كتّاب

كنت في الرياض مع الهم اليمني…


كنت في الرياض مع الهم اليمني

د. محمد المسفر
———

إرسال إلى صديق طباعة أضف تعليق حفظ شارك في الفيس بوك غرّد بهذا الخبر
د. محمد صالح المسفر
بدعوة كريمة من منتدى الشيخ سعود المريبض التقيت بجمهور المنتدى وتحدثت إلى ذلك الجمهور الكريم الذي لم أتوقع عدده، كان حديثي عن اليمن واقعه وآماله ومآلاته وقلت إن اليمن يحتاج منا أهل الخليج عامة والمملكة العربية السعودية خاصة إلى جهود تعيد اليمن إلى وضع أحسن مما كان عليه قبل “الاحتلال الحوثي وعبد الله صالح” للعاصمة صنعاء في 21 سبتمبر من العالم الماضي، واعتقال رئيس الجمهورية والحكومة المتفق على تشكيلها من كل الأطراف السياسية اليمنية.
وجرى حوار في ذلك المنتدى شاق ودقيق ووضع الحضور النقاط على الحروف لا غمزا ولا تورية كان حوارا من القلب يعبر عن حب للمملكة وقياداتها الشابة الواعية بالتحديات التي تواجه هذه القيادة.
انتقل الحوار إلى مجلس الشيخ علي العبد الكريم في (الزلفي) على بعد 250 كيلومترا تقريبا عن العاصمة الرياض ودار الحديث عن موضوع الساعة “اليمن ومآلاته”، وقلت في حوارات ذلك المجلس ردا على تساؤلات الحضور عن وحدة الرأي الخليجي مستشهدين ببعض المواقف والتسريبات السلبية والإشاعات، قلت: أجزم أن هناك اتفاقا وتوافقا بين القيادتين السعودية والقطرية على كل الصعد في الحرب والسلم، وهناك وجهات نظر أخرى مختلفة وليس سرا أن سلطنة عمان لها موقف مغاير فيما يجري على الساحة اليمنية، وهناك اجتهادات لدى بعض قادة دول المجلس فيما يجري وعبرت عن خشيتي أن تصل هذه الاجتهادات إلى القيادات الأمريكية عشية مؤتمر قمة “كامب ديفيد” الخليجية ــ الأمريكية، الأمر الذي يزعزع الثقة ويجعل الإدارة الأمريكية تفرض على المؤتمرين ما لا ترغب هذه القيادات فيه في الشأن اليمني والشأن الإيراني على حد سواء.
تسريبات عن الإعداد للحرب “عاصفة الحزم”، أو لوقف الغارات الجوية، أو محاضر جلسات مؤتمرات اليمنيين في فندق الموفمبيك تصل طهران أول بأول، ووسائل الإعلام الإيرانية تبثها على الهواء وهنا الخطورة أن يكون بين الصفوف فُرج ينفذ منها الشياطين ليسترقوا السمع وإيصال كل المعلومات إلى الطرف المعادي، نحتاج إلى اختيار الصادقين والبحث عنهم ليكونوا إلى جانب صانع القرار، نحتاج إلى وطنيين لا رعايا ليحفظوا السر ويخلصوا في أعمالهم تجاه أمتهم، نحتاج إلى شركاء في المستقبل والمصير. والحق إنها حوارات لم تنته من الرياض إلى الزلفي، لكن جملة القول إن تلك الحوارات كلها اتجهت نحو الإشادة بالقيادات الشابة في الرياض والدوحة، وبالعزم والحزم وسرعة اتخاذ القرار والأمل معقود عليهم.
(2)
في هذه الرحلة إلى منتدى الشيخ سعود المريبض، والزلفي، قدر لي أن ألتقي بقيادات يمنية مرموقة في الرياض، البعض خرج من عندي بعد أن أحبطني، والبعض الآخر خرج من عندي بعد أن أبكاني على حال اليمن، والبعض خرجت من عنده وأنا مملوء بالأمل وبصري يسقط على ضوء النصر المبين في معركتنا في اليمن إذا حسنت النوايا.
سوف أذكر شخصية ممن التقيت بهم في الرياض من الإخوة اليمنيين والذي أعاد لي توازني بعد يأس من حوارات جرت مع البعض في الفندق الذي أسكنه، إنه الجنرال علي محسن، ذلك العسكري الصلب صاحب النظرة الثاقبة وصاحب العزم الذي لا ينكسر، قاد أكثر من ثماني حروب يمنية ــ يمنية لم يعرف الهزيمة فيها، وواحدة كانت هزيمته الوحيدة وكانت نتيجة خيانة القيادة السياسية في صنعاء ولا غيرها. كان يشرح لي طبوغرافية الحدود السعودية اليمنية وكأنه راسم كنتوراتها الطبوغرافية. يعرف اليمن من شماله إلى جنوبه كما يعرف طبوغرافيته بجباله وسفوحه ووديانه وسواحله، يعرف نقاط الضعف والقوة في تلك الشواطئ التي يمكن أن تكون ملاذات ومنافذ المهربين إلى اليمن ومنه للسعودية (مهربي السلاح، والمرتزقة، والمخدرات، وغير ذلك)، عف اللسان، لم يتطاول على غيره كما يفعل الآخرون.
قلت: لماذا لا تكون في الميدان مع جندك الذين عهدتهم وتقود عملية تحرير المدن الجنوبية؟ قال: أتمنى ذلك وفي أسرع وقت، وأنا على استعداد هذه الليلة أن أذهب إلى ميدان المعركة وسوف يكون النصر بإذن الله لنا.
قلت: وما المانع؟ قال: أنا ضيف ووضعت كل أمري وحياتي تحت تصرف المضيف.
قلت: هناك وشايات تحاك ضدك، قال: أعلم ذلك علم اليقين، ولكن صدقني بالله وملائكته وكتبه ورسله أني بريء من كل ما يقال، لكن لعل إخوة لنا لا يرغبون في أي دور أؤديه اليوم نتيجة وشايات وأحقاد ونميمة.
سألته ولماذا لا تتصل بالقيادة المضيفة لكم جميعا وتشرح الحال؟ قال: هنا قيادة يمنية رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء نائب الرئيس وهو من الناس الطيبين والممتازين ولا أسمح لنفسي أن أتجاوزهم، نائب الرئيس السيد بحاح رجل صادق ويحسن الظن بالكثير من الناس، عف اللسان حتى الحوثيين الذين اعتقلوه وآذوه يكنيهم عند ذكرهم بالإخوة الحوثيين وهو يعلم ما يفعلونه باليمن، إنه نقي لم يتلوث بألاعيب بعض الساسة اليمنيين لكونه عاش طويلا خارج اليمن. إني أدعو له من كل قلبي بالنجاح من أجل اليمن، وإني أعلن وقوفي معه في أي مهمة ميدانية يوكلني بها من أجل إنقاذ اليمن مما هو فيه اليوم.
في الطرف الثاني من الصفحة اليمنية ممن التقيتهم، جل همهم التشكيك والطعن والنميمة في بعضهم البعض وحبك المكايد وبث الشائعات، آخرون مصرون على الانفصال ولا حديث لهم إلا ذلك الهدف.
آخر القول: الجنرال علي محسن الأحمر قائد عسكر فذ يعرف مداخل اليمن ومخارجه صاحب تجربة ميدانية مشهود لها بالإنجاز، ونائب الرئيس خالد بحاح يحتاج إلى رجال أمثال الجنرال الأحمر اقتداء بقول ابن خلدون، الحاكم يحتاج إلى رجلين، حامل السيف وحامل القلم، فهل يقدم بحاح ويجعل حوله رجل القوة ورجل الحكمة أتمنى ذلك.
عبد ربه هادي لا رهان عليه فاليمن يحترق وهو صامت كصمت أبي الهول أو أشد من صمت القبور، فهل يتقدم بحاح برفع الصوت ليسمعه الشعب اليمني في هذه المحنة الرهيبة؟

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫26 تعليقات

  1. نعم انا قلتها من 21 فبراير 2012 ..سيسقط الدولة هذا الرجل مع اني انتخبته و زوجتي الحضرمية انتخبته و الحراكيون يحيطون بالمركز الفارغ .. كان اداء الرجل سببا رئيسيا فيما حصل في الجنوب في 2012 و منها قام الجنوب و لم يهدأ و تراجعت الدولة فيه سريعا كبالون اختبار لباقي اليمن

  2. البلاد ليست بحاجه الى من يعرف نقاط ضعفها وشعابها …. نحن بحاجه قياده وطنيه تعمل من اجل الوطن فقط لاغير ..لا تميل لداعي القبيله او اي حزب او مذهب .. واعتقد ان ظهور علي محسن سيجعل اليمن اكثر دماء ودمارا … وسيسود طابع الانتقام فى كل ارجاء اليمن اسواء مما هو عليه الان ….

  3. الدكتور المسفر من المنظرين العرب الذين ينظرون من تحت المكيفات المركزية وبالتأكيد هو لايعلم أن علي محسن كاتيوشا هو شريك أساسي مع المخلوع في تدمير اليمن لأكثر من 30 عام .

  4. نعم صدقت رغم الاخطاء الا ان الجنرال على محسن لولا الله ثم هذا الرجل لكان نظام صالح شمت بالثوار وفعلا كما قال الاخ Nashwan Alansi (ولايخيف الحوثه ويهدد مشروعهم غيره)

  5. من جهل ابناء الشمال واخذهم اطفال من مدارسهم ليعسكرهم ويكسب ولاء ابائهم ومشائخهم انه علي محسن قله اين الولاءات التي ظليت تكسبها سنيين من ابناء حاشد وبكيل اليوم مما يحصل في اليمن انهم لقمة سائغة عقول فارغة جهزها علي محسن وبيت الاحمر لعبد الملك الحوثي ليعبيها ما يشاء وهم الان العبيد الذين يضرب ويبطش بهم اهل اليمن واول من وقع ضحيتهم بيت الاحمر والجنرال علي محسن … انقلب السحر على الساحر … هذا غيض من فيض.. من الجمائل التي اهداها الجنرال لاهل اليمن فهل يجوز اعادتهم الى ارض باعوها للحوثيين بسذاجتهم وجهلهم وجشع التملك والسلطة.
    “”مالكم كيف تحكمون””

  6. لو كان لدى الحوثي نية لبنى دولة او كان يحمل قضية بعد كل ماحقق لم يحلم في يوم ان يصل الى هكذاك وضع كان توجة لاستعطاف الشعب وسايس السعودية بالمراوغة والتدليس الى ان يتمكن وتستعيد البلاد نفسها لكن اساس منشأة وغاية زراعته في قلب الامة اليمنية هي لخدمة الامن القومي الايراني وايران مش مستعدة تنتظر الى ان تتدمر سوريا وبالتالي لازم يتحرك يستنزف السعودية ويدخلها مستنقع ينهكها قبل ان تسقط دمشق فقيل لة يكفي الحاصل اتوجة الحدود ناور وفي داهية اليمن ولذالك تلاحظ ايران لاتعير الحرب اهتمام ولامساعدة مع انية قادرة هديد السعودية لايقاف الحرب فقط يريدون السعودية ان تسهب الى ان تنهك واحنا الضحية …. الحوثي اليوم قلبة بلغ الحلقوم خوف ولو بيدة كان سلم نفسة لكن الاشارة الايرانية تريد منة العكس وهو عبد المامور هذة هي الحقيقة التى يتجاهلها الناس

  7. علي محسن من رجالات قطر في اليمن فطبيعي أن يشيدبه ويلمعه المسفر وطبيعي أيضاً أن تعجب هذه الاشادة مروان الغفوري وأخوانه الاصلاحيين .. الاغبياء من يعيدون تجريب المجرب .

  8. لا انذل من بعض الجنوبيين الذين يذكرون الكتيوشى من عشرين سنه ونسو ماحصل في التواهي من اسبوع
    اليمن محتاج لرجل مثل علي محسن يعيد الامور الى نصابها وسينال كل القتله جزائهم

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى