كتّاب

فى يوم المعلم: معلمينا من القمة إلى القاع:…


فى يوم المعلم: معلمينا من القمة إلى القاع:
منذ أن عرفت البشرية قيمة العلم والمعرفة، ومنذ أن عرفت القراءة والكتابة والحروف، فإنها قد وضعت المعلمين فى مكانة لا يدانيها مكانة أخرى لمهنة من المهن، وتذخر حكم وآداب الفراعنة بتمجيد مهنة المعلم والحث على احترامه وتبجيلة، وعلى الرغم من أمجاد الإسكندر الأكبر، إلا انه عاش يفخر بكونه تلميذا للفيلسوف العظيم أرسطو، ويظل السيد المسيح هو المعلم العظيم الذى ارسل تلاميذه لينيروا العالم بالبشارات، ويذخر التراث الإسلامى باحترام مكانة العلماء وتوقيرهم وتسابق الخلفاء لحمل نعالهم وتقبيل أياديهم، وفى التعليم الحديث احتل المعلمين مكانة كبيرة سواء كانت من الناحية المادية أو الناحية المعنوية ورغم هذا فقد دعى طه حسين لجعل مكانة المعلم تعلو على مكانة القاضى فهو يقول: وإذا كانت الدولة تصطنع كادرا ماديا خاصا للقضاة يميزهم عن غيرهم من موظفى الدولة ويعصمهم من الزلل لأنهم يحكمون فى قضايا الأفراد فإن المعلمون أولى بهذا الكادر الخاص وخاصة لأانهم يحكمون فى قضايا الوطن والمستقبل، ومن هنا أيضا قال شوقى:
قم للمعلم وفه التبجيلا …. كاد المعلم أن يكون رسولا
كل هذا لأنه من البديهى أن المعلم هو أساس العملية التعليمية وأهم اركانها، وأنه لا معنى لأى تطوير بدون أن يكون المعلم فى القلب من هذا التطوير، ورغم كل هذا فلقد أصبح المعلم فى أيامنا هذه أكثر الفئات التى يقع عليها ظلما بينا فالمعلمين المصريين هم أفقر معلمى الأرض، ويحسب مرتبهم على أساسى سنة ٢٠١٤. ولا مانع تحت الإستبداد وغياب المحاسبة أن يتهمهم وزير التعليم بأنهم حرامية، وأنهم حجر عثرة فى سبيل التطوير، وتسعى منظومة تطوير التعليم المزعومة للاستغناء عن المعلم وتهميشه، بل والدعوة إلى التعليم بالتطوع لتتحول المهنة النبيلة إلى مهنة أنفار. وتحت عوامل انقسام التعليم المصرى إلى تعليم للصفوة وتعليم للفقراء، فلم يعد معلمى الفقراء ممن يحسب حسابهم أحد ولم تعد الحكومة تهتم لا بمكانتهم الاجتماعية ولا بحالتهم المادية فى نفس الوقت.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى