“سبتمبر 81″…


“سبتمبر 81”
أنا لا أخفي كراهيتي للسادات، وعلي قناعة شديدة بأنه أول من زرع بذرة الإنهيار الحادث في كافة أركان المجتمع المصري.
ولا أنسي له أنه أول من أطلق أيادي الإرهابيين والإسلام السياسي ليعيث فسادا في أرض مصر، ويتلاعب بهويتها الحقيقية، لنصل الي ما نحن فيه الآن من حالة التخبط الديني واضطراب الهويّة.
ولا أنسي له أنه أول من أطلق أيادي اللصوص والإنتهازيين عندما طبق سياسة السداح مداح للذين سرقوا أرض مصر وقوت أهلها، وقسم المجتمع الي طبقة من القطط السمان وطبقات من الفقراء، وتفاقم الفساد، فذهب الكثير ليستجدي قوته في دول الخليج وليعود بهوية لا مصرية.
ولا أنسي له إهداره للإنتصار الكبير الذي تحقق في أكتوبر واختزل القضية بأكملها في اتفاق سلام منفرد مع الكيان الصهيوني.

أتذكره هذه الأيام بمناسبة سبتمبر 81، عندما اعتقل مصر كلها، أكثر من ثلاثة آلاف مصري، 1536 منهم في الثلاثة أيام الأولي، شملت معظم الرموز والمفكرين والسياسيين والأحزاب، والقيادات الدينية المسلمة والمسيحية، وأعضاء هيئة التدريس بالجامعات، حتي الطلبة لم يسلموا من طغيانه، كل من تجرأ وعارض قراراته كان له مكان في المعتقلات.

أطلق علي الجميع صفة المناهضين، لم يفرق بين مناهض ومعارض، لم يفرق بين قادة جماعات الإرهاب والمتطرفين وزارعي الفتنة، وبين مفكرين مثل محمد حسنين هيكل وعبد العظيم أبو العطا وأمينة رشيد وحلمي مراد.

كان الدستور يفرض عليه أن يجري استفتاءا خلال 60 يوما علي تلك القرارات، ولا أظنه كان سيفعل، وهنا جاء الحل ديمقراطيا من السماء بأن قتل قبل اكتمال الشهرين وليأتي من بعده ويفرج عن الجميع.

منذ تلك اللحظة اكتمل إنسداد الحالة السياسية في مصر، وظلت مغلقة حتي الآن، وللحكّام في ذلك طرق ووسائل وابتكارات لا تنتهي أحدثها مستقبل وطن.
(إعادة نشر)
#بالعقل_والهداوة

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version