مفكرون

بداية اهتمام الدكتور والمفكر سيد القمني بالتاريخ…


بداية اهتمام الدكتور والمفكر سيد القمني بالتاريخ الإسلامي‎..

استناداً إلى مقابلة صحفية للقمني مع صحيفة ميدل إيست تايمز Middle East Times في 10 نوفمبر 2004 قال القمني إن بداية ولعه بالتعمق في التاريخ الإسلامي يعود إلى نكسة 1967 وتهاوي الحلم الناصري العروبي في بناء دولة حديثة فبدأ القمني وعلى لسانه بالتساؤل، ‎ماذا حدث ؟‎ وقرر القمني وحسب تعبيره أن يكون جندياً من نوع آخر وأن يضع يده على جوهر وجذر المشكلة والتي لم تكن مشكلة إخفاق عسكري وحسب بل كانت حسب رأي القمني متأصلة في ‎الإطار الفكري الإسلامي وليس في الإطار الفكري العروبي‎ وفي خطوته الأولى نحو هدفه أعلن رفضه لفكرة ان الموروث الثقافي العربي يبدأ من بدأ الرسالة الإسلامية بل إنه مجموعة من التراكمات الثقافية والحضارية لشعوب كانت في منطقة الشرق الأوسط قبل وبعد ظهور الإسلام وأنه من المستحيل لثقافة أو حضارة أن تتكون من نقطة ابتداء محددة معلومة وأن تفكير البعض أن الثقافة العربية بدأت مع بدأ الوحي أمر غير منطقي يجعل الإنسان يؤمن بإنه لم يكن هناك أي دور للحضارات والشعوب والديانات والعوامل السياسية التي سبقت الإسلام في الصياغة والإعداد لظهور الإسلام‎
عبر القمني عن هذا بقوله أنه «لا شيء إطلاقا يبدأ من فضاء دون قواعد مؤسسات ماضوية يقوم عليها ويتجادل معها، بل ويفرز منها حتى لو كان ديناً» والاعتقاد بان كل فكرة سبقت الإسلام ليست متكاملة بل فيها الكثير من العيوب يجعل المرء حسب تعبير القمني متقوقعاً في إطار يعتقد انه الأفضل والأكمل ومثل هذا الفكر غير مستعد لنقد الذات أو التغيير أو الحوار وهذا بالتالي أدى حسب تحليل القمني إلى نشوء فكرة المخلص أو العالم أو البطل الذي له القدرة على فهم الغموض الإلهي والذي يدرك ويفهم في هذه الأمور أكثر من الإنسان البسيط وهذا بالتالي أدى إلى ترسخ فكرة المنقذ أو المخلص أو البطل في الثقافة الشرقية التي أدى بدوره إلى نشوء ترتيب طبقي في المجتمع لاعلاقة له بالاقتصاد وأصبح الشعب مقسماً إلى قسم يقود وقسم يقاد وبهذا لم يكن هناك أي مجال للتغيير الاجتماعي لسعة الفجوة المصطنعة بين القائد والشعب وحسب رأي القمني فإن هذه الظاهرة ليست حصراً على الإسلام أو العرب فقط بل الإنسان الشرقي على مد التاريخ وشمل حسب ترتيب القمني أوزيريس إله البعث والحساب عند قدماء المصريين إلى اليهودية والمسيحية وحتى إلى عصرنا الحديث حيث وبنظر القمني اعتبر البعض صدام حسين بطلاً ومخلصاً ومنقذاً أثناء حرب الخليج الثانية وغزو العراق 2003.‎
هدف سيد القمني كان وعلى لسانه هو إدراك ومعرفة جذور طريقة تصرف المسلمين والعرب وفتح نوافذ قديمة للوصول إلى اكتشاف حقيقة النفس هل المصري على سبيل المثال عربي أم مسلم متشدد أم مصري؟ وانعدام وضوح الرؤية حول الشعب الشرقي حسب تعبير القمني أدى إلى سلسلة من الدكتاتوريين فالرجل حسب تعبيره دكتاتور على بيته ورب العمل دكتاتور على عماله والضابط دكتاتور على الجندي والأستاذ الجامعي دكتاتور على الطالب وعليه فان الإنسان الشرقي علم نفسه ان يكون دكتاتوراً لدرجة انه فقد معنى الحرية.‎..

#ادمنNawal


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى