قضايا المرأة

على الهامش.. من سنتين كدا اتسألت سؤال جوهري: “انتي شايفه…


على الهامش.. من سنتين كدا اتسألت سؤال جوهري: “انتي شايفه نفسك ينفع تشتغلي في ايه يا آيات؟” والسؤال مكنش من حد بتاع موارد بشرية خالص عشان مظلمهمش، فتنهدت وقلت: “أي حاجه متبقاش محتاجه مجهود أو اني أشتغلها بايدي، لو في كنبة مريحة وقدامها ترابيزة عليها اللاب توب وشويه كتب ومشروبات وأكل، دا هيبقى مكتب أحلامي أقعد/ أرقد على الكنبة براحتي وأفكر، يعني يبقى شغلي التفكير واني أشغل دماغي وأراجع واتطور أفكار بس”، وطبعا كان في رد على كلامي بس لا داعي لذكره هنا.

السؤال والإجابة لفتوا انتباهي اني لا أبذل مجهود في أي حاجه غير لما يكون فيها فكرة أو علم، وما عدا ذلك لو الدنيا انقلبت حوليا فلا أحرك ساكن، والفكرة والعلم كانوا سبب يخلوني أشد الرحال، ذهابا وعودة يوميا، إلى القاهرة ٤ أيام في الأسبوع، عشان أحضر محاضرات مقررات دبلوم التنمية الثقافية بجامعة القاهرة، فكرة البرنامج عجبتني ولقيت نفسي فيها وهتعلم، يبقى الموضوع يستحق المجهود، وتكرر نفس الوضع مع دبلوم توثيق التراث، ٤ سنين بروح وأجي من المنوفية للقاهرة أسبوعيا، ويمكن تحويل جزء من المحاضرات أونلاين كان رحمة من المجهود في نظر أي حد غيري، إلا اني تفاعلت معاه سلبيا ومكنتش مستمتعه بالمواد اللي اتدرست أونلاين وأصبح بدء المحاضرة منبها لتفعيل وضع: التعليم الأونلاين يأخذك لتحت اللحاف، كنت بنام في أغلب المحاضرات.

المهم جرت الأيام كيفما شاء القدر، وبقيت بعمل أي حاجه سواء فيها مجهود بدني أو لا طالما تخدم أفكاري المؤمنة بيها، وفي المرحلة الحالية حياتي بقت مقسومة نصين:
• ٣ أيام في القاهرة لحضور تدريب في مؤسسة ابتكار خانة لتأهيل رواد الأعمال المجتمعية بدعم مؤسسة أشوكا ومؤسسة الوليد للإنسانية، من ٦ ل ٧ ساعات يوميا بتعلم وبشتغل بايدي وبشارك زمايلي في مجموعات عمل، وبرجع بيتي أسبوعيا عندي واجب ومهام وأسئلة لازم ألاقي لها إجابات، ورغم الشحطتطه في المواصلات وقلة النوم وتغير روتين الأكل، بعمل دا وأنا سعيدة وراضية، وعارفه اني بتطور أسبوع ورا أسبوع.
• ٤ أيام في المنوفية وفيهم بحاول أعوض العيال عن غلق أبواب المركز أيام سفري، لأن مفيش حد يتولى المهمة بانتظام في غيابي حتى الآن، سواء تطوعا أو بأجر رمزي، وفريق المتطوعين في المركز كتاكيت صغيرة لسه، في إعدادي وثانوي وعليهم مدارس ودروس ومذاكرة، بشوف أمي والحاج بالصدفة وقت خروجي، أو لما أرجع بعد المغرب خلصانه ذهنيا يا دوب بتغدى واتقلب أنام شويه، عشان أصحى اشتغل على واجب ومهام التدريب.

الفترة دي دماغي بتفكر في ٩٩ حاجه بالتوازي، الوضع القانوني اللي مش فاضيه اروح أشوف إجراءاته عشان مرحش القناطر الخيرية أصطاد سمك/ عيال أخواتي اللي مش لاقيه وقت عشان أمارس معاهم حوارتنا الصغيرة/ شلة المصطبة اللي بأنس فيها بحكايات أمي وجاراتي عن زمن وقرية ماضية/ الفطار وكوباية النسكافيه بتوع الصبح مع بابا ومعاهم الحكايات كيفما شاءت ذاكرته/ ترتيب المكتبة مرة تانية بعد ما اتلخبطت وقت التوسيع عشان أقدر أوظف المساحة في الأنشطة/ تحديد مواعيد جديدة للأنشطة عشان تناسب ظروف المدرسة/ تنسيق مواعيد زيارات من فاعلين ثقافيين وأساتذة جامعة وميسيرين أنشطة من القاهرة لزيارة المشروع/ تحديد ميعاد لصحفية عايزة تعمل بث مباشر من المقر وصحفية آخرى عايزة تصور فيديو عن التجربة/ مقابلة مديرة المركز القومي للترجمة لعرض نقطة محددة واستلام دعمهم للمركز ب ٥٠ كتاب/ غير تبرعات الكتب اللي جايه للمركز بعد بوست أستاذة عبده فايد وتنسيق مواعيد وطرق استلامهم.

أي نعم بحاول أشوف حل يفرغ لي وقت شويه ومش لاقيه، وإعلان الشغل لم يؤت ثماره حتى الآن عشان المرتب صغير، ومحدش متفهم انه عمل أهلي، وان المشروع ملوش موارد أصلا، واننا لسه في البداية ومش هقدر أدفع غير أجر رمزي، ومع ذلك لسه بحاول يمكن حد يتفهم وتبقى نظرته لفرصة العمل بعيدة المدى… نهايته وضعي الحالي صحح لي نقطة في تصور عمل أحلامي: التفكير وتطوير الأفكار بيخلوا أي مجهود يهون ولا انتبه له أصلا، لأن انتباهي بالكامل رايح باتجاه مد جذور مشروعي في بيئته، ومحاولة تطويره ببطء شديد متعمد، ورصد التغيير فيه وتقوية روابط الثقة مع الأطفال وتبيان احتياجتهم بدقة.. وان شاء الله هيبقى عندي كنبة الأنتخة الفكرية يوما ما 💃🏻😂

#يوميات_مكتبة_بعد_التشغيل

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

آيات عبد الدايم (AyAt Hassan)

مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى

تعليق واحد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى