كتّاب

أنتِ الغمامة والندى…


أنتِ الغمامة والندى
وفم الأغاني والصدى

غنّي فدى فمكِ
البلادُ وكلُّ أغنيةٍ فدى

أنت التي لو ناغمتْ
قبراً لطار وغرّدا

أنتِ التي إنْ قبّلتْ
حجراً تحوّل عسجدا

وأنا الذي إنْ مرّ
باسمكِ في الصلاة تشهّدا

وإذا الصباح غفا
بشَعْركِ صار ليلاً أسودا

والورد حتى الورد
صار على جبينكِ فرقدا

عيناك قاهرتان سا
هرتان باهرتان دا..

..ليتان عاليتان لا
غاب البياض ولا بدا

فالليل في عينيك
وحدك والنهار توحَّدا

نهداك إنْ لفحتهما
ريح الجنون تنهّدا

سبحان من جعل
الغواية فوق صدرك مسجدا

وهدى بحسنكِ
شاعراً غاوٍ وأيقظ مُلحِدا

آمنت.. كيف أراهُ
فيك ولا أكون مُوَحِّدا ؟!

فضفاضةٌ معناكِ
قرَّبني إليك وأبعدا

حاولت كم حاولت
والمعنى يزيد تمردا

أنت التي امتلأتْ
بها لغة القصيدة جيّدا

ماذا أقول وأنتِ
فيَّ أجلُّ من أنْ أحمُدا

أعلى وإسمكِ
فوق أسماء النساء تسيّدا

أحلى وكل جميلةٍ
ضاعتْ حلاوتها سُدى

قمرٌ يضيء بَِرَِيقُِكِ
الأعمى ويُعمي الحُسَّدا

مالي إذا قالوا
فنيت بكِ انبعثتُ مجدّدا

إني أملُّ مضاجعي
إنْ لم تكوني مرقدا

حتى سؤالي عنكِ
ما زال السؤال مُسهَّدا

لا أقبل الدنيا عليك
ولا أريد السؤددا

مالي وموّالي وسيفي
أنت في وجه العدا

أنا في جلالكِ كاملٌ
قلبي وليس مبدّدا

مستأنسٌ بهواء
مرعانا يهب لأنشدا

أتحسّسُ الوديان
ألمس فيكِ ماءً أمردا

بيدٍ أُنقطُ لوعتي
وأحطُّ في الحلوى يدا

ويداك عالقتان
غارقتان فيَّ وفي المدى

لا أنتِ غائبةٌ ولا
كان الشَّريد مشردا

إنّ المسافة بيننا
ما بين جسمك والرِّدا..

لو أنت فوق المستحيل
أنا عشقت لأصعدا

يا أول الدنيا وآخرها
وبينهما النِّدا

ناديت لا ردّ الجنون
ولا النشيد تردّدا

لو كل أغنيةٍ
تعانق شاعراً ما أُجهِدا

يا جنة الفردوس
إني عشت فيك مُخلّدا

وأنا الذهول وأنت يا
روحي القصيدة والندى

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

عامر السعيدي

أغنية راعي الريح

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى