم ضدي وضد نشاطي الحقوقي.

خامسًا: إن هدف منظمة سياج هو نفي وجود زواج قاصرات في اليمن خدمة لأجندة متطرفة، فقد سبق وطلب مني القرشي في 2013م عدم الظهور في أي وسيلة إعلامية، وحين استوضحنا منه السبب، كان رده أن مؤتمر الحوار الوطني يناقش حينها قضايا زواج القاصرات، وأن الوقت برأيه غير مناسب لإثارة القضية التي يمكن حسب تعبيره أن تخدم إثارتها أعداء الوطن لإقرار قوانين تخالف ديننا وعاداتنا وتقاليدنا (حسب زعمه).

أخيرًا: بالنسبة لي أنا ندى الأهدل فإني ممتنة لكل الشرفاء الذين وقفوا مع قضيتي في حينها ودعموا صمودي في وجه الإرهاب الذي تعرضت له، وأؤوكد أنني لم أعد الآن بحاجة إلى التعاطف معي أو مناصرتي في قضيتي التي كانت قبل 7 سنوات، فقد تحولت من ضحية إلى ناشطة حقوقية لأني لم أستسلم لإرهاب منظمة سياج وضغوط المجتمع حولي، وإنما الأهم الآن هو مناصرة الفتيات القاصرات في اليمن وفي الوطن العربي وفي جميع أنحاء العالم اللائي ما تزال كثير منهن يتعرضن لهذا الانتهاك المرير لطفولتهن.
ومهما كان الاختلاف حول قضيتي فلم تعد ذات قيمة لأنها مرتبطة بزمن وقد انتصرت لها، بينما زواج القاصرات قضية مازالت مستمرة في حياة المجتمع ويجب الانتصار لها والوقوف ضد كل من يتاجر بالفتيات وإيقاف الزيجات مهما كانت الاختلافات.

ندى الاهدل | ناشطة حقوقية ضد زواج القاصرات

الموقع الرسمي مؤسسة ندى لحماية حقوق الفتيات

Exit mobile version